وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والكوري الشمالي كيم جونغ ايل في ختام قمتهما أمس "بيان موسكو" الذي أكد التعاون الاستراتيجي ومعارضة الدرع الصاروخية الأميركية، مؤكدين تأييدهما "المعاهدة المضادة للصواريخ" اي بي أم. وفيما أكد الكوريون ان برامجهم الصاروخية "لا تهدد أحداً"، أعلن بوتين انه حصل على تعهد من بيونغ يانغ بتجميد برنامج اطلاق الصواريخ حتى عام 2003. راجع ص 6 وبعدما أمضى كيم وقتاً بقطاره المدرع عبر الأراضي الروسية، قام صباح أمس بوضع أكليلاً عند قبر الجندي المجهول، وضريح مؤسس الدولة السوفياتية فلاديمير لينين. وبذا فإن الزعيم الكوري أصبح أول رئيس دولة أجنبي يضمن برنامج زيارته مراسم "سوفياتية" مثل زيارة قبل لينين. وأغلقت الساحة الحمراء لبضع ساعات، ضمن اجراءات امنية مشددة لحماية كيم، ما اثار استياء المواطنين الروس، واعتبرالرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف انها "تعيد الى الأذهان أزمان الدكتاتور الراحل يوسف ستالين". وبعد المراسم الشكلية عقد بوتين وكيم "خلوة" ثنائية ثم انضم اليهما اعضاء الوفدين وكان بينهم رئيسا الأركان العامة في البلدين. وأكد الرئيس الروسي ان الطرفين "قطعا شوطاً بعيداً" في توسيع علاقاتهما التي وصفها كيم بال"رائعة". ووقع الزعيمان "بيان موسكو" الذي تضمن مبادئ عامة منها الدعوة الى اقامة "نظام عالمي جديد عادل على أساس التكافؤ والمساواة". واعتبر البيان معاهدة 1972 للصواريخ التي تنوي واشنطن الانسحاب منها "حجر الزاوية في الاستقرار الاستراتيجي" لكنهما لم يشيرا الى موقف مشترك قد يتخذانه لمواجهة المخططات الأميركية لنشر شبكة الدرع الصاروخية. ويقول البيت الأبيض ان الدرع تهدف الى حماية الأراضي الأميركية من الدول "المارقة" وبينها كوريا الشمالية. وتضمن "البيان" تأكيداً على أن بيونغ يانغ تشدد على "الطابع السلمي لبرنامجها الصاروخي وبالتالي فإنها ترى انه لا يشكل خطراً على أي بلد يحترم سيادة كوريا الديموقراطية". ورحب الجانب الروسي بهذا الموقف، وأوضح مساعد بوتين للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو ان كيم أبلغ بوتين استعداده "للاستمرار في تجميد عمليات اطلاق الصواريخ الباليستية حتى عام 2003". وبذا فإن موسكو تكون حصلت من بيونغ يانغ على ورقة مهمة يمكن أن توظفها لدى واشنطن وتستخدمها لمساعدة كوريا الشمالية في تجسير علاقاتها مع الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. إلا أن واشنطن وسيوول لن تبتهجان لدعوة الرئيس الكوري الشمالي في موسكو الى "انسحاب فوري" للقوات الاميركية من جنوب كوريا. وأكد الروس انهم "يتفهمون" هذا الموقف ويرون ان مشكلات شبه الجزيرة الكورية "يجب أن لا تحل بأساليب القوة". ولم تكشف تفصيلات عن بحث برامج التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ إلا أن بريخودكو قال: ان هذا الملف سيبحث على مستوى الخبراء. وناقش بوتين وضيفه توسيع التعاون الاقتصادي وخصوصاً انشاء خطوط للسكك الحديد تمتد من كوريا الى أوروبا عبر سيبيريا.