يكاد الألم يعصر قلوب المسلمين رغم ما يعيشونه من فرحة بمناسبة مرور أحد أعيادهم الدينية، عيد الأضحى المبارك فبمناسبة الحج الأكبر،هذا التجمع الحاشد من ضيوف الرحمن في اطهر وأقدس بقاع الأرض على الإطلاق يتذكرون وحدتهم وتراصهم غير ان قلوبهم شتى وصفوفهم مبعثرة، وقد تكالب عليهم الأعداء من كل حدب وصوب، يحاولون النيل منهم ومن عقيدتهم السمحة التي لا يأتيها الباطل من كل الجهات، ولا يخامرني الشك في ان السبب الرئيس في هذه النكسات والهزائم يكمن في عدم تمسك المسلمين بعقيدتهم الإسلامية، فحينما ابتعدوا عن الله ابتعد الله عنهم، فالنصر من عند رب العزة والجلال لا يجىء إلا بنصر دينه وإعلاء كلمته، غير ان أوضاع المسلمين للأسف الشديد في حاضرهم الأليم هذا لا تدل إلا على فرقتهم وتشرذمهم، والسبب فى ذلك يعود إلى عدم التفاهم حول راية التوحيد، فكان ان لعبت بهم الأهواء وزجت بعضهم في سلوكيات منحرفة وخاطئة لا تمت الى الإسلام بصلة، فكانت هذه الهجمة الشرسة من أعداء الإسلام والمسلمين، حيث وصفوا دين الله القويم بأشنع الصفات، ووصفوا المسلمين بأنهم مجموعة من الإرهابيين، في الوقت الذي لا علاقة للإسلام وأهله بتلك السلوكيات والانحرافات الضالة عن الرشاد والعقل، فما احوج المسلمين في تجمعهم الإيماني هذا الى ان يتدارسوا احوالهم، ويعودوا الى تحكيم مبادىء عقيدتهم في كل أمورهم وشؤونهم، ففي هذه العودة منجاة من الشرور، ووصول الى النصر على أعدائهم بإذن الله وقوته وحوله.