الأمير خليفة بن سلمان يرعى الإعلان رسمياً عن المنامة عاصمة للسياحة العربية للعام 2013

نموذج بحريني يدمج الحداثة بالموروث الحضاري عبر إحياء فني لذكرى ابن بطوطة

تحت رعاية كريمة من رئيس الوزراء بمملكة البحرين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، اعلن رسميًا إطلاق المنامة عاصمة عربية للسياحة وذلك بمسرح البحرين الوطني مساء اول من امس، ودشّن سمو الشيخ علي بن خليفة بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء نيابة عن راعي الحفل "اليوم العربي للسياحة" في واحدة من أجمل الصياغات التي تستحضر أوركسترات ومسارح من مختلف أنحاء العالم، وتحيي بطريقة الفن والموسيقى والاستعراض الحياة المتلاحقة التي مرّ بها ابن بطوطة، والأمكنة التي طاف بها لاكتشاف العالم.
الشيخة مي: نصنع ما بيننا وبين الآخر ملامح مشتركة وجسورًا عديدة وتفاصيل لا نريدها أن تُنسى
وحضر التدشين كضيف شرف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان، وحضره كذلك معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ووزراء السياحة العرب وممثلي منظمات السياحة العربية والعالمية والعديد من الشخصيات الدبلوماسية، والثقافية والاقتصادية والاعلامية، في حفل فني يستعرض سيرة وحكاية أمير الرحّالة العربي "أبو عبدالله بن محمد اللواتي الطنجي بن بطوطة" الشهير باسم ابن بطوطة في ذكرى ميلاده.
الأمير سلطان بن سلمان: كلما تابعت الحراك السياسي المنهجي الذي يمارسه الملك حمد تأكدت أن البحرين مقبلة على نهضة سياحية وفرص جديدة للعمل
وتحدثت معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في الحفل حيث قالت: بأن المنامة اليوم تضع أولى بصماتها على الخارطة السياحية، وقالت: "لا نريد أن نكتفي بالعبور، بل نبحث عن الصناعة الجميلة والقريبة. لا يمكننا أن نحوّل هذا العالم إلى كتلة واحدة ولا نرغب في ذلك، لكننا نصنع ما بيننا وبين الآخر ملامح مشتركة وجسورًا عديدة وتفاصيل لا نريدها أن تُنسى".
وأوضحت الوزيرة بأن اختيار شخصية ابن بطوطة وذكرى ميلاده تحديدًا هو توثيق لإنسان السياحة العربية وتحريك لفكرته التي اشتغل عليها طوال سيرة حياته، وتابعت: "ما يقوله الغناء والمسرح والرقص هو تجريد تام للحكاية. هذا الإنسان يجسّد حضارة بذاته تمكّنت من استيعاب أمكنة وحضارات وأناس كُثُر، وفي سياق فكرته يمكننا أن نستمرّ وأن نقتفي الأثر حتى نكمل ونستكشف الطرق الأخرى، لذا فمن ذاكرة يومه نصنع يومًا عربيًا للسياحة، لنبدأ جميعًا بالاشتغال على الفكرة وصياغتها".
الأمير سلطان بن سلمان والشيخة مي آل خليفة
وكما تبدو المنامة في مساء الاحتفائية بقَدَرِها كمعبر وسفر مفتوح ومتصل، تلتقي فيه مختلف الدول والقارات، وتستذكر في مقاطع بصرية وسماعية سيرة هذا الرحّالة عبر عرضٍ فني يتقمّص فيه الفنان المصري القدير عبدالرحمن أبو زهرة شخصية ابن بطوطة في مراحل عمره المتقدمة، والفنان المصري أحمد عز الأسطول شخصية ابن بطوطة شابًا. وتزدوج القراءات التاريخية في مقاربات موسيقية وفنون استعراضية تجرّد المسالك التي نحتها ابن بطوطة، وتشير إلى فكرة السفر والترحال والسياحة باعتبارها صناعةً إنسانية يمكن من خلالها إحداث تماسّات مكثّفة مع الشعوب.
الأمير سلطان بن سلمان بين الحضور
ويمثّل الحفل، توثيقًا تأريخيًا تستعيد فيه الأوطان العربية مساراتها، طرقها، الحيوات الموازية لها وما تقتدحه الإنسانيات في سياق تفاعلها واحتكاكها ضمن محيطها البيئي والجغرافي، كما يجسّد موعدًا جماعيًا تتفق فيه الجموع على إحياء السياحة العربية وتفعيلها في مجال التنمية الإنسانية، السياسية، المجتمعية، الاقتصادية وغيرها. حيث اختيرت شخصية "ابن بطوطة" كموضوع وحبكة أليفة لصياغة الحفل الذي يسرد عبوره الحضاري وقراءاته الإنسانية والأوطان التي تقاطعت في سيرة حياته.
الأستاذ تركي السديري حاضراً الحفل
هذا التوثيق الإنساني، وبلغة الفن، يحاول توثيق فكرة السفر والارتحال، ويلامس جدليات السلوك الإنساني في تعامله مع الأوطان والحضارات المتتالية، وقد اختير ميلاد ابن بطوطة ليكون الانطلاقة والدمغة التي يسترجع فيها العالم سيرته وحكاياته وحكمته في اجتياز وعبور الأوطان. وبمثل هذا الحدث، تمارس وزارة الثقافة البحرينية دورها للإمساك بكل الطرق المؤدية إلى السياحة العربية، وتحاول تعميق ذاكرة السفر والترحال من خلال إعلان تاريخ 25 فبراير/ شباط ليكون "اليوم العربي للسياحة"، وهو ذات الموعد الذي تُدشَّن فيه "المنامة.. عاصمة السياحة العربية للعام 2013م" بعد إعلانها كذلك في حفل فني رسمي بتاريخ 27 سبتمبر/ أيلول للعام 2012م بموقع باب البحرين في المنامة، حيث كانت الذاكرة تشير ناحية "اليوم العالمي للسياحة".
