استضافت مندوبية الاتحاد الأوروبي لدى المملكة العربية السعودية بنجاح النسخة الخامسة من ليلة اللغات الأوروبية، وهي احتفالية القارة الأوروبية بتنوعها اللغوي والثقافي، وذلك بالتعاون مع نادي تبادل اللغات وسفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمعاهد الثقافية والتعليمية في الرياض. واستقطبت الفعالية، التي أُقيمت في 14 أكتوبر 2025، أكثر من 250 سعوديًا ومقيمًا من عشاق اللغات والراغبين في تعلمها، مما يعكس تزايد الاهتمام المحلي بالتبادل اللغوي والثقافي. وشكلت الأمسية منصة لتعزيز التواصل بين الشعوب من خلال اللغة، حيث مارس الحضور مهاراتهم اللغوية مع دبلوماسيين أوروبيين ومدرّسي لغات محترفين، واستمتعوا ببرامج موسيقية وثقافية متنوعة. وتضمن برنامج الليلة فترتين مخصصتين لتبادل اللغات، أتيح خلالهما للحضور التعرّف على 16 لغة أوروبية إلى جانب اللغة العربية، شملت البلغارية، الدنماركية، التشيكية، الإنجليزية، الفنلندية، الفرنسية، الألمانية، اليونانية، المجرية، الإيطالية، البرتغالية، الرومانية، الإسبانية، السويدية، والأوكرانية. وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة، سعادة كريستوف فارنو: "إن ليلة اللغات الأوروبية ليست مجرد احتفال بالتنوع الثقافي، بل جسر للتفاهم والصداقة بين الشعوب. حيوية المشاركين تعكس عمق الروابط بين الاتحاد الأوروبي والمملكة." كما تضمنت الفعالية عروضًا موسيقية تفاعلية، أبرزها أداء مميز للفرقة البرتغالية "ألماناتا"، ومسابقات لغوية وثقافية نالت تفاعل الحضور. وأعرب محمد المعثم، مؤسس نادي تبادل اللغات، عن سعادته بمواصلة التعاون مع مندوبية الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تُسهم في تعميق الفهم الثقافي وتعزيز التواصل بين الشعوب. وفي حديثه ل «الرياض»:، أوضح السفير فارنو أن "اللغة تمثل الأداة المثالية لبناء جسور التفاهم بين الشعوب، وأن التعدد اللغوي ركيزة أساسية للتقارب الثقافي"، مشيدًا بمكانة اللغة العربية كلغة عريقة يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم. كما أشار المتحدث البريطاني جون بن لندن إلى أن تعلم اللغة هو طريق لفهم ثقافة الآخر، مؤكدًا أن الانفتاح الثقافي الذي تشهده المملكة اليوم ضمن رؤية 2030 يعزز قيم التواصل والتعارف بين الشعوب. وتستوحي ليلة اللغات الأوروبية فعالياتها من اليوم الأوروبي للغات، الذي يُحتفل به في 26 سبتمبر من كل عام، تعزيزًا للتنوع اللغوي والتفاهم بين الثقافات حول العالم.