عزيزي رئيس التحرير كنت في زيارة قصيرة الى اخي المهندس عبدالمحسن الشعيبي في مكتبه بهيئة الري والصرف بالاحساء ولقد اهداني مشكورا نسخة من كتاب صدر حديثا للمربي الفاضل مدير ثانوية الهفوف الاسبق استاذنا حمد بن احمد البوعلي له مني الف تحية معطرة بالورد والريحان. كنت طالبا بمدرسته التي عرفت انذاك باسمه ثانوية بو علي لشهرته العريضة ونفوذه الواسع.. كتابه الجميل باسم (حنين الذكريات مواقف واحداث تربوية) تصفحته صفحة صفحة دون ملل او كلل لما حواه بين دفاته من اسلوب راق وتعابير جميلة دونها بمداد من خبرته الكبيرة في التعليم واتحفه بصور خالدة عزيزة على القلوب.. يقول في مقدمته: ابناؤنا رجال مستقبلنا هم انفس بضاعة لانهم ثمرة القلوب وعصارة الفؤاد وسلاح المستقبل وعدة الوطن والمؤسسات التعليمية هي رأس المال البشري والمجال الاقتصادي لهذه الثروة وهي من اعظم الاستثمارات البشرية وانبلها وان خطوات حكومتنا الرشيدة حفظها الله في سبيل نهضة بلادنا الشامخة تذكر فتشكر وترى وتسمع. عندما بدأت في قراءة هذا الكتاب احسست اني عدة مرة اخرى الى مقاعد الدراسة وتصورت نفسي امام السبورة وانا اتذكر تلك الايام الجميلة العبقة مع صفوة من الطلاب منهم الان من تقلد مناصب قيادية كالطبيب والمهندس والمعلم ورجل الامن ومنهم من لم يحالفه الحظ ولم يكمل تعليمه. لازلت اتذكر المنافسة الشريفة في التحصيل العلمي للفوز بالدرجات العليا والمراتب الاولى دون اي التفاته الى ما وراءنا من مغريات او ملهيات.. لازلت اتذكر صديقي الطالب عبدالله الدهيش معلم حاليا وهو يقوم بتقديم فقرته الفكاهية بتقليد الاصوات فقد كنا نحرص على الحضورمبكرين انذاك لسماعه. تخرجنا من تلك المدرسة الغالية متفوقين متسلحين بسلاح العلم والادب بفضل من الله ثم بفضل كوكبة من الاساتذة الافاضل والادارة الحازمة اذكر منهم (الاستاذ محمد احمدعابد خليل العبسي محمد وليد خليل حسن السيد خليل عباس الحصاني الشيخ محمد بن احمد الخيال رحمه الله. بعد التخرج مباشرة اتجه كل من الطلاب الى وجهة مختلفة ولكن لم يكن هناك التوجيه الصحيح لهم وهذا بيت القصيد حيث ان كثيرا من الطلاب انذاك لا يعلمون ما وجهتهم والى اي تخصص سيلتحقون وتبقى العملية على حسب هوى اصدقاء الطالب يوجهونه حيث ما يتجهون بغض النظر عما يمتلك من مهارات ومعارف تمكنه من الالتحاق بافضل الكليات التخصصية.. ناهيك عن الضغوط الاسرية للطالب والتي تجبره في كثير من الاحيان على تلبيتها وترك رغبته الشخصية فكم من طالب تمنى ان يكون معلما اجبر ان يكون طبيبا والعكس صحيح وكم من طالب تمنى ان يصبح محاميا ولكنه اجبر ان يكون مهندسا وهلم جرا.. اما تجربتي الشخصية فكانت خير مثال على ذلك التخبط فمن تسجيل لدى برنامج البعثات الخارجية بشركة ارامكو السعودية الى طالب بكلية العمارة والتخطيط الى خريج من كلية العلوم الزراعية. ان من الواجب فعلا ترقب ميول الطالب ورغباته وهواياته منذ الصغر وتقع مسؤولية ذلك على والديه المقربين منه لتنمية هذه الرغبات وصقلها والعناية بها وتذليل ما يعيقها ليتخرج الطالب وقد وجد ما يريده ويتمناه ويلبي طموحه ومبتغاة.. لينعكس ذلك ايجابا في حياته العلمية والعملية على حد سواء. اجد في نفسي الكثير من هذه الخلجات ولرغبتي في عدم الاطالة وترك المجال امام القراء الافاضل أتنحى جانبا ليتم التواصل واللقاء. المهندس فهد بن عبدالمحسن الناصر الملحم