من المسؤول؟ هذا السؤال تتجه أجابته إلى الرجل... فهل يصل الظلم إلى هذا الحد من العنف ؟ ولماذا الهجر والإذلال والشريعة الإسلامية أوصتنا بالسراح الجميل. في الحلقة الماضية سردنا قصصا لبعض من يعانين من هذه المشكلة الخطيرة وأردنا أن نختم التحقيق بالتعرف على رأي العلماء في هذه الحلقة ولكن وجدنا أن القصص والحكايات التي لدينا عديدة وأنه يجب طرحها حتى تكون إضاءه للمجتمع لعل جهة ما تتحرك لفتح هذا الملف الصعب .. بالتأكيد هناك مآس كثيرة لمسناها ولذا سنحاول أن تكون الحلقة القادمة لما أردنا أن تكونه هذه الحلقة من آراء مهمة يمكن الاستضاءه بها . وتعالوا معنا لنعرف سويا معاناه بعض هؤلاء النسوة ولكن قبل ذلك فلنقرأ رأي د.خالد سيف (أخصائي نفسي) إذ يقول: ظلم أسباب هجر الزوج لزوجته عديدة منها ما تفرضه الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو الاختلال النفسي أوحتى مطالب الزوجة وتسلطها أو غيرها من الأسباب التي تدفع الزوج للهرب من منزل الزوجية إلى غير رجعه أوطرد زوجته إلى منزل أهلها . بالطبع هناك آثار نفسية واجتماعية تنعكس على الزوجة وعلى الأطفال سلبياً إذ تتولد لديهم مشاعر الحقد والحسد والكره تجاه الآخرين وضمنهم الأب .. وربما يمارس الابن نفس السلوك عندما يكبر ... إن هذا التصرف بلاشك ظلم قوي للمرأة .. وأرى أنه في حالة تعذر أوتعثر الحياة الزوجية واستحاله العشرة فالأفضل الانفصال والمواجهة بدلا من الهروب فهذا الأسلوب يتنافى والمنطق وبعيد عن مبادىء عقيدتنا التي وضعت الحلول لكل ما يرتبط بالحياة الزوجية من حقوق وواجبات . هجرني ولا أعرف طريقه تقول أم هند وهي سيدة في الثلاثين من عمرها تعرفنا عليها بعد نشر الجزء الأول من التحقيق جئت معه من الرياض إلى الدمام حيث كان يعمل بتجارة صغيرة واستقررنا لمدة سنة استأجرنا خلالها شقة صغيرة لنا ولأطفالنا الثلاثة وبعد ذلك لاحظت كثرة غيابه وتركنا بالأيام .. ثم مكالمته الهاتفية المطولة . لم يكن بيننا أي خلاف قوي ولكن كان هناك برود وبعض الخلافات العادية حول مصروفات البيت وغيابه وعدم مراعاته لأطفاله وحبسنا في المنزل لأسابيع دون خروج حتى ضاق الاطفال وضايقوني . وذات يوم صحوت فلم أجد ملابسه ظننت أنه في سفريه من سفرياته القصيرة ولكن مضت شهور ولا أعرف عنه شيئا كان الجيران وأصحاب البيت يساعدونني وكنت أبيع أثاث بيتي قطعة قطعة حتى أدوات المطبخ، وها أنا الآن مضى علي عام وأنا معلقة وليس لي من الأهل سوى أخ متزوج في الجنوب ولا أدري عنه شيئا وأصبحت اعرف طريق الجمعيات الخيرية لاعيش انا وأولادي .. ناهيك عن المشاكل الأخرى التي ستلحق بي عندما يصل الأبن الأكبر إلى سن المدرسة أوأحتاج إلى ورقة رسمية .. وختمت كلماتها باكيه : دلوني ماذا أفعل فأنا في حيرة . الشك المؤلم بصوت ممزوج بالحزن تتحدث إلينا (أم راكان) فتقول : ابتلاني الله بزوج ذي صفات سيئة فهو مريض بالشك والغيرة لدرجة غير طبيعية، فإذا رن جرس الهاتف انتفض وطلب مني الرد بينما يقوم هو برفع السماعة الثانية ليتأكد من أن المكالمة عادية .. وإذا ما طلبت منه أن أذهب لزيارة صديقة من صديقاتي أجرى معي تحقيقا مطولا أو قد يراقبني دون أن أعرف ليتأكد من أن سير تحركاتي هي كما أخبره .. بجانب أنه بخيل لدرجة المرض حاولت أن أساعده ليغير من صفاته أو يخففها على الأقل، لكنه كان دائما يسيء الظن ويشك في كل من هم حوله .. لم أتحمل تلك الحياة معه وعندما فقدت الأمل في أن يتغير طلبت الانفصال وطبعا طلبي هذا كان مرفوضاً بحجة راكان (ولدنا الوحيد) وإلى الآن أجلس في بيت اهلي منذ خمسة أشهر .. وأنوي أن أتقدم بطلب الخلع منه إن لم يستجب لرغبتي بالانفصال . ضربني بالمكواة العنف ضد الزوجة هذا هو سبب نهاية الحياة الزوجية بالنسبة لنورة فقد زادت الأمورتعقيداً عندما وصل عنف زوجها إلى حد الإيذاء الجسدي الذي استدعى نقلها للمستشفى لمعالجة جروحها ... لكنها تقول : هذا بالنسبة لآثار العنف الجسدي الذي مارسه زوجي علي حين ضربني بالمكواة الكهربائية على رأسي .. ولكن ماذا عن الإيذاء النفسي .. وكيف أستطيع أن أعيش مع رجل لا يتفاهم إلا بيده ؟ لذلك تركته إلى غير رجعة .. ورغم فشلي في الحصول على الطلاق وبقائي معلقة إلا أن حياتي في بيت أهلي مع بناتي الثلاث خير ألف مرة من وجودي مع رجل لا يمتلك من مقومات الرجولة سوى إسمها.