نعي ونعلم أنواع الاكتئاب المختلفة والمتعددة، لكن هل سبق لك أن سمعت عن الاكتئاب الجامعي؟ الاكتئاب الجامعي يعد من أهم ما يجب علينا معرفته. فصراع الطالب الجامعي بين طموحات ذاته وطموحات أهله وأحبته، وبين النتائج التي قد تكون تناقض ما يتمنى صراع وألم لا يُشفى، والسبب في ذلك أنه يضع جميع أتعابه في توقعاته، ولا يضع أتعابه في سعيه، فعندما تضع جهدك بسعيك ستتوكل وسترضى بالنتيجة أيًا كانت، بعكس عندما تضع سعيك في ترقب النتيجة وحسب. «يعاني 280 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب، وَفْقاً لِمنظمة الصحة العالمية» لكن لم نسأل أنفسنا كم شخص قد يكون مصابا بالاكتئاب الجامعي؟ هناك مئات الآلاف قد يكونون مصابين بالاكتئاب الجامعي دون أن يعرفوا، وغالبًا لا تظهر تلك العلامات على نفسيتهم إلا بعد ظهورها على أجسادهم، ومن ثم سيلجؤون إلى العلاج النفسي والعلاج الجسدي. من الوقاية والعلاج الذي يجب أنّ يفهمها ويتفهمها المجتمع والأهل والطالب الجامعي ألّا يرفعوا سقف الطموحات، والتوقعات والتركيز على الأشياء المثالية فقط، ونحن كطلاب، لنضع طموحاتنا تحت المجهر قليلاً، سنرى أن الإنجاز في السعي وليس النتيجة وأن النتيجة ليست المنتظرة بقدر الجهد بالسعي. وسنرى أن مشاعر ما بعد النتيجة جيدة كانت أو سيئة غالبًا ليست كما نرسمها في مخيلتنا، والسبب الناتج عن ذلك لأن الإنجاز بحد ذاته هو ما كنا نبحث عنه، وليست المشاعر السعيدة التي تأتي بعد الإنجاز والسعي فالمشاعر سيئة أو جيدة، ما هي إلا ردة فعل ناتجة بعد رحلة طويلة عقبها السعي. حتى وإن كنا في انتظار تلك المشاعر أن ترافقنا في رحلة السعي من الأفضل ألا نبالغ في توقعاتنا، لأننا كلّما رسمنا توقعا يفوق جميع التوقعات كلّما كان اصطدامنا بالواقع أقوى، فإن العتب ليس على الحال الذي خالف توقعاتنا، بل العتب على شيئاً فاق آفاق توقعاتنا. لنضع توقعاتنا تحت المجهر كي لا تخذلنا الصورة التي في خيالنا. ولنضع سعيناً وإنجازنا تحت المجهر لنراها من منظور آخر. ولنترقب الإنجاز ذاته، وليس ما بعد الإنجاز. هل ستنتبه لصحتك النفسية من الآن، أم ستنتظر حتى يشكو جسدك من آثار الاكتئاب الجامعي؟