الشيخة مي آل خليفة تلقي كلمتها
وتؤسس المنامة لهذا اليوم العربي للسياحة مستعيرةً أحلام الرحّالة العربي "أبو عبدالله بن محمد اللواتي الطنجي بن بطوطة" والمشهور باسم "ابن بطوطة" الذي يصادف تاريخ ميلاده هذا اليوم تحديدًا، وتبحث عن طريق ما لتظل هذه الشعوب شغوفة جدًا بحكايا هذا الرجل، وسفره الطويل، وحكمته في اجتياز الأوطان تباعًا حتى يمسك الأشياء بحقيقتها. وهنأ ضيف الحفل صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان، جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وشعب البحرين الشقيق على اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية، مؤكدا ان قرار المجلس الوزاري العربي للسياحة مؤخراً بان تكون المنامة عاصمة للسياحة ايمانا بما تمتلكه البحرين من مقومات سياحية وثقافية وتاريخية متميزة، مثمنا الجهور الكبيرة والدعم الذي تحظى به الدول العربية في مجال السياحة والآثار من قبل (منظمة الامم المتحدة للسياحة العالمية، منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة- اليونسكو-، منظمة التعاون الاسلامي، والبنك الاسلامي للتنمية، وجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للسياحة)، واشاد سموه بالخطط السياحية المتكاملة التي اعدتها وزارة الثقافة البحرينية للفعاليات التي تتزامن مع اعلان المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013م، مشيراً الى اعتزازه بإسهامات المملكة العربية السعودية في دعم المجلس الوزاري العربي للسياحة منها: اعداد استراتيجية السياحة العربية، اعداد ميثاق المحافظة على التراث العمراني في الدول العربية وتنميته، اعداد تصور لانشاء شبكة تعنى بالمعلومات السياحية العربية، انجاز المؤشرات العربية للجودة السياحية واعداد تطبيق السياحة الالكترونية في الدول العربية وتوقيع خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجال السياحة والآثار والمتاحف مع الدول العربية.
تركي السديري ومحمد الوعيل وعزام الدخيل
وتحدث سموه عن البعد الحضاري بالمملكة العربية السعودية مبينا بأن المملكة تبني مشروعاً وطنياً تاريخياً لتعزيز البعد الحضاري انطلاقاً من كونه بعداً استراتيجياً للمحافظة على التراث الحضاري للمملكة وجعله واقعا معاشا في المجتمع السعودي، وقال في ذات السياق إن الهيئة وضعت مجموعة من المسارات ضمن تعزيز البعد الحضاري منها: استعادة الآثار حيث استعادت الهيئة اكثر من 14 ألف قطعة اثرية من الخارج و3 آلاف قطعة من الداخل وزار المنطقة 25 فريق تنقيب عالمي وهناك 12 متحفاً اقليمياً وكبيراً ونتأمل افتتاح 12 متحفاً اخر بمناطق المملكة، القيام بعدد من المشاريع في عدد من المواقع الاثرية والتاريخية في مختلف مناطق المملكة ودعم البعثات العالمية المتخصصة للتنقيب عن الآثار والتركيز على حقب زمنية مختلفة.
عبدالرحمن أبو زهرة جسد شخصية ابن بطوطة
وعاد وهنأ جلالة الملك حمد بن عيسى لإعادة البحرين وتطويرها في شتى المجالات رغم ماتمر به المنطقة من ضغوط سياسية فكلما رأيت هذا النهضة وتابعت هذا الحراك السياسي المنهجي الذي يمارسه جلالة الملك متضامناً مع شعب البحرين تأكدت بأن تجربة البحرين مقبلة على نهضة سياحية وفرص جديدة للعمل لتنمية البعد الحضاري.
جانب من الحضور
ودعا دول الخليج التركيز على الجانب التراثي فدول الخليج ليس فقط دول نفط بل دول استخدمت هذا النفط في بناء الانسان الخليجي واستقراره وأمنه وآمنه.
ثم تحدث رئيس المنظمة العربية للسياحة معالي الدكتور بندر بن فهد آل فهيد عن الفعاليات التي ستشهدها البحرين بالتعاون مع وزارة الثقافة البحرينية منها مؤتمر التجارب الذي اقترحه رائد الفضاء الامير سلطان بن سلمان ومؤتمر تطوير الاستثمارات وضمان الاستثمار ومؤتمر السياحة الالكترونية وتكنولوجيا السياحة واقامة ملتقى الاحصاء العربي الاول. ثم تم بعد ذلك تدشين العروض المتحفية وهي اول مشاريع البنية التحتية ضمن فصل " السياحة الثقافية" والذي يتمثل في استعادة زمنية ومكانية في آن للمتغيرات التاريخية والمرحلة الانتقالية التي شهدتها مملكة البحرين عبر متحف الكتروني ومعرض يحفظ مأثورات العائلة المالكة.
د .بندر آل فهيد