في دروب الحياة الكونية آمالٌ كثيرة ونفوسٌ لها قوتها المتمركزة في ذواتنا، وهذه الأخيرة تدفعنا لملئ العواطف المتعقلة والمنفلتة، فكل شيء في هذا الوجود يجعلنا نفكر إن نظرنا إلى كل كينونة وقعت عليها عيوننا فتجد طريقها سالكًا إلى أغوار العقل، وتجد الروح (...)
لما تجلى النور في السماء، وجنى الليل ودنّا؛ ورأيت نجمًا يطوف في العُلا، واستشعرت أحداقكَ بهول الأحداث، حينها تتزاحم الأفكار بعقلك الصغير وتتهافت الأنفاس في شرايين قلبك الضعيف؛ تدرك في تأملك أبعاد الجرم الكبير. فثبت فؤادك وفكر في تأمل الأشياء وتكوين (...)
أرى الكونَ يرسمُ جلالهُ في لحاظِ الأزمنة الجارية؛ تلك الأزمنة تتعاظم في جلاء؛ كلما وجهنا آمالنا وآلامنا نحو الصبر وفلسفته التي شاءت أن تتحكم في عقول العقلاء. فكم من أيامٍ خلت وكم من دهرٍ رحل. هي سفينةٌ كونية تسيرُ بنا عبر أقطارٍ زمنية؛ متعددة (...)
إن أول خطوةٍ يخطوها الإنسان في هذه الحياة المترامية في أزمانها وأبعادها ومسالكها التي لا تنتهي، إلا بمعرفة كينونته حق معرفة؛ إذ يصول بها ويتقنها ويهذبها قبل الولوج في الإرشاد التوجيهي للناس: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ (...)
حين تحدثك نفسك وتسألك ما هو الحق؟ وأنت في صمتٍ مطبق، إذ سوف تحدق في مراميك وتجيب لعله الجَمال والخُلق القويم وبث روح الخير للجميع بلا مراء وخيلاء أو تزلف لأمرٍ ما. فلا الحياة هي الحياة ولا الشقاء هو الشقاء، إذا نظرنا إلى الحق وسيلةً نستشف من خلالها (...)
حينما تعتريكَ رعدةٌ من الشقاء وجفوة من المهالك التي انبرت من أحداقك واتسمت بصبحٍ جديد وما هو بذاك، وإنما تهتَ في جرمكَ الصغير وفيك انطوت الأكوان بعقلك العظيم (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا)البقرة:31 هي لحظتك الأولى في هذا الجرم الكبير؛ شرارة (...)
حكاية الأمم البشرية تكمن في وصلوها إلى الاتزان الشامل في كل مجالاتها وأول هذه المجلات مجال الثقافة العامة. عندما تكون على وعي من ذاتك وتفهم محيطك الكوني؛ لتبدأ أمورك الشخصية في استقامة حينها تتجلى في رحلة ثقافية هادفة سالمة خالية من الشوائب وتسلك (...)
إذا كان للحياة فن فإن للتعايش فناً أهم من كل الفنون التي مرت عليك أو سمعت عنها. فالتعايش مبدأ قومي إنساني بالدرجة الأولى ومعبراً عن موطنه الذي يؤوي إليه ويستقر فيه. إذ بلا تعايش؛ لا استقرار في الحياة.
هذا الفن هو المكون الرئيس والمهيأ لجميع الفنون (...)
للإنسان مراحل عمرية مختلفة عن المراحل الزمنية، وهنا لا أقصد عمر الإنسان بالأرقام، وإنما بالظواهر التي تطرأ على شخصيته وسلوكه مع نفسه ومع غيره، وأيضاً تصرفاته في تناول الطعام. فهذه الظواهر تتغير بين فترة وفترة على عكس الطبائع فغالباً الطبيعة صعب (...)
إذا اتخذ الإنسان من فلسفة السعادة منهج حياة، وطريقة من طرق الاستثمار في غذاء النفس، لا بد أن يعطي لنفسه العدالة الكاملة لحياته، وهذه الحياة تشمل ذاته وأسرته بما فيهم والديه ومن ثم عمله الذي يشمل ركناً من أركان المجتمع، وكلما أخلص في هذه الأشياء وجد (...)
إن أسوأ الأمور في الحياة عندما تكون في حالة يأس حادة وهذه الحالة سوف تقربك لارتكاب أبشع جريمة في حق نفسك، وربما تؤدي بك إلى الانتحار. فاليأس والموت لا يختلفان عن بعضهما؛ إذ يكون الاكتئاب مصاحباً لليأس وبهذا يشكل لنا قلق النفس في وجودها الحاضر فهي (...)
عندما يحاول الإنسان التعمق في الأحداث الجارية في العالم، وخاصة في المجتمعات ذات الطابع المتقارب من دينه وثقافته، فهو يبدأ في استخراج النواقص والسلبيات والأحداث السيئة التي تضررت منها بعض الدول، والغريب في هذا الموضوع أن كل هذه الأشياء السيئة تم (...)
في سلم التطور الفكري نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وهذه قاعدة معروفة، ويبقى الإرث المعرفي التاريخي للمراجعة والتدقيق، إذ لا ينبغي نسف الماضي القديم، وإنما الأخذ به إن كان متوافقاً مع مصالحنا الحاضرة.
