التنفس يعني استنشاق الهواء (الشهيق) الذي يحمل غاز الأكسجين الذي تحتاجه كل خليه من خلايا الجسم، وإخراج غاز ثاني اكسيد الكربون (الزفير) الذي لا غني عن وجوده بالهواء الجوي لاستمرار الحياة وتوجد الرئتان داخل القفص الصدري وهما تحتضنان القلب والأوعية الدموية الكبيرة وتوجد حول الضلوع أنسجة وعضلات وأعصاب وأوعية دموية وكل نسيج من هذه الأنسجة يلعب دورا في عملية التنفس، وينقسم الجهاز التنفسي الى الجهاز التنفسي العلوي ويتكون من الأنف ومجاري التنفس العليا التي تضم الفم والبلعوم والحنجرة والجهاز السفلى ويتكون من انبوبة طويلة مفتوحة دائما لدخول الهواء. وحتى وقت قريب كانت كلمة الأمراض الصدرية في نظر كثير من الناس تدور حول محور واحد هو مرض الدرن (السل) فقد ظل هذا المرض طول القرون الماضية من أكثر أمراض الصدر انتشارا وأشدها خطورة على صحة الإنسان - كان اسمه مخيفا يبعث الهلع في النفوس وكانت كل أمراض الصدر الأخرى تبدو قليلة الأهمية بالمقارنة بهذا المرض الذي اكتسب كل هذه السمعة السيئة على مر السنين لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود علاج شاف لهذا المرض وقد تقدم الطب في هذا المجال خلال السنوات الماضية تقدما مذهلا سواء في مجال التشخيص او العلاج رغم انتشار بعض الأمراض الصدرية حيث زادت أمراض الحساسية وأصبح الربو الشعبي يشكل ظاهرة تحتل مكانا بارزا في مجالات البحث عن الأسباب وأساليب العلاج وانتشرت أورام الجهاز التنفسي ورغم كل ذلك فقد حقق العلاج معجزات كبيرة في هذا المضمار. ومن ناحية أخرى حدثت طفرة كبيرة في وسائل التشخيص وبخاصة التشخيص عن طريق الأشعة - كما تطورت أجهزة قياس وظائف التنفس - كما بدأ عصر الليزر الطبي الذي أصبح يستخدم في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الصدر في كثير من الحالات التي كانت تحتاج في الماضي لعلاج جراحي والحقيقة أن الإصابة بالأمراض الصدرية تعتمد على عوامل كثيرة منها المستوى الثقافي والاجتماعي والتعليمي والإجراءات الوقائية الأخرى والنظافة العامة والخاصة وتلوث البيئة وأنواع الجراثيم والميكروبات والفطريات. ومن هذا المنطلق فان سكان العالم الثالث هم أكثر الشعوب تعرضا للأمراض الصدرية مثل الالتهابات الرئوية والسل والربو الشعبي - وفي حين تنتشر أمراض الرئة الفطرية في امريكا فإن حساسية الشعب الهوائية (الربو الشعبي) توجد في جميع أنحاء العالم وإن اختلفت مسبباتها من منطقة إلى أخرى وتجدر الاشارة إلى أن العلاج السريع للأمراض الصدرية يعجل بالشفاء ويجنب المريض المضاعفات الخطيرة لهذه الأمراض. استاذ طب الاطفال واستشاري أمراض الدم والسرطان