استنشاق الغبار والدخان في مقدمة محرضات الربو الشعبي

يرصد أهم أسباب الإصابة بالربو.. د.علي النميري استشاري الأطفال وحديثي الولادة:

يعد الربو الشعبي من أكثر الأمراض شيوعاً في عيادات الأطفال ولا سيما في فترات تقلّب المناخ بين الفصول، وبفعل عدد من المحرضات أو المسببات الأخرى للمرض ونظراً لحالة القلق التي تصيب الكثير من الآباء والأمهات عند إصابة أطفالهم بهذا المرض.. وعدم معرفة الأسباب المباشرة للإصابة به.. أو وسائل الوقاية والعلاج التقينا د. علي خضر النميري استشاري أول الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض وكان هذا الحوار:
* بداية نسأل ما هو الربو؟
- كلمة (ربو) أو (أزمة) مشتقة من اللغة اليونانية وتعني (لهاث) والربو هو شعور بضيق في التنفس يصحبه سعال وصفير في الصدر ولهاث كأنما الصدر مضغوط بحزام.
* وكيف تحدث الإصابة بالربو؟
- توجد داخل الرئة آلاف الأنابيب الصغيرة التي يمر الهواء في داخلها لكي تتنفس وتسمى هذه الأنابيب المسالك الهوائية وعندما تضيق هذه الأنابيب يصعب على الهواء أن يمر بسهولة بداخلها ليصل إلى الرئة ويؤدي ذلك إلى صعوبة التنفس مع كحة، وعندما تضيق هذه الأنابيب يصغر حجمها ويزداد إفراز المواد المخاطية في داخلها فتمتلئ فيصبح التنفس أكثر صعوبة.
* ما مدى انتشار الربو وهل يصيب الأطفال فقط؟
- الربو الشعبي يصيب جميع الأعمار خاصة في سنوات العمر الأولى. ويبدأ المرض في حوالي 50% من الحالات قبل سن العاشرة وفي الأطفال تكون نسبة الإصابة بالمرض بين الأولاد إلى البنات 2:1.
* ما هي أبرز مسببات الربو؟
- من الصعب تحديد سبب معين للربو ولكن من الممكن تصنيف العوامل التي تؤثر في حدوث المرض وهي (محرضات)، فالهواء الذي نتنفسه يحمل معه الكثير من الأجسام الدقيقة كغبار الهواء وغبار الطلع وبينما ينعدم تأثير هذه الأجسام على الشخص العادي إذا استنشقها خلال عملية التنفس، إلا أن مرضى الربو وبسبب رئتهم الحساسة فهذه الأجسام تثير شعبهم الهوائية وتؤدي بالتالي إلى تهيج وتضيق.
* ما هي أهم المسببات الخارجية أو المحرضات لحدوث أزمات الربو؟
- يمكن تلخيص هذه المسببات فيما يلي:
التهابات الجزء العلوي من الجهاز التنفسي خاصة الالتهابات الفيروسية.
الدخان خاصة: إذا كان أحد الوالدين من المدخنين.
استنشاق الأبخرة والأتربة لذا يجب مسح الغبار بقطع قماش مبللة أثناء التنظيف.
استنشاق مواد مسببه للحساسية مثل حبوب اللقاح أو الأهداب الصغيرة المتطائرة من شعر الحيوانات وريش الطيور والمراتب والسجاجيد في المنازل و الأعشاب وبعض الفطريات.
استنشاق الهواء البارد.
الاضطرابات النفسية.
التمرينات الرياضة العنيفة.
تلوث البيئة.
* ما هي أهم الأعراض المميزة للربو؟
- هذه الأعراض تتراوح ما بين سعال وصفير عند التنفس وانقطاع النفس وخاصة في حالة الإجهاد والاستيقاظ من النوم عند حدوث أزمات الربو ليلاً وضيق في الصدر مع أزيز أثناء الزفير وتأتي هذه الأعراض في صورة نوبات وتزداد أثناء الليل وتؤدي الإصابة بمرض الربو في الأطفال إذا لم يتم علاجها فوراً إلى تأخر في النمو مع حدوث تشوهات في القفص الهوائي.
* وما هي وسائل تشخيص الربو؟
- يتم تشخيص الربو عادة عن طريق شكوى المريض ثم الكشف الطبي الاكلينيكي مع معرفة التاريخ المرضي للطفل المصاب وكذلك التاريخ المرضي للعائلة، ويمكن استخدام بعض اختبارات قياس التنفس وكذلك اختبارات الحساسية.
