حدد الرئيس اللبناني الجديد العماد إميل لحود نهجه السياسي في التعاطي مع ملفات الوضع اللبناني، في خطاب ألقاه امس تميز بالوضوح والتطرق المباشر الى المواضيع الحساسة، متوخياً الشفافية، بعدما أدى قسم اليمين الدستورية بادئاً بها ولايته التي تسلم مقاليدها ظهراً من الرئيس الياس الهراوي في مراسم رسمية في القصر الجمهوري في بعبدا. راجع ص2 وخاطب لحود بلهجة الواثق اللبنانيين مثيراً ما يشكون منه "حكاماً ومحكومين" ومشيراً الى ان المشترع اراد بالقسم، ان يكون رأس الدولة تحت القانون فلا يعود لأحد غيره ان يكون فوقه. وقال:"لا مستقبل لأحد في هذا البلد، حاكماً كان ام محكوماً الا بقيام دولة القانون والمؤسسات". وشدد على النظام البرلماني الديموقراطي، وعلى رغبة الناس في قضاء مستقل ومنزه عن التدخلات. وأطلق عدداً من الايحاءات حيال السياسة المالية، فسأل باسم الناس، عن اعبائها وتراكماتها، في اشارة الى تنامي ديون خطة الانماء والاعمار وتحدث عن سياسة ضريبية متوازنة وعن قطع يد السارق والرقابة في الادارة، مؤكداً ان ليس لديه عصا سحرية، ورابطاً التغيير بالمؤسسات الدستورية. وخاطب لحود المعارضين للعلاقة مع سورية، "المتسائلين" عنها، مثمناً دعمها للبنان، ومنتقداً المراهنات على "الاستعانة بها عندما نضعف ونطعنها عندما نقوى...". وشدد على "تلازم المسار" معها وحيا المقاومين في الجنوب. وتطرق لحود الى استحقاق تشكيل الحكومة المقبلة التي يفترض ان يبدأ المشاورات لتكليف رئيسها غداً. فقال: "لا تستعجلوا الاحكام على الوجوه والاسماء وانتظروا الممارسة". برقيات تهنئة وتلقى الرئيس اللبناني الجديد برقيات تهنئة ابرزها من الرئيسين جاك شيراك وحافظ الاسد الذي امل من عهده "انجازات جديدة" والرئيس الايراني سيد محمد خاتمي. وجرى اتصال بين الاسد ولحود شكر فيه الرئيس اللبناني "الدعم الذي تقدمه سورية للبنان". ورأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تسلم لحود مهماته "ولادة جديدة للبنان متوقعاً ان تكون الحكومة الاولى اقرب الى التجرد ومصغرة لأن الموسعة ستقع في مطب المحسوبيات. وهذا مستبعد". وأبدى بري في تصريحات لمراسلي الصحف و"الحياة" استعداده "للولاء الكامل للحود والتنازل عن حق تمثيل حركة أمل فيها اذا لم تمثل الاحزاب الاخرى". وتوقع "غالبية مطلقة" للرئيس رفيق الحريري في الاستشارات لتكليفه تشكيل الحكومة. ووصف خطابه "بمثابة ميثاق جديد وأكثر مما كان متوقعاً بصراحته"، مذكراً بأنه سبق ان تحدث عن "اسس انطلاقة البلد في شكل سليم، انا والرئيس الحريري منذ مدة". اما الحريري فوصف الخطاب لپ"الحياة"، بأنه "مدروس وواقعي والمعروف عن الرئيس الجديد انه مقدام ومندفع" مبدياً ارتياحه الى كلامه، معتبراً اياه "شعبياً اذ توجه الى الناس مباشرة ودخل قلوبهم، لأنه طرح عناوين وشعارات يرحب بها الجميع. وهذا جيد ولن يحيد عنه احد. وأنا كنت طرحتها منذ سنوات ولا استحالة امام تطبيقها والشفافية والمصارحة مطلوبتان ليعرف اللبنانيون كل شيء حتى نطلب تعاونهم".