سبق أن كتبت أكثر من مرة عن بطولة السوبر وطريقة تنظيمها وتوقيت إقامتها ومكان استضافتها، وقلت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم يحتاج إلى أن يتعامل مع البطولات بشكل استراتيجي، بحيث تكون الأهداف واضحة من إقامة أي بطولة، وأن يوضع لها استراتيجية مفصلة وواضحة. ومن يتابع بطولة السوبر السعودي وما مرت به من تغيرات وعدم استقرار فيما يخص تنظيمها من حيث المكان والزمان، سيلاحظ أن البطولة ليس لها أهداف واضحة إلا الهدف التجاري الذي لم يغن الاتحاد والأندية المشاركة في البطولة من الربكة المستمرة. فالبطولة بدأت بمباراة واحدة بين بطلي الدوري والكأس، ومر تنظيمها بعدة محطات من لندن إلى الرياض إلى جدة. بعدها تم زيادة الفرق المشاركة إلى أربعة فرق تلعب ثلاث مباريات في هذه البطولة، وكانت البداية في الرياض ومن ثم أبوظبي بعدها في أبها ليستقر بها الحال في هونج كونج!! وتفاوت وقت التنظيم ما بين الصيف في بداية الموسم الرياضي، والشتاء في منتصف الموسم، وهي تغييرات اعتادت عليها البطولة بطريقة مفاجئة للفرق المشاركة وصادمة لجماهيرها. الصدمة لم تقتصر على الجماهير بل شملت الإعلام والمتابعين الذين تفاجؤوا بتنظيمها هذا العام في هونج كونج، وسبب صدمة الأغلبية واضح وجلي لدى الجميع لكن لم ينتبه له الاتحاد السعودي لكرة القدم، والسبب هو كيف يتم تنظيم بطولة السوبر في هونج كونج في أقصى الشرق قبل بداية الدوري بأسبوع وبعد معسكرات الأندية مباشرة وهي التي تعسكر دائماً في أوروبا!! ليس ذلك فحسب، بل إن البطولة أقر تنظيمها في هونج كونج رغم معرفة الجميع أن المنتخب السعودي سيلعب بطولة الكونكاكاف في أمريكا كذلك الحال للهلال الذي سيلعب كأس العالم في أمريكا وهي في أقصى الغرب وبالفعل لعب الاثنان تلك البطولتين!! ألا يدل إقامة البطولة في هونج كونج على أن العمل غير استراتيجي؟! خصوصاً في ظل الظروف التي تحدثنا عنها بانشغال المنتخب والهلال في لعب بطولتين في أمريكا إضافة إلى انشغال الأندية الأخرى في معسكراتها بأوروبا؟ الحل من وجهة نظري للتغلب على هذا القرار غير الموفق، هو إما تغيير توقيت البطولة إلى شهر يناير، أو أن يتم إلغاؤها هذا العام كما فعل الاتحاد السعودي مع بطولة السوبر عام 2015، عندما ألغى البطولة في ذلك العام.