دشنت هيئة البحرين للثقافة والآثار، أمس، معرض (دائرة البريد.. تاريخ وتوثيق)، وذلك في مبنى البريد الواقع بمنطقة باب البحرين، والذي يعد بمثابة متحف يسرد تاريخ الخدمات البريدية في مملكة البحرين وتطورها. وأكد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، خلال رعايته حفل التدشين، اهتمام الحكومة بالحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري لمملكة البحرين وتوثيقه، واستثمار ما تنفرد به الدولة من مخزون تاريخي وتراثي في جذب وتنشيط الحركة السياحة. وخلال الجولة، أشاد سموه بدائرة البريد وما تمثله من أهمية في توثيق جانب مهم من التاريخ الثقافي والاجتماعي للبحرين، وتعريف الأجيال الجديدة بمدى عراقة تاريخ البلاد في مجال البريد، والذي يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، كما أثنى على جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار في إحياء وتجديد مبنى البريد في منطقة باب البحرين، وجعله متحفاً ذي طابع خاص يتحدث عن تاريخ البريد في البحرين وذاكرة طوابع البريد التي تؤرخ لمختلف المراحل والأحداث التاريخية المهمة التي مرت على البحرين. مؤكداً على أهمية مثل هذه المشروعات في تعزيز عوامل الجذب السياحي للبحرين، لافتاً إلى أن متاحف البريد حول العالم تستقطب سنوياً آلاف الزوار من السياح والمهتمين والهواة، نظراً لما يمثله البريد من إرث حضاري للشعوب والمجتمعات. من جانبها، قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: "إننا حريصون على حفظ ذاكرة مملكتنا العمرانية والكشف عن جماليات المراحل التي تختبئ في داخل جدران المباني التاريخية التراثية، نستحضر جزءا هاماً من تاريخ مدينة المنامة ونوثق له عبر عروض متحفيّة تستعيد بدايات ونشأة حركة البريد الرائدة في البحرين". كما توجهت بالشكر إلى كل القائمين على استرداد دور مبنى البريد ومكانته في قلب مدينة المنامة، وعلى رأسهم فريق العمل الهندسي بهيئة البحرين للثقافة والآثار الذين عملوا بجهد من أجل الحفاظ على العمران التاريخي لمبنى البريد، الذي ما زال يحتفظ بالكثير من العناصر المعمارية والثقافية الهامة. مشيرة إلى أن تجديد وترميم مبنى البريد يهدف إلى الحفاظ على الملامح العمرانية التاريخية لمنطقة باب البحرين من جهة، والحفاظ على جزء هام من الهوية التاريخية والحضارية للبحرين من جهة أخرى، حيث يوفر هذا المبنى سياقاً ملموسًا لتاريخ أحد أهم وأقدم أنظمة الاتصال في منطقة الخليج العربي. وتبرز المحفوظات الأرشيفية التي تعرض في المبنى تنوع طوابع البريد والمغلفات والتذكارات والصور الفوتوغرافية، كما تضم عدة نماذج من الإصدارات البريدية التذكارية ومجموعة من المقتنيات التي تتتبع تطور هذا النظام الاتصالاتي المعقد على مدى القرن الماضي، وتؤكد المقتنيات الثمينة من الطوابع البريدية التي يزخر بها مبنى البريد على مكانة ودور طابع البريد في توثيق الأحداث التاريخية، ما يمثل انعكاساً حقيقياً لحضارات الشعوب وتطلعاتها. وتضم قاعة الطوابع العالمية أكثر من أربعة آلاف طابع لأندر طوابع دول مجلس التعاون الخليجي وأثمنها، وطوابع من الدول العربية والعالم، والتي جميعها مسجلة كأعضاء في الاتحاد البريدي العالمي الذي تأسس في 15 سبتمبر 1874. وكان قد تم افتتاح أول مبنى للبريد في المنامة عام 1884، ولكن البحرين انضمت إلى الاتحاد البريدي العالمي عام 1973. وقبلها كانت قد انضمت إلى الاتحاد البريدي العربي 1968. وتحتوي قاعة العرض على خمس خزائن تضم طوابع دول مجلس التعاون والدول العربية، وطوابع الدول العالمية مقسمة بالحروف الأبجدية. ومن أهم مقتنيات القاعة أول طابع بريد في العالم والذي صدر عام 1840 في بريطانيا. جانب من مقتنيات المعرض