* وماذا عن إجراءات العلاج؟
- يجب على المريض أولاً تجنب مسببات (محرضات) نوبات الربو وأن يبدأ في أخذ العلاج الموصوف له فور الشعور بأعراض المرض حتى ولو كانت بسيطة ومن الضروري تناول العلاج للسيطرة على مرض الربو ولجعل الرئتين تستعيد عافيتها ومن هذه العلاجات ما يلي:
- العلاج المهدئ: عن طريق الأدوية المخففة التي ترخي العضلات حول الأنابيب وبالتالي توسعها وتعيدها إلى حجمها الطبيعي فتتوقف النوبات وعليه يجب تناول العلاجات موسعات الشعب قبل البدء بممارسة الألعاب الرياضية والتمارين الأخرى ويجب أن تكون أدوية معالجة النوبات دائماً برفقة مريض الربو.
- العلاج الوقائي: من خلال الأدوية الوقائية تمنع ضيق التنفس وصفير الصدر، حيث إن الربو يجعل المسالك الهوائية التنفسية ترتعش وهذه الأدوية تمنع ارتعاش المسالك وتمنع انقباضها وتورمها وامتلاءها بالإفرازات المخاطية، لكن يجب أن يؤخذ الدواء الوقائي يومياً وهذا العلاج الوقائي يقلل من حدوث نوبات الربو، كما يجب تناول العلاجات الوقائية حتى أثناء الشعور بالتحسن لكي يتجنب المريض التعرض لنوبات مرة أخرى. فلا يجب أن يكون الهدف من تناول العلاجات الوقائية هو تهدئة الأعراض لأنها ليست سريعة المفعول ولا يجب وقف استعمال العلاجات الوقائية عند الشعور بالتحسن إلا بأمر الطبيب.
* ما هي أنواع علاجات الربو؟
- تتوفر علاجات الربو في شكل شراب أو أقراص أو جهاز البخار (الرذاذ) أو في صورة بخاخ أو حقن.
* لماذا يعتبر الكثيرون البخاخ أو البخار هو العلاج الأفضل؟
- ذلك لأنه علاج سريع المفعول، حيث يتوجه الدواء الذي يحتوي عليه البخاخ أو البخار مباشرة إلى الموضع الذي يحتاج للعلاج وكما تضع القطرة في العين باستخدام البخاخ أو البخار تضع علاج الربو في الرئة مباشرة، إضافة إلى أن هذا العلاج يستخدم تركيزات أقل من الدواء لأن العلاج الذي يحتوي عليه البخاخ أو البخار يتوجه مباشرة إلى الرئتين بينما كمية العلاج الموجودة في الشراب أو الأقراص ذات نسبة عالية لأنها تنتشر في كل الجسم وتحتاج أن تمر بالمعدة والأمعاء والكبد ثم الدورة الدموية محدثةً آثاراً في الأعضاء التي تمر بها. كذلك فإن جرعة العلاج بالبخاخ أو البخار أقل وبالتالي فإن فرص التعرض للأعراض الجانبية أقل بكثير.
* وما صحة ما يقال من أن استعمال البخار يؤدي إلى إدمان؟
- ما يقال من أن هذا الاعتقاد السائد غير صحيح بالمرة وكل ما يحدث أن المريض يجد أن البخار يوقف نوبة الربو بسرعة ويشعر بالراحة ولذلك سيفضل استعماله عند حدوث النوبة.
* وهل يجب على مرضى الربو التوقف عن الألعاب أو ممارسة الرياضة؟
- لا، من المهم جداً أن نمارس الألعاب الرياضية لتحسين اللياقة البدنية وكلما تحسنت اللياقة البدنية تحسنت عضلات التنفس، وليس أدل على ذلك من أن بعض الرياضيين الأولمبيين الذين فازوا بميداليات كانوا يشكون من الربو في صغرهم ولكنهم يتناولون العلاج ضد الربو قبل البدء بالألعاب.
كما أن السباحة تفيد كثيراً ويساعد الهواء الرطب الدافئ على التنفس.
* وهل للكورتيزون آثار جانية في علاج الربو؟
- معظم علاجات الربو العلاجية والوقائية تحتوي على مشتقات الكورتيزون ولكن كمية الجرع المستعملة ليست لديها أي آثار جانبية إذا تم استعمالها حسب الجرع المقررة بواسطة الطبيب المختص.
* وماذا عن إمكانات مستشفى الحمادي في علاج الربو؟
- يوجد مركز لعلاج ربو الأطفال بمستشفى الحمادي تابع لقسم الأطفال ويحتوي على الأجهزة الحديثة لعلاج الربو وأجهزة قياس التنفس وكذلك اختبارات الحساسية كما يوفّر مستشفى الحمادي أحدث الأدوية التي تستعمل في علاج الربو. وتقوم كوادر مدربة بتدريب المرضى على استعمال الأجهزة والتثقيف الصحي عن مرض الربو ويقوم بالإشراف ومتابعة المرضى نخبة من استشاري الأطفال.