حذر مركز حقوقي فلسطيني من خطورة تداعيات استمرار تدهور الحال الصحية للكثير من المرضى في قطاع غزة بعدما توقفت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله عن توفير التغطية المالية لعلاجهم في المستشفيات الإسرائيلية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي وبعدما سيطرت وزارة الصحة في الحكومة المقالة بغزة على مقر دائرة العلاج في الخارج. وقال «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» برئاسة المحامي راجى الصوراني: «توقفت كل المعاملات الطبية وبات مئات المرضى يواجهون حكماً بالموت في مستشفيات القطاع، خصوصاً مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية للقطاع بما في ذلك معبر رفح». واضاف ان «بين الذين تعذر استمرار علاجهم في المستشفيات الإسرائيلية 57 طفلاً يتلقون علاجهم في مستشفى هداسا بالقدس، خصوصًا أنهم قطعوا شوطاً كبيراً في العلاج، ومن شأن تغيير المستشفى أن يؤدي إلى تدهور أوضاعهم الصحية، عدا أن علاجهم متعذر في القطاع جراء عدم توافر العلاج الكيماوي أو الإشعاعي بسبب منعه من قبل سلطات الاحتلال وإحكام الحصار الجائر على القطاع وأوضاع المنشآت الصحية المتردية فيه». ودعا المركز وزارة الصحة في كل من حكومتي رام اللهوغزة إلى اتخاذ التدابير العاجلة والممكنة من أجل تسهيل تحويل مرضى قطاع غزة الى الخارج، وقال إنه يتابع بقلق شديد تدهور الوضع الصحي لمئات المرضى من سكان القطاع والذين لا تتوافر أي إمكانات لعلاجهم في مستشفيات القطاع. واوضح أن قرار وزارة الصحة في حكومة رام الله في أواخر كانون الثاني الماضي، وقف التغطية المالية عن المرضى الفلسطينيين الذين يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية بما في ذلك من قطعوا مراحل علاج فيها، وإقدام وزارة الصحة في الحكومة المقالة فى غزة على السيطرة على مقرات ومكاتب دائرة العلاج في قطاع غزة وإعفاء مديرها المعين من حكومة رام الله من مهماته، أديا إلى توقف كل الإجراءات الخاصة بتنسيق خروج المرضى عبر معبر بيت حانون (إيريز) إلى المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية، كما أدى استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي إلى حرمان هؤلاء المرضى من السفر للعلاج في الخارج. وحمّل المركز كلاً من حكومتي رام اللهوغزة المسؤولية الكاملة عن التداعيات التي يمكن أن تؤديها إجراءاتهما على حياة المئات من مرضى القطاع، وناشد الطرفين تحمل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية من أجل إنقاذ حياة هؤلاء المرضى بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والجرحى الذين أصيبوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذين يحتاجون إلى علاج خارجي فوري بسبب تدهور أوضاعهم الصحية.