راضي الزويد - القصيم يُعد يوم المعلم مناسبة عالمية لتكريم أصحاب رسالة سامية حملوا على عاتقهم بناء الإنسان وصناعة المستقبل. فالمعلم هو الركيزة الأساسية في تقدم الأمم، والعنصر الأهم في تحقيق التنمية المستدامة. وفي المملكة العربية السعودية، يحتل التعليم مكانة رفيعة في رؤية القيادة الرشيدة التي جعلت من الاستثمار في الإنسان السعودي محورًا رئيسيًا في مسيرة النهضة الوطنية. يُحتفى بالمعلم في الخامس من أكتوبر من كل عام، تقديرًا لعطائه اللامحدود ودوره المحوري في بناء الأجيال وتنمية القيم والمعرفة. إن هذه المناسبة ليست مجرد يوم تكريم بل هي رسالة وفاء واعتراف بجميل المعلمين والمعلمات الذين يعملون بإخلاص في بناء العقول وصقل المهارات وتحقيق التميز التربوي. شهدت المملكة في السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في قطاع التعليم بفضل رؤية المملكة 2030، التي وضعت التعليم في مقدمة أولوياتها باعتباره الأساس في بناء مجتمع معرفي تنافسي عالميًا. ومن أبرز جهود المملكة في هذا المجال ما يلي: 1. التحول الرقمي في التعليم: أطلقت وزارة التعليم منصات تعليمية رقمية مثل منصة مدرستي، وبرامج الذكاء الاصطناعي في التعليم، لتمكين الطلاب والمعلمين من التفاعل بطرق حديثة ومبتكرة. 2. تأهيل المعلمين وتدريبهم: استحدثت الوزارة برامج تطوير مهني مستمرة للمعلمين داخل المملكة وخارجها، لرفع كفاءتهم التربوية والتقنية، وتعزيز قدرتهم على الإبداع والابتكار في العملية التعليمية. 3. دمج التقنيات الحديثة في التعليم: تم إدخال تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والهولوجرام في بيئات التعلم، مما جعل التعليم أكثر متعة وفاعلية، وأقرب إلى احتياجات سوق العمل. 4. الاهتمام بالمناهج والتقويم: تم تطوير المناهج الدراسية لتتوافق مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، وإدخال مهارات التفكير النقدي، والتعلم الذاتي، والقيم الوطنية في صميم العملية التعليمية. 5. المبادرات العالمية والجوائز التحفيزية: أطلقت المملكة مبادرات مثل جائزة التعليم للتميز وجائزة المعلم المتميز لتشجيع الممارسات التعليمية الرائدة وتحفيز الإبداع التربوي في الميدان. من جانبة تؤمن رؤية المملكة2030 أن المعلم هو محور التحول التعليمي، فهو القادر على إحداث التغيير الحقيقي في عقول الطلاب وسلوكهم. ولهذا، تم العمل على تمكين المعلم من خلال التدريب النوعي، وتوفير بيئة عمل محفزة، وتقدير دوره الاجتماعي والمهني بما يليق بمكانته في المجتمع. وفي الختام يظل يوم المعلم فرصة للتعبير عن الامتنان والتقدير لمن جعلوا من التعليم رسالة حياة، ولتجديد العهد على دعم مسيرة التطوير والتميز في ميدان التعليم السعودي. فبجهود معلمي الوطن ورعاية قيادته الرشيدة، تمضي المملكة بخطى واثقة نحو مستقبل تعليمي مزدهر يواكب التطور العالمي ويصنع أجيالاً قادرة على المنافسة والإبداع .