فدائماً الأسئلة تقع على عاتق القارئ حينما يوجه لنفسه (...)
العدالة والخير والسعادة قيم وجودية مهمة، يسعى إلى تحقيقها الإنسان؛ فهي من أهم المكونات الوجودية الضرورية للعالم، ويصعب تحقيقها والظفر بها بشكل شامل؛ فهي قيم تختلف أنماطها من حضارة إلى أخرى، فنجد أنه لتسهيل وجود القوانين لا بد من وجود عدالة جادة، (...)
لنفهم أكثر حقيقة الأخوة الإنسانية والعيش بمشترك عالمي يجوبه الصفاء الكامل، ونتجه أكثر نحو تعزيز القدرة على التسامح. وعلينا أن نتساءل بكل وضوح عن معنى التسامح، هل هو منطلق من القلب إلى القلب؟ هل أنا أخوك بالإنسانية وحسب، إذ يترتب عليَّ أن أعذرك على (...)
القرارات الصارمة أسوأ ما نواجهه من صعوبة بالغة التعقيد، تلك التي تحدد مصيرنا وتكون أقرب إلينا من أرواحنا، نعم إننا نخشى الخوض في غمار الحياة، فهيَ ساكنة في طبيعتها المادية وساكنة في دواخلنا، ولكن ناءت أفعالنا أن نحرك تلك المياه الراكدة على سطوح (...)
أتينا إلى هذا الزمن لنتعلم ونكتسب الكثير من الأخلاق الفاضلة وأن نميز بينها وبين الرذيلة التي إن اعتنقناها كمذهب ينحط قدرنا كمخلوقات ذات مشاعر إنسانية، فنحن البشر تميزنا عن باقي المخلوقات باكتشاف الأخلاق المتعالية نحو الكمال.
ولكي تكون لدينا مشاعر (...)
على أنغام صوت الأمل يبتهج النهار لبزوغ يومٍ جديد، وللأمل حكايات كثيرة تبرمجها لنا المعرفة في إيجاد سلّم الإنسان التطوري في الحياة. فقد بدأ من اللا شيء إلى شيءٍ ذي أهمية، ويندرج ذلك في حياته الاجتماعية، وتطبعه في فهم الظواهر الكونية.
فهو ثنائي مع (...)
من المفيد أن يكون الأمل حاضرًا في كل مناسباتنا؛ حتى الحزينة منها؛ لأن رفع الإيجابية يعزز قدراتك الكامنة والخاملة؛ سواء في وجدانك أو عقلك الباطن، ستدرك سر قوتك وعظمة قدرتك تتجلى في أصعب مراحل حياتك.
إن الإنسان مجبول على هول الصعاب وركوب المهمات؛ (...)
لو أردنا أن نبحث عن الدلالات الواضحة للوصول إلى نتائج نجاحنا في العمل والتعلم وفق مصادرهما الأساسية، لوجدنا أننا لم نحقق من خلال هذه الأشياء المذكورة سوى البسيط منها. بمعنى أننا مسيرون وفق منظومة تحثنا على النجاح في الحياة.
هناك قوة لدى الإنسان (...)
في الشارع تتقاطع الحكايات وتنجذب المسافات ويعم جو من الهدوء، وربما تتشنج الألفاظ في أفواه العابرين حول الأرصفة لتنبعث رائحة الموت والدمار البيئي الذي خلفته الأفكار الرديئة والسيئة الناجمة من شيطنة الكلمات الخارجة من المردة والشياطين.
في هذه العبارات (...)
لن أحدثك عن وطنيتي ولن أبوح بسرٍ من أسرارها، فهي كامنةٌ في أعماق ذاتي؛ تختلج في جذور الوجود المطلق. ففي ذلك السِحر الناشر ألوانه العاصفة على وجدان كل البشر، أحدثك عنهم فهم أوضح من قال ووصف ما بجمال خاطره وفعل المستحيل منذ فجر ولادتهِ؛ قلبهُ ينبضُ (...)
انتصار الإرادة دائمًا يكون للخير، وليس للشر. ولا مهرب من ذلك الجمال سوى الركون إلى أرذل الأعمال وهي الشر والقبح. فكل الأعمال السيئة التي نسمع عنها ونراها ما هي إلا ظاهرة بوضوحها وحضورها المتوهج بالكبرياء، ذلك ما نسميه القبح.
فالقبح كثيره بيّن والشر (...)
لو حاسبنا أنفسنا على أخطائنا بصرامة ربما نواجه تعاسة حقيقية في حياتنا أو نيأس من الحياة بسرعة، ونضع حداً لوجودنا؛ ولكن يكمن الدهاء حين يدرك الإنسان أن من خلال أخطائه يتعلم بأن لا يكرر خطأ الأمس، ويستحسن أن يتعلم من الماضي كي يبني حاضره من جديد حتى (...)
تبدأ الحقيقة عند بلوغ العقل مداركه الصحيحة، وربما نقول إنها مرتبطة بنضوج العقل ووصول مستوياته إلى حد الذي تبنى عليه أجزاء المعرفة. ويكمن السؤال هل وصل الإنسان إلى حقائق الأشياء؟ ولو وصلها هل نقول من خلال عقله أم نظره أم هناك طرق أخرى للوصول إليها؟! (...)