انهمك الاقتصاديون اللبنانيون في تقويم حجم الاضرار الناتجة عن موجة الاعتداءات الاسرائيلية الجديدة التي استهدفت مرافق الكهرباء، على المرافق الاقتصادية في البلاد والعملية الانتاجية في المصانع والمصارف والفنادق والمحال التجارية خصوصاً مع اقتراب موسم الاصطياف الجديد. ومع تعرض منشآت الكهرباء، التي دُمر بعضها للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر والثالثة خلال أقل من سنة، للغارات غرقت مناطق واسعة في الشمال والبقاع وجزء من جبل لبنانوبيروت في الظلام مجدداً، وشُلت جزئياً بعض المرافق وعاد الاعتماد مجدداً على المولدات الكهربائية. وشلت الغارات محطة تحويل الكهرباء في بصاليم التي تبعد 12 كلم عن بيروت، وأدت الى توقف الانتاج في محطة البداوي الشمال ومحطة التحويل المرتبطة به على بعد 80 كلم من بيروت. ولم يحدّد وزير الموارد المائية والكهربائية اللبناني سليمان طرابلسي، بعد جولة تفقدية على محطة بصاليم، الأضرار وقال: "من السابق لأوانه الحديث عن حجم الأضرار أو كلفتها، في انتظار وضع تقرير شامل وتفصيلي عن الدمار اللاحق بالمحطة". وأكد أن "محطة البداوي دُمِّرت بالكامل وكلفتها كبيرة، كما أن الأضرار في بصاليم كبيرة ايضاً". وقدّر المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان جورج معوّض كلفة المحولات الستة في بصاليم بنحو خمسة ملايين دولار من دون احتساب كلفة المنشآت التابعة لها من قواطع وفواصل وكابلات. ورجّح كلفة اصلاح الأضرار في البداوي والمحطة التابعة له "بعشرات الملايين من الدولارات". واوضح بيان اصدرته مؤسسة كهرباء لبنان، ان الفرق الفنية "باشرت عملية رفع الأنقاض بمساعدة فوج الأشغال المستقل في الجيش تمهيداً للكشف على الأضرار وإحصائها بدقة". وتؤمن محطة بصاليم الرئيسية 240 ميغاوات من الطاقة وتغذي جزءاً من مناطق جبل لبنانوبيروت "التي أصبحت معزولة بعدما تعرّضت فيها ثلاثة محولات أحادية الأطوار لتدمير كامل"، وأصيبت ثلاثة محولات أخرى أحادية الأطوار ستخضع لأعمال الكشف لتحديد حجم أضرارها ومعرفة إمكانات اصلاحها. ودُمر في الغارات محوّل توزيع ثلاثي الأطوار وخلايا وكابلات ووصلات وغيرها من لوازم المحطة. يُذكر أن المحولات في المحطة رُكبت أخيراً بعد الغارات الاسرائيلية في 25 حزيران يونيو من العام الماضي. واصبح معمل البداوي المحطة، الذي ينتج الطاقة وترتبط به محطة التحويل الرئيسية التي تربط وحدات الانتاج بشبكة الكهرباء ويؤمّن التيار لمناطق في الشمال والبقاع، معزولاً. ووفق بيان مؤسسة الكهرباء، تعرّضت المحطة لتدمير كلي "طاول ايضاً منشآت الهندسة المدنية والكهربائية والمحولات وصالات القيادة وخلايا التوتر المتوسط". وشدد على أن اعادة انشائها يتطلب وقتاً طويلاً. وأشار الوزير طرابلسي الى أن "محطة بصاليم خارج الخدمة الآن، ويضع المهندسون والفنيون خطة استثنائية لمعالجة الوضع". من جهة ثانية غادر جلال حلاوي رئيس الوفد المصري المساهم في إعادة تأهيل محطتي الجمهور ودير نبوح اللتين تعرضتا للغارات في شباط /فبراير الماضي بيروت الى القاهرة لإطلاع رئيس مجلس ادارة هيئة كهرباء مصر على الأضرار الجديدة ودرس إمكانات المساعدة في اعادة التأهيل.