دعت دار الإفتاء المصرية في فتواها الصادرة بشأن مشروع الوقف العلمي والتكنولوجي إلى دعم هذا المشروع العربي الكبير الذي يمثل محاولة حقيقية لاستعادة نهضة الأمة، ولحاقها بركب التقدم، من خلال توظيف نتائج العلوم والتكنولوجيا في مختلف مجالات الحياة، لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأكدت دار الإفتاء أن «أخذ الزكاة في مجالات البحث العلمي جائز شرعا على مذهب الموسعين، كما هو الحال في دعم مؤسستكم المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا التي تتبنى تشجيع البحث العلمي والأكاديمي ودعم نشاطها والتوسع فيه وتكرار تجربتها، بل هي من أولى المصارف حينئذ بالدعم من أموال الزكاة. ويجوز قبول الصدقات لأغراض مؤسستكم، حيث إن الصدقة أمرها واسع، فهي جائزة للغني والفقير والمسلم وغير المسلم. ولما كانت أعمال مؤسستكم داخلة في أعمال الخير التي تنتفع بها الأمة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، فيجوز بناء وقف أهلي للصرف منه على أغراض مؤسستكم الموضحة». من جانبه وفي نفس السياق، دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى دعم مشروع الوقف العلمي والتكنولوجي لخدمة أغراض التنمية المجتمعية والاقتصادية في المجتمعات العربية، خاصة الفقيرة منها، مؤكدا في الفتوى التي أصدرها أنه «حتى يعود العرب والمسلمون كما كانوا أيام ازدهار حضارتهم معلمين للأمم وأئمة في علوم الدين والدنيا معا. إن الذي ينقص أمتنا اليوم لتتبوأ مكانتها بين الأمم هو امتلاك أزمة العلوم والتكنولوجيا، بحيث تكتفي اكتفاء ذاتيا، فتأكل مما تزرع، وتلبس مما تصنع، وتتسلح بما تنتج، ولا تكون عالة على غيرها، وهي تحمل للعالم أعظم رسالة هي رسالة الإسلام». وأكد أن دور المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في غاية الأهمية لنهضة العرب والمسلمين. وبالتالي ففرض كفاية على الأمة وواجب على كل قادر من العرب والمسلمين، وحتى تحقق المؤسسة أهدافها، وتؤدي رسالتها، العالم بعلمه، والغني بماله، والداعية بدعوة الأمة لتأييدها، مشددا على ضرورة الدعم من خلال أداء الزكاة المفروضة، باعتبارها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تعمل في سبيل الله، وهو ما يعلي كلمة الإسلام؛ وبالصدقات التطوعية، مما يرجو به المسلم والمسلمة ثواب الله تعالى؛ وبالدفع من وصايا الأموات مما خصصوه للخير؛ وبالدفع من ريع الأوقاف وعوائدها، وبالدفع مما يكون لدى بعض التجار والأثرياء من فوائد بنكية.