استبقت وزارة التعليم العالي صياح أولياء الأمور بتصريحات صحفية بأن جامعاتها سوف تصل نسبة قبول خريجي الثانوية العامة فيها إلى ما فوق 90 في المائة، هذا التصريح استقبله المواطنون بالترحاب حتى وإن غضوا الطرف عن ماتبقى من النسبة والتي تصل إلى آلاف سوف يطوفون بالشوارع من غير أن يجدوا عملا أو معهدا يقبل بهم. المهم أن النسبة العالية للقبول التي أعلنت عنها الوزارة، كانت لها جيوب خلفية غير ظاهرة، ومع تقاطر طلاب الثانوي للجامعة، وجدوا أن السعة الاستيعابية التي أعلنت عنها الوزارة هي جيب الانتساب. وما أدراك ما الانتساب؟. أولا تحولت أغلب الجامعات والكليات إلى حصالة ضخمة تستقبل أي عدد من الطلاب في خانة الانتساب، ولكون الملتحق بالانتساب سوف يدفع رسوما تصل إلى ثلاثة آلاف ريال للفصل الواحد، فإن من صالح أي جامعة أن توسع القبول في هذا الجانب لتجني أموالا إضافية تدخل في ميزانيتها أو تذهب إلى أي جهة أخرى.. المهم أن الوضع القائم أوجد (بقرة حلوب) تستطيع أي جامعة الإعلان أنها قبلت عشرات الآلاف من الطلاب بينما حقيقة الأمر أن أغلب الطلاب المقبولين تم قبولهم بالانتساب (وهذا يعني أن الغلة سوف تزيد عما سبق من سنوات ماضيات) وعندما يصل إلى مسامع المسئولين أن الجامعات قبلت كل هذه الأعداد، تكون راية كل جامعة بيضاء خفاقة، وتصبح شكاوى أولياء الأمور نوعا من الدلع الزائد. ولأن المسألة جباية أموال تجد أن الجامعات التي قبلت الطلاب في خانة الانتساب تشترط تسديد الرسوم بعد خمسة عشر يوما من قبول الطالب، وهي فترة زمنية يشعر معها الطالب بضيق الوقت لو أراد البحث عن فرص أخرى، ولكي لاتضيع فرصة التسجيل في الانتساب يقوم بدفع الرسوم (ثلاثة آلاف ريال) حتى إذا وجد فرصة أفضل من الانتساب تكون الثلاثة آلاف قد طار بها الغراب، (وهات يامكاتبات ويامراجعات) وفي الأخير تكون خزانة الجامعة قد أغلقت على المبلغ (وإن كنت محظوظا) سوف تحصل على جزء من المبلغ بحجة أن الجزء الآخر ذهب في التحصيلات (وما أدري أيه). ومن المفترض أن لايتم تسديد رسوم الانتساب إلا مع بدء الدراسة، أما أن يتم بهذه الطريقة فهي تشي بالفرحة الغامرة لوجود (البقرة الحلوب) على بوابة الجامعة. ثم أن الدراسة في الانتساب يوضع لها فخ جميل للطلاب وأولياء أمورهم، والفخ الحريري الذي يربط به الطلاب ينص لو أن الطالب اجتاز السنة الأولى بامتياز فسوف يتم تحويله أتوماتيكيا كطالب منتظم، وكم ممن تجاوز هذه السنة بامتياز (طلاب وطالبات) ولم يتم تحويلهم منتظمين ..فهل تمارس الجامعات الكذب على طلابها. أم أن الغلة تغري بممارسة هذا القول والفعل؟ ثم نأتي لنقطة أخرى وهي أن خريج الانتساب لايقبل به سوق العمل، فكيف يجوز للجامعات أن تمص دماء أولياء أمور الطلاب لأربع أو خمس سنوات بينما يجد خريج الانتساب كلمة فضيعة في سوق العمل، فحينما يقدم شهادته لأية جهة سيجد الإجابة الشوارعية تصادفه في كل مكان: بلها وأشرب مويتها. ولأننا (منقعون) داخل وعود من جهات مختلفة بحماية مستقبل أبنائنا، فإن أفواهنا مليئة بالمياه، ومن ذا الذي يصرخ وفي فمه ماء! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة