شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، حادثة جديدة تزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في البلاد، بعد أن أقدمت عناصر تابعة للجماعة، أمس (السبت)، على اقتحام أحد المقرات التابعة للأمم المتحدة واحتجاز عدد من موظفيها. وأفادت مصادر مطلعة بأن المهاجمين صادروا هواتف الموظفين وبدأوا بالتحقيق معهم، بينهم عاملون في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، وسط تشديد أمني مكثف في محيط الموقع. وأكد مصدر أممي وفقاً للحدث، أن الحادثة ليست الأولى من نوعها خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن وتيرة الاقتحامات من قبل الحوثيين لمقار الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية شهدت "تصاعداً مقلقاً" خلال اليومين الأخيرين. ويرجّح مراقبون أن هذا التصعيد جاء عقب الخطاب الأخير لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الخميس الماضي، الذي اتهم فيه منظمات دولية– بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة – بالضلوع في "أنشطة تجسسية" لصالح أطراف معادية لجماعته. وزعم الحوثي امتلاك معلومات مؤكدة حول خلية تجسسية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، قال: إنها ساهمت في استهداف إسرائيل لمواقع تابعة لحكومته غير المعترف بها دولياً في صنعاء خلال أغسطس الماضي. وأثار الخطاب مخاوف واسعة في الأوساط الإنسانية والدبلوماسية من أن يتحول الاتهام العلني إلى مبرر لتضييق أكبر على أنشطة الإغاثة في مناطق سيطرة الحوثيين، ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعد من بين الأسوأ عالمياً. من جانبها، جددت الأممالمتحدة رفضها القاطع للاتهامات التي وجهتها جماعة الحوثي لموظفيها، ووصفتها بأنها "ادعاءات خطيرة وغير مسؤولة"، مؤكدة أنها تعرض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر وتهدد استمرار أنشطتها في البلاد.