في خضم التوتر الإقليمي المتصاعد بعد حرب استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن بلاده لا تزال تفتح باب الدبلوماسية، لكنها لن تتردد في الرد بقوة على أي اعتداء. جاء ذلك في تصريحات نشرها على منصة "إكس"، شدد فيها على أن "بناء مستقبل أفضل يمر عبر إعادة الأمل، والتعلم من الماضي، وشق طريق جديد يقوم على التعاطف والعقلانية". وأكد بزشكيان الذي أصيب خلال الحرب الأخيرة، وفق ما أوردته وسائل إعلام إيرانية، أن إيران لا تسعى لتوسيع رقعة الصراع في المنطقة، لكنها جاهزة للرد الحازم والمؤلم في حال تعرضها لأي هجوم. في السياق ذاته، صرح وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، أن بلاده لا تثق باتفاق وقف إطلاق النار المبرم الشهر الماضي مع إسرائيل والولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أن طهران وضعت عدة سيناريوهات؛ استعداداً لأي تصعيد جديد. وخلال اتصالات مع وزيري الدفاع التركي والماليزي، أوضح زاده أن الحرب الأخيرة كانت فرصة لإيران لإرسال رسالة حاسمة لخصومها. ونقلت وكالة"فارس" عنه قوله: "إيران لا ترغب في زعزعة الأمن الإقليمي، لكنها مستعدة بالكامل لأي مواجهة محتملة". من جهته، وصف مساعد الشؤون التنسيقية في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إيرج مسجدي، الحرب مع إسرائيل بأنها "مناورة عسكرية حقيقية" لاختبار الجاهزية في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي والهجومي، مشيراً إلى أن إيران واصلت عمليات إعادة البناء حتى أثناء المعارك. وكانت الحرب قد اندلعت في 13 يونيو، عندما شنت إسرائيل سلسلة غارات استهدفت مواقع عسكرية ونووية في إيران، وأسفرت عن اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت طهران بإطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ على أهداف داخل إسرائيل، ما دفع الولاياتالمتحدة إلى التدخل، وقصف منشآت نووية في فوردو وأصفهان ونطنز في 22 يونيو. وفي المقابل، استهدفت إيران قواعد عسكرية أمريكية في العراق وقطر، دون تسجيل إصابات، لتنتهي الجولة الدامية بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقف إطلاق النار في 24 يونيو. وأكد مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أن إيران ترفض الدخول في أي مفاوضات نووية مشروطة بوقف التخصيب، معتبراً أن هذه المسألة "من الخطوط الحمراء التي لا يمكن التنازل عنها". وأضاف خلال لقائه وزير الداخلية الباكستاني في طهران أن بلاده لن تشارك في أي محادثات"تفرض عليها سقفاً مسبقاً في ما يخص التخصيب"، بحسب ما نقلته وكالة "تسنيم". من جانبه، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن استئناف المحادثات لم يُحدد له أي موعد أو مكان، مشدداً على أن إيران تشترط "الجدية والضمانات" قبل العودة إلى طاولة التفاوض. وأشار المتحدث إلى أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة"قوّضت الثقة" قبل الجولة السادسة من المحادثات، التي توقفت إثر الضربات في يونيو، في حين قال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي: إن بلاده لا تزال تدرس الشروط الفنية والضمانات السياسية لأي استئناف محتمل للمفاوضات.