هل تصدق لو أخبرتك بأن الفكرة التي تُولد في خيالاتنا قد تصبح بعد سنين إنجازًا يُشار إليه بالبنان؟ هل تؤمن أن هناك وطنًا لا يضع حدودًا لطموحك، بل يفتح لك الآفاق؟ وماذا لو كان ذلك الوطن أقرب إليك مما تتصور، بل تنتمي إليه؟ في هذه القصة، ستكتشف كيف يكون الحلم في السعودية، ليس خيالًا، بل خطة تُنفذ، ولماذا نحمل اسم «سعودي» بكل فخر. في صباحٍ مشمس من ربيع عام 2022، جلست فتاة سعودية مفعمة بالإصرار على مكتبها المتواضع، تنظر من نافذتها نحو سماء الوطن العظيم، وتتمتم بكل فخر «سأخدم وطني الحبيب بعلمي... وسأجعل من أفكاري وابتكاراتي منارة تُضيء طريق أبناء هذا الوطن العظيم.» تلك الفتاة يا عزيزي القارئ، كنت أنا. سعودية فخورة مؤمنة بأن الانتماء لهذا الوطن العظيم ليس مجرد شعور، بل رسالة ومسؤولية وعمل لا يتوقف ما حيينا. لطالما عشقت هذا الوطن، ونشأت على حبه الذي يسري في دمي، ويُشكل ملامح طموحي. فأنا لا أراه أرضًا نعيش عليها، بل روحًا تلهمنا، ومجدًا نرتقي به، ومكانًا لا يليق به إلا الإنجاز. ولأن لوطني عليّ حقاً، اخترت العلم طريقًا، والابتكار وسيلة لخدمة هذا الكيان الشامخ ومضيت بخطى ثابتة رغم التحديات والصعوبات. وفي عام 2022، وتحديدًا في يوم الإثنين 28 مارس، قررت أن أشارك في الملتقى العلمي الطلابي في مرحلة الماجستير بجامعتي، حاملة مشروعي الذي لم يكن فكرة، بل حلمٌ ينبض بالوطنية. كنت مسلحة بإيمان لا يتزعزع بأن بلدي سيحتضن مشروعي الذي أردته أن يحدث فرقًا حقيقيًا في حياة آلاف الطلاب والطالبات في بلادي. ومن بين تلك الأبحاث والابتكارات، وُلدت فكرة كنت أؤمن بأنها ستحل إحدى أبرز المشكلات التي تواجه طلابنا في المملكة وهي التقديم على الجامعات. تساءلت كثيرًا: لماذا لا تكون هناك منصة موحدة للتقديم لكل الجامعات السعودية؟ أليس من حقهم علينا أن نُسير لهم الطريق؟ أليس من واجبنا أن نُحسن خدمتهم ونمهد لهم طريق العلم والمستقبل؟ ومن هنا وُلدت فكرتي: «منصة قبول: منصة رقمية وطنية موحدة للتقديم على الجامعات السعودية». وبفضل الله أولًا، ثم برؤية وطن يحتضن الطموح، تحولت فكرتي إلى واقع نعيشه. اليوم، منصة قبول هي منصة وطنية حقيقية، تخدم أبناء وبنات المملكة بكل سلاسة واحترافية. صُممت المنصة بروح سعودية طموحة، تضع الطالب في قلب الاهتمام، وتمكّنه من التقديم على الجامعات السعودية من مكان واحد، دون عناء أو تعقيد. صُممت الواجهة بلغة يفهمها الجميع، مراعية لاختلاف الخلفيات التعليمية والثقافية. وتُقدم أيضًا كل ذلك بشفافية عالية، تضمن العدالة والوضوح للجميع. إنها منصة نابعة من وعي وطني، تليق بشعب عظيم، وتُعبر عن رؤية وطن لا يقبل إلا بالأفضل لأبنائه. ولأننا في وطن لا يرضى إلا بالكمال- والكمال لله وحده- فنحن لا نتوقف عند النجاح، بل نطمح دائمًا للأفضل. وانطلاقًا من ذلك، أُقدم بعض المقترحات التي أؤمن بأنها ستُطور المنصة بشكل أكبر: إدراج خاصية تُمكن الطالب من تتبع حالة طلبه بدقة لكل جامعة، من خلال المنصة ومن خلال وصول رسائل نصية بالمستجدات. فتح باب التواصل المباشر مع الجامعات عبر المنصة ذاتها. تطوير دليل تخصصات تفاعلي، يساعد الطلاب على اكتشاف مساراتهم العلمية بمزيد من الوعي، وتقديم استشارات مجانية من خلال المنصة من قبل متخصصين. دعم ذوي الهمم، من خلال واجهات ذكية تراعي احتياجاتهم وتُسهل عليهم الوصول الكامل للفرص الجامعية. ومن منطلق التوسّع المستقبلي، أقترح أن يتم بناء شراكات فعالة مع الجامعات الخارجية، لتمكين التقديم عليها مستقبلًا من خلال المنصة نفسها. اليوم، يمكنني أن أقول إن حلمي أصبح حقيقة، لكن الأجمل من الحلم، هو أن تكون هذه الحقيقة سعودية المنشأ والروح. نعم، هذا هو وطني، المملكة العربية السعودية، الذي لا يخذل أبناءه، ولا يتأخر عن دعم كل فكرة تصب في رفعة الشعب وعزة البلاد. هكذا هي بلادي، بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعرّاب الرؤية، ومُلهم جيل الحالمين، سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان– حفظهما الله- الذي قال بفخر ووضوح: «نرحب بالحالمين، ليكونوا جزءًا من وطن يُحقق أحلامهم». كلماته– حفظه الله- ليست مجاملة، بل ميثاق وطني نعيشه كل يوم. وها أنا اليوم أرى فكرتي واقعًا يتحقق، لذا أود أن أوجه رسالة لكل سعودي وسعودية: احلم كما تشاء، واسعَ كما تريد، فهنا على هذه الأرض المباركة، الحلم لا يُقابل بالسخرية، بل يُحتضن ويُدعم حتى يتحقق. في السعودية، لا شيء مستحيل، ولا فكرة تُهمش، ولا طموحٌ يقصى. وختاماً، أقولها بكل فخر واعتزاز: الحلم في أرض الحالمين واقع نعيشه؟ وأن تحمل اسم «سعودي» شرف لا يعلوه شرف؟