كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بمحاولة حوثية، كانت تستهدف اغتيال مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، وذلك في إطار تحركات أمنية وصفتها الحكومة اليمنية ب"النوعية"، أفضت إلى تفكيك واحدة من أخطر خلايا الاغتيال التي تنشط في المحافظات المحررة. جاء ذلك خلال لقاء رسمي جمع العليمي بعدد من سفراء الدول الأوروبية، على رأسهم رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن غابرييل فيناليس، في العاصمة المؤقتة عدن، حيث ناقش الطرفان الأوضاع الأمنية والإنسانية وجهود السلام المتعثرة في البلاد. وأوضح العليمي أن الخلية التي جرى كشفها مؤخرًا تقف خلف سلسلة اغتيالات طالت شخصيات سياسية وإعلامية وإنسانية؛ من بينها عملية اغتيال موظف برنامج الغذاء العالمي في تعز عام 2023، فضلاً عن استهداف ناشطين وصحافيين بارزين في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية. وأضاف أن هذه الخلية كانت تعد لمحاولة اغتيال المبعوث الأممي؛ بهدف"خلط الأوراق في المحافظات المحررة والتشويش على تقديرات المجتمع الدولي فيما يتعلق بقدرة الحكومة على تأمين مناطق نفوذها"، وهو ما يشكل- بحسب وصفه- تهديدًا مباشرًا لجهود السلام الإقليمي والدولي. وقال العليمي:"ما نواجهه ليس تمردًا داخليًا فحسب، بل تهديدًا عابرًا للحدود لجماعة مسلحة تدير خلايا اغتيالات وتحتجز موظفي الإغاثة، وتستهدف أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر". وطالب العليمي خلال اللقاء الأوروبي ب"موقف حاسم" من المجتمع الدولي، داعياً إلى تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، واتخاذ تدابير فعلية لعزلها، مشيراً إلى أن الصمت الدولي شجّعها على ارتكاب انتهاكات متكررة، سواء في الداخل اليمني أو عبر الهجمات التي تنفذها في البحر الأحمر. كما انتقد العليمي"الحرب الاقتصادية الممنهجة" التي تشنها الجماعة، متحدثاً عن إصدار الحوثيين عملات غير قانونية خارج إطار البنك المركزي اليمني، في خطوة تهدد بتقويض أي تقدم نحو إنهاء الانقسام المالي وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين. وفي سياق متصل بالتصعيد الحوثي، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية ضبط شحنة من الأجهزة يُشتبه في استخدامها لأغراض عسكرية، أثناء محاولتها التهريب إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. وذكر مركز الإعلام الأمني أن الشحنة، التي تم ضبطها في مديرية شحن بمحافظة المهرة، كانت مخبأة داخل مكتب سفريات، وتتكون من أجهزة إلكترونية، قضبان معدنية، وأسلاك توصيل؛ ملكيتها إلى شخص يبلغ من العمر 38 عاماً. وأوضحت شرطة المهرة أنها صادرت الأجهزة وفتحت ملف تحقيق، تمهيداً لإحالته مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة. ورغم التهديدات الأمنية المتصاعدة، جدد العليمي خلال لقائه بالسفراء الأوروبيين التزام الحكومة اليمنية بنهج السلام المستند إلى المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، وأكد استمرار دعم جهود مبعوث الأممالمتحدة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس تشهده البلاد، حيث يشتد الصراع بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وسط تحذيرات دولية من انفجار الوضع الإنساني في حال فشل المساعي الدبلوماسية الحالية.