عندما يحقق الإنسان قيمهُ الاجتماعية وقيمتهُ الشخصية بتوازن شامل؛ يستطيع أن يعيش حياةً هادئة؛ تتجللُها السمو والرسوخ نحو المستقبل الزاهر. وتكون له القدرة الثاقبة في رؤية معظم أهدافه، شريطة التخطيط السليم نحو الهدف المحدد.
وهذه المفاهيم لا تنطبق على (...)
نحو مستهل التكهنات اللاشعورية تنبثق تساؤلات عديدة هي أشبه بمسرح صامتٍ لا حركةَ فيه؛ سوى نطق الكلمات أو نأخذه من زاوية أخرى كي تنبثق من رحلة اللاعودة، والجواب يتلاشى في لجة السؤال الكوني. فهذه العتبات من لحظات الإنسان هي لحظات وجودية ظاهرية تعبر عن (...)
عندما يبلغ المرء درجاتٍ من العُلا يحتاج إلى شيءٍ من الهدوء والإيمان التامين للحفاظ على المكانة التي وصل إليها؛ لأن ما في الذاكرة قد يتلاشى مع مرور الزمن فلا الحرف هو الحرف ولا الكلمة هي الكلمة، وبالتالي تأتي الجملة بما لا تشتهي المعرفة.
فالمعرفة هي (...)
نحو السعي الأمثل في قراءة نصوص التاريخ لا بد من المضي قدمًا في صنع أصالة لها مركزيتها وتمثلها نحو إيجاد منظومة تخدم الإنسان كإنسان يستمر في إنسانيته الطبيعية لا إنسان آخر تتجنبه الطبيعة قبل أن يبتعد عنها هو، لأن أصل الأشياء في جوهرها لا في ظواهرها (...)
في فضاء التأمل تبدأ حكاية الحركة نحو اليقظة التامة من سباتها إلى قراءة الظاهر الموجود، فالطبيعة التي أمام ناظريك هي مشهدٌ نحو قراءة تاريخ إنسانيتك؛ فكل ما فيها من أثر ثقافي تراثي.. إلى أعظمها دلالةً وهي المستحاثات التي ثبتت نظريًا أنها تعود لعصور (...)
في رياض التأمل والتجانس بين الأشياء؛ سواء صغيرها أو كبيرها هي ديمومة دائرية تحلق في عوالم عديدة؛ في كل حدثٍ ما شأنٌ يخصها، وهذه الشخوص بدورها هي متصلة بعالمها الخارجي حيث رياضة التأمل نحو القلق المتصاعد الذي يكمن في الأنا الترسندنتالية وما تبطن من (...)
تحت همسات الليل وتفاصيله المتأججة كحلم طائر يود الطيران خارج الوجود. والنفس شاردة تفكر بمستقرها وتريد كل شيءٍ أن تمتلكه، ليس خيلاءً أو ترفًا، وإنما الخوف والخسران. فالجنس البشري ليس سواء في تصرفاته وطبائعه، فهناك درجات بين الأنفس.. نفسٌ لا تحسن (...)
نحو هدأة الأيام في حساب أعوام عمر الإنسان، نحو تلك الثقال التي اجتزت من خيلائه في لحظةٍ أوشكت على إنهاء ما تبقى من سنينه. فالفجر ابتداء والشمس ضياء، وما بين هذا وتلك مساراتٍ متشابهة، وإن كان في طرقها اختلاف؛ هو اختلافٌ في اللحظات الدافئة من عمر (...)
في رحلة الإنسان نحو شواطئ الآمال تنجلي له أشياءٌ كثيرة، وزرابي مبثوثة، ويركبه الغرور في أسفار معرفته الجدلية، وكأنه ينال حظه الوافر من هذه الحياة الفانية، وما هي بتلك وإنما تصوراته التي خدعته حينٌ من الدهر، وظن نفسه ركب أمواج الخلاص. فالأسفار (...)
عندما يتساءل العقل حول المشيئة والإرادة، هو لا يتساءل إلا من منطلقات موقفية حلت به أثناء تجارب سابقة تكون في دائرة محيطه الاجتماعي. فالحوادث كثيرة ومواقفها لا تُنسى، إن كانت تسوء إلى وجدانه، أو العكس بمواقفٍ جميلة تحمل في طياتها ذكرى يستطيع الإنسان (...)
حين تتنصل الأشياء في سلّمها الواقعي وتسير عبر سلسلة من اللحظات والعبارات الدالة على وقعتها المحضة والمتأملة في شجونٍ مسبقٍ عن معنى الوجود المتأهب للأحداث التي تسير بنا نحو موجزٍ من كتابٍ مفتوحٍ وغامض؛ تارة تدركها عقولنا وأخرى نفوسنا، ولعل الضمير بين (...)
وجملة الحياة حين تخاطب الأشياء على واقعها وتحاكيها كما تحاكي النفس خلواتها، ولأن النفس شيء من هذا الملكوت، لا ينبغي إهمال ما تصّبُ إليه من حدسٍ وتفكير، تراها الحكمة من منطلقٍ جوهري صالح، فمحاكاة النفس في خلوتها تظهر أعراضها ولا أقول صورة؛ وإنما أثرٌ (...)
لو كانت الحياة كلمة والأخلاق كلمة، لكان الإنسانُ جسًرا بينهما، ولكن شاءت الاقدار أن تكون الطبيعة البشرية جملة من الحكايات يكتبها الإنسان بأفعاله ويرويها للأجيال كتابًا مسطورًا؛ وإن يكن هو ذا. لكن كيف لهذا العقل أن يُبدي تفاؤله أو حتى حُكمه على (...)
