استشهد أمس الشاب بسام صابر العطار (20 سنة) في مستشفى الرنتيسي التخصصي في غزة نتيجة تأخر تحويله للعلاج في الخارج 50 يوماً. وفيما نفت السلطة أن تكون أوقفت التحويلات الطبية لمرضى غزة، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية إن السلطة وافقت على استئناف التحويلات الطبية بدءاً بيوم غد إثر ضغوط إسرائيلية ودولية. في هذه الأثناء، أطلقت وزارة الصحة في غزة نداء استغاثة لإنقاذ مرضى القطاع وضرورة التحرك لتحويلاتهم الطبية قبل وقوع كارثة صحية بحقهم. وأعلنت مصادر طبية استشهاد العطار الذي يعاني من سرطان في الغدد الليمفاوية، وكان يفترض أن يتلقى العلاج في الخارج قبل 50 يوماً، إلا أن توقف التحويلات الطبية حال دون ذلك، ما أدى الى تدهور حالته الصحية حتى وفاته أمس. وكان العطار ناشد الرئيس محمود عباس قبل أيام قليلة تسريع تحويله لتلقي العلاج لإنقاذ حياته، إلا أن الوقت مضى ولم يغادر القطاع لتلقي العلاج. في هذه الاثناء، أعلنت دائرة العلاج في الخارج في غزة وصول 100 تحويلة طبية للعلاج، موضحة أنه سيتم الاتصال مع أصحاب التحويلات اليوم لتسليمهم إياها وفق النظام المعمول به في دائرة العلاج بالخارج. وأضافت أن التحويلات تشمل 28 تحويلة الى المستشفيات الإسرائيلية، وأخرى لمستشفيات القدسوالضفة الغربية، وثمة تحويلات داخلية في غزة. وأوضحت صحيفة «هآرتس» العبرية أن موافقة السلطة جاءت بعد تفاهمات أجراها الارتباط الفلسطيني مع مكتب منسق عام شؤون المناطق المحتلة في الحكومة الإسرائيلية بولي مردخاي. وفي أعقاب ضغوط دولية، قالت مصادر فلسطينية للصحيفة إن إدارة التنسيق والارتباط الفلسطينية توصلت إلى تفاهمات مع مكتب المنسق، وسترفع وزارة الصحة الفلسطينية القيود على تحويلات مرضى غزة ابتداء من الأحد وتمنح التغطيات المالية للعلاج. مرضى السرطان في خطر من جانبها، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان عاجل أن العشرات من مرضى السرطان وأمراض الدم يدخلون مرحلة حرجة للغاية، مطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ حياتهم من دون تأخير. وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة: «إننا في وزارة الصحة أمام قلق حقيقي على حياة عشرات المرضى المصابين بالسرطان وأمراض الدم بعد دخولهم في مرحلة حرجة للغاية نتيجة اضطراب وتأخر جرعاتهم العلاجية، وذلك بسبب وقف توريد الأدوية والتحويلات العلاجية من رام الله من جانب، وتعنت الاحتلال الصهيوني في السماح لخروج عدد كبير ممن حصل على تحويلات علاجية في الفترة السابقة من جانب آخر». وأضاف: «ذلك يتطلب من الجهات كافة الضغط على السلطة في رام الله لتوريد الأدوية فوراً، إذ إن المرضى الذين يحتاجون جرعات كيماوية وأدوية مناعة في حالة تفاقم صحي مستمر لغياب معظمها، وكذلك الضغط عليها لإتمام إجراءات صدور التحويلات العالقة في العلاج بالخارج في شكل عاجل قبل أن نفقد مرضانا واحداً تلو الآخر خلال الأيام المقبلة، كما فجعنا بفلذات أكبادنا الأربعة (مصعب وبراء وابراهيم ويوسف) في ساعات قلائل». وتابع: «كما نطالب الشقيقة مصر التي تشكل الحاضة العربية الكبرى لشعبنا الفلسطيني بفتح معبر رفح في شكل عاجل لخروج مئات المرضى الذين يشكل لهم المعبر شريان حياة وطوق نجاة». وقال: «نطالب المؤسسات الدولية والحقوقية بالضغط على الاحتلال لوقف ممارساته العنصرية بحق مرضانا واحترام القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة في التعامل مع المرضى وضمان تنقلهم في شكل آمن». واشتكى مرضى في قطاع غزة من مماطلة دائرة العلاج في الخارج التابعة لرام الله في إصدار التحويلات الطبية، خصوصاً مرضى السرطان، الأمر الذي أثار الرأي العام، والمؤسسات الحقوقية، فطالبوا السلطة بتحييد ملف المرضى عن التجاذبات السياسية. واتهمت صحة غزة السلطة ووزارة الصحة في رام الله بوقف التحويلات لمرضى القطاع، وهو الأمر الذي أدى الى عدد من الوفيات بين المرضى، خصوصاً الأطفال حديثي الولادة. إلا أن وزارة الصحة في رام الله نفت حدوث أي تغيير او تعديل في نظام وآليات التحويلات الطبية للمرضى في قطاع غزة، وألقت باللائمة على الاحتلال و «حماس»، معتبرة أن كيل الاتهامات والهجمة الإعلامية الممنهجة من الإعلام الإسرائيلي والإعلام الموجه من حركة «حماس»، ما هي إلا محاولات يائسة ومكشوفة لتغطية عجز اللجنة الإدارية التي شكلتها «حماس» في قطاع غزة في تأمين العلاج للغزيين. يذكر أن السلطات الإسرائيلية، ووفق مؤسسات صحية وحقوقية دولية، أكدت في تقارير عدة لها أنها تماطل في إصدار تصاريح للمرور عبر حاجز بيت حانون لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية او مستشفيات الضفة الغربية، وتخضعهم الى الابتزاز، إضافة الى التحقيق معهم، وهو ما أدى إلى وفاة العديد من المواطنين نتيجة هذه السياسة.