يؤثر الحمل مبكرًا على الجهاز التنفسي، فبمجرد الحمل تضاف نسبة من الهرمونات إلى الجسم، وهذه تؤثر على سعة المجالات التنفسية، التى يملأها الهواء في الرئتين؛ ما يؤدي إلى تناقص ثانى أكسيد الكربون في دم الأم، وهذا تغير صحي مرغوب- بحمد الله؛ لأنه يعطى فرصة أكبر لتخليص الجنين من هذا الغاز، فينتقل من دم الجنين إلى دم الأم، التى تتخلص منه بالزفير. كذلك فإن تزايد حجم الرحم مع تقدم الحمل يؤثر على الحجاب الحاجز. الحجاب الحاجز هو عضلة دائرية الشكل تفصل تجويف البطن عن تجويف الصدر، وفي الأحوال الطبيعية، عندما ينقبض الحجاب الحاجز ينزل باتجاه البطن؛ ما يؤدى إلى زيادة المجال لامتلاء الرئتين بالهواء. أما خلال الحمل فإن ضغط الرحم على الحجاب الحاجز يؤدى إلى إعاقة حركته؛ لذا فإن الجسم يعوض عن هذا بتوسيع القفص الصدري، وذلك عن طريق استعمال العضلات التنفسية المساعدة؛ الواقعة بين أضلاع القفص الصدري. ونظرًا لهذه التغيرات تشتكى الحامل من قدر بسيط من الصعوبات التنفسية، يتزايد مع تقدم الحمل. ولكن لا يُعتبر هذا مرضًا يحتاج إلى علاج، إلا أنه قد يزيد من المشاكل التنفسية عند مريضات الربو. الفرق بين صعوبة التنفس غير المرضية، وصعوبة التنفس عند مريضات الربو بسيط، فصعوبات التنفس عند مريضات الربو تحصل على شكل نوبات، وتصاحبها عادة الكحة، والشعور بضيق في الصدر، وصفير مسموع عند التنفس، يسمع أحيانًا مع اقتراب أذن الفاحص من الصدر، ويسمع بوضوح من خلال سماعة الطبيب. ويؤكد ذلك أنه يتحسن بسهولة مع استنشاق الأدوية الموسعة للشعب الهوائية. مرض الربو ينشأ عن تفاعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي للجسم، أي أنه يؤدى إلى زيادة حساسية الشُعب الهوائية لبعض المثيرات، التى لا تؤثر على غير مريض الربو، تشمل هذه المثيرات بعض العوالق في الهواء الجوي، سواءً أكانت مرئية؛ كالغبار أو غير مرئية كالروائح، وكذلك يمكن استفزاز الربو أحيانًا بالتمارين الرياضية والتهابات الجهاز التنفسي. وقديمًا كان مرضى الربو يُنصحون بالعيش في المناطق جافة الهواء؛ لأن الهواء المحمل بالرطوبة تكثر فيه العوالق، التى تستفز الجهاز التنفسي. يؤدى الربو إلى صعوبات في تدفق هواء الزفير؛ بسبب انقباض العضلات البسيطة المبطنة للشُعب الهوائية، وزيادة إفرازاتها المخاطية، وهو ما يؤدى إلى تضيق في الشعب الهوائية، واحتشاؤها بالمخاط؛ ما يزيد المقاومة التي يواجهها الهواء الخارج بالزفير، فيشعر المريض بصعوبة التنفس، ويتعبه الجهد الزائد الذي يحتاجه الزفير، ثم يتناقص معدل الأكسجين لديه، وذلك لصعوبة تغيير هواء الزفير بالهواء النقى الذي يستنشقه. ( يتبع)