في ينابيع العقل صورٌ كثيرة وآمالٌ جسيمة وفي القلبِ حياة متسعةٌ من البوح تقف على حافة الكلمة تبحث عن حرفٍ آخر؛ يصلح أن يكوّن جملة مفيدة، فإن حدثت فهذه هي الفلسفة التي تقيم بها حياتك، وإن تخلخل الميزان بجملتك أي نقص حرف ما؛ فلا يكون من أمرك إلا الشقاء (...)
في ظل الأيام الجارية وما ينهمر منها من أشياء متواصلة وأخرى منقطعة تنسكب فيها الأفراح والأتراح. فالأشياء المتواصلة هي اللحظات الزمنية المتواصلة التي نعيش في لحاظها الكوني، وأما المنقطعة فهي التي نستشعر بوجودها إن كان فيها سرور هي ذاك، وإن كان فيها (...)
دنا ثم تجلى؛ حتى لا يواري هذا الليلُ جفونه الناعسة، حتى لا يوشك أن يكون تحت مقصلة العتبات الزاهية، وإن هي إلا تذكرةٌ لمن يجد في قلبهِ شذراتٌ من الحياة الفانية، وإن عاتبوكَ على شيءٍ فلا تكف عن يمينك وعن شمائلك الراجحة؛ إن هي إلا نقطة عبورٍ نحو (...)
للثقافة صلةٌ قوية بالإنسان منذ بدأ في إدراكه الحسي وما ينبئه حدسه؛ حتى كادت أن تكون غريزة أساسية. ولكن في كل الأحوال ليست مرتبطة مع أي إنسان، وهنا أعني الثقافة الواسعة والعميقة فهي مع أصحاب العقول المنشغلة في التفكير والفلسفة.
الفلسفة بحرٌ شديد (...)
إذا نظرتَ إلى شذر الحياة البشرية وتأملت في طبيعتها أكثر تجد قلة من ينظر إلى يقين الأشياء، ولا جرم أن هذا الأمر يحتاج منا إلى رياضة نفسٍ وعقلٍ وجسد، ولعلني بدأت بالنفس لأنها هي المبتدأ والرغبة الجامحة حينما تهوى أشياءها الخارجية من مأكل ومسكن (...)
في الشارع تتقاطع الحكايات وتنثر الأحلام همساتها على كل شاردة وواردة ويمشي الإنسان مع الكلمة وحروفها الصامتة والمتأملة إلى لحظة السكون العابر. وعلى رصيف الأيام تتوقف الأشياء في هدوئها البعيد منكبة كأنها سوادٌ متوشح. وعلى أهداب الحياة تأتيك رسالة (...)
بادئ ذي بدء؛ حينما يوقن الإنسان نفسه بمعرفة تفاصيل حياته قد يصل لدراجة من الإدراك المتعالي ويبلغ مرتبة سامية للعقل؛ لأنه عرف هذا التوهج في هيولته ويعرف تفاصيل أنباء الخير والشر والحزن والفرح.. إلخ، وهل قراءة العقل للمجريات الخارجية تجد لها جانب من (...)
حينما يكون الإنسان في مستهل أفكاره العلمية أو الفلسفية تنطلق من عقله شرارة الكلمة الأولى، وهو السؤال الديناميكي لماذا أنا في هذا الملكوت؟ وكيف أصنع ذاتي من وجودي؟، ويقع سؤال محوري أيهما يسبق الآخر ويحل اللغز! أو قل الجواب الكامل ولا كمالٌ هنا في هذا (...)
إذا أسرى بك الليلُ وساورتك الأحزان، والدجى منكبٌ كأنه وشاحٌ يتنصل، وتُحدق في مخيلتك الآمال عن سالف الدهر، وتقرأ ما كُتب في سطوره هل هي في يقين مطلق أم هناك ريب؛ ولعل بذور منها يقع فيها الشك. إذ تنكشف الأمور الغامضة مستلهمةً لكَ المستقبل؛ كالصباح (...)
لا تكتمل بنية الأخلاق الإنسانية إلا بضمير كامل ولا ينبثق نوره إلا بنداءٍ من الداخل، أن أعمل عملًا صالحًا لا فاسدًا. وشريطة ذلك أن تعرف ما هو الفساد لا أن تتعاطاه، بل إن تكتشف مكامن غموضه في غريزتك، فهي رياضة نفسٍ وإيمانٌ عميق.
(يَا أَيُّهَا (...)
في محيط وجودنا الكوني وفي لحظات حياتنا الدقيقة وآمالنا المستقبلية، التي لا نغيب عنها قيد أنملة؛ لأننا لا نرتمي في وحلٍ من الفوضى، وإن كانت تؤدي لبلوغ غاية لا بأس بها؛ فالأجدر أن لا نبني أسسنا ببعض التفاصيل السيئة، فهذا الكائن السيئ سيكون وبالًا (...)
تستكين الأمور لحظة الوداع وتغيب لحظة الغروب، لأن الحياة لا ترنو إلا لهذه الهمسات أو هذه التشنجات العصيبة، فالحياة كمثل إشراقة الشمس وغروبها. فكل يوم نستقبل الشمس بظاهرة جديدة وتغرب عنا بظاهرة مختلفة، فهي تعطينا أملاً ولكنه له بداية وله نهاية.
كذلك (...)