يؤكد التربويون والمهتمون بالشأن الاجتماعي أن السيرة الحسنة، بصفاتها، ومبادئها تشترك في ميزان الحياة مع القدوة الحسنة معنى، والأسوة الحسنة للأشخاص، وجميعها تصنع التأثير الإيجابي نحو بناء مجتمع سليم ونقي يسوده الاستقرار، الطموح، الانتماء، روح التعاون. وبفعل التحولات السريعة في عصرنا الرقمي انتقلت رياح «التأثير» إلى ساحات وسائل التواصل الاجتماعي فاقتحمها البعض بلا دراية، أو ثقاقة، أو رسالة، يعرضون بضائعهم الكاسدة، وآراءهم السطحية طلباً للمال، وحباً في الشهرة، وتغافلوا عن الحياء، وأمانة الكلمة، ورقابة الضمير، وقد وصف الفيلسوف والروائي والناقد الإيطالي أومبيرتو إكو هذه الظاهرة «بغزو البُلْه ومفردها أبْلَه». ويُحسب لمؤسسة قدوات عطاء ووفاء للوطن قيامها في شهر ذي القعدة الماضي بتكريم كوكبة من رواد التأثير والسيرة الحسنة في بلادنا برعاية أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز. وجاء هذا الاحتفاء المستحق تقديراً لدورهم الإيجابي نحو مجتمعهم ووطنهم، وما يقدمونه عبر منصاتهم المتنوعة من بث معلومات نافعة، ومحفزة للهمم، إضافة إلى صور ومقاطع تعكس عظمة وقوة وازدهار المملكة العربية السعودية، مملكة الخير، والقدوة، والإحسان والتأثير، وصناعة القرار في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله. واستحوذ مكان وتوقيت الاحتفال على حيز كبير من اهتمام وسائل الإعلام، مع ردود فعل إيجابية من المجتمع نحو أولئك الرواد الأوفياء، وفي نفس الوقت الدعوة إلى محاربة المحتويات الهابطة بجميع أشكالها، وعدم متابعة أصحابها. وعكس الحضور الكبير لهذه المناسبة التي تُعد الأولى في فكرتها وأهدافها، حقيقة أن كل مخلص ومبدع وطموح سيحظى بالتقدير والاحترام من المسؤولين والمواطنين في بلادنا، وسيبقى شعلة غير قابلة للانطفاء مع الأعوام. و أجزم أن نجاح مؤسسة قدوات خلال سنوات مضت في مد جسور التكريم، يعود إلى معايير دقيقة يتم تطبيقها على من يقع الاختيار عليهم، حددها مجلس إدارة المؤسسة بإشراف رئيسها سفير القدوات الحسنة «ناصر بن عبد الله العواد»، تتمحور في التفرد بالمبادرات والمشاركات الاجتماعية الملهمة. يقول الكاتب ضياء جمعة في كتابه «مما قل ودل..أفكار وقواعد عن أسرار الحياة»: كن إيجابياً، وإياك والسلبيين، وكن صاحب هدف ورسالة في الحياة، ولتترك خلفك الأثر، حافظ على وقتك ومالك فإنهما أكثر ما يعينك على النجاح وتحقيق الهدف، غادر كل الأشخاص الذين يسببون لك الإزعاج، وابتعد عن كل علاقات تضرك ولا تنفعك، وإياك وفعل الأشياء التي تجبرك مستقبلاً على أن تقف أمامها موقف المعتذر.