أضحت ألواح الخشب المتهالكة، ومقطورات الشاحنات تسمّى "غرف قيلولة الظهيرة"، كما تسميها العمالة الكادحة في جازان، التي تنعم بقسطٍٍ من الراحة فيها بعد يومٍ شديد الحرارة. وأُنشئت تلك الغرف بالقرب من أسواق الأعلاف، لبيع الشعير، ومراقبة البضائع، وهناك مَن اتخذ من ظلال الشاحنات ملاذاً من تلك الحرارة ومكاناً آمناً للراحة وشرب الشاي وغفوة من حر الصيف.
ويستظل العاملون بأكواخ خشبية تغطيها بعض الأشرعة و"الخرق"، حيث لم توقف حرارة الشمس عملهم ولم يثنهم الغبار الذي يحاصرهم عن مواصلته.
"سبق" رصدت تلك المشاهد في منطقة جازان، خلال جولة ميدانية، وقابلت خلالها عاملين وبائعين يبتسمون رغم قسوة الحياة وحرارة الجو، فهم حرّاس لما تحمله شاحناتهم من أعلاف وشعير.
ويبقى وقت القيلولة هو الأثمن لهم حتى صلاة العصر، عمالة بمختلف الجنسيات، تتمدّد أجسادهم تحت تلك الأماكن التي لا يكاد ظلالها يقي من الشمس، ولكن اعتبروه نعيماً لأجل إكمال يومهم.
وأوضح "محمد"، (سوداني الجنسية)، في العقد الرابع من العمر، أنه يعمل في بيع الشعير منذ سبع سنوات، إلا أن قيلولة الظهر لا تفوته، رغم التقلبات الجوية، حيث يتمدّد على بعض الألواح وقطع الأشرعة والأقمشة، لتكون ظلاً يقيه من حرارة الشمس.
ورصدت "سبق" خلال جولتها، عمالاً آخرين كانوا يقضون وقتهم في متابعة الأحداث والتواصل مع أصدقائهم عبر جوّالاتهم، وآخرين يتناولون الطعام والعصائر وأكواب الشاي.