مساعد وزير الدفاع يزور باكستان ويلتقي عددًا من المسؤولين    البنك الدولي يختار المملكة مركزاً للمعرفة لنشر ثقافة الإصلاحات الاقتصادية عالمياً    الطائي يحقق فوزاً قاتلاً على الرياض بهدفين لهدف    كلوب: ليفربول يحتاج لإظهار أنه يريد الفوز أكثر من فولهام    اخضر 23 يكتسح تايلاند بخماسية دون رد    ميتروفيتش يكشف موعد عودته    "الأرصاد" ينبه من هطول أمطار غزيرة على منطقة مكة    جازان تُنتج أكثر من 118 ألف طن من الفواكه الاستوائية.. وتستعد لمهرجانها السنوي    أمير منطقة عسير يتفقد اليوم، عددًا من المراكز والقرى الواقعة شمال مدينة أبها.    متحدث الأرصاد: رصد بعض الحالات الخاصة في الربيع مثل تساقط البرد بكميات كبيرة.    احتفاءً بقرار الأمم المتحدة بتخصيص عام 2024 «السنة الدولية للإبليات».. السعودية تشارك في مسيرة الإبل بباريس    نجران: إحباط تهريب 58 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدر    استثناء الجهات التعليمية الأهلية من اشتراط الحد الأدنى للحافلات في النقل التعليمي    "أبل" تسحب واتساب وثريدز من الصين    محترف العين: طعم الانتصار على الهلال لا يُوصف    بينالي البندقية يعزز التبادل الثقافي بين المملكة وإيطاليا    الزبادي ينظم ضغط الدم ويحمي من السكري    ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي    زيدان يقترب من تدريب بايرن    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسبب المرض    «CIA» تحذّر: أوكرانيا مهددة بخسارة الحرب    بعد الفيتو الأمريكي.. استياء عربي لرفض عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    السديري يفتتح الجناح السعودي المشارك في معرض جنيف الدولي للاختراعات 49    السينما في السعودية.. الإيرادات تتجاوز 3.7 مليار ريال.. وبيع 61 مليون تذكرة    خطيب الحرم المكي يوصى المسلمين بتقوى الله وعبادته والتقرب إليه    التلفزيون الإيراني: منشآت أصفهان «آمنة تماماً».. والمنشآت النووية لم تتضرر    خطيب المسجد النبوي: أفضل أدوية القلوب القاسية كثرة ذكر الله تعالى    الشاب محمد حرب يرزق بمولوده الأول    أمين مجلس التعاون : عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعتبر خطوة للوراء في جهود تحقيق السلام    أمانة حائل تواصل أعمالها الميدانية لمعالجة التشوه البصري    مسح أثري شامل ل"محمية المؤسس"    "العقعق".. جهود ترفض انقراض طائر عسير الشارد    قطار "الرياض الخضراء" في ثامن محطاته    يوتيوب تختبر التفاعل مع المحتوى ب"الذكاء"    فوائد بذور البطيخ الصحية    هيئة التراث ‏تقيم فعالية تزامناً اليوم العالمي للتراث بمنطقة نجران    «استمطار السحب»: 415 رحلة استهدفت 6 مناطق العام الماضي    أقوال وإيحاءات فاضحة !    الطائي يصارع الهبوط    تخلَّص من الاكتئاب والنسيان بالروائح الجميلة    غاز الضحك !    الفقر يؤثر على الصحة العقلية    مجلس جامعة جازان يعيد نظام الفصلين الدراسيين من العام القادم    سلطان البازعي:"الأوبرا" تمثل مرحلة جديدة للثقافة السعودية    مصر تأسف لعدم منح عضوية كاملة للفلسطينيين في الأمم المتحدة    أمير الرياض يعتمد أسماء الفائزين بجائزة فيصل بن بندر للتميز والإبداع    تَضاعُف حجم الاستثمار في الشركات الناشئة 21 مرة    فيصل بن تركي وأيام النصر    المستقبل سعودي    اليحيى يتفقد سير العمل بجوازات مطار البحر الأحمر الدولي    المفتي العام ونائبه يتسلّمان تقرير فرع عسير    أمير الرياض يستقبل مدير التعليم    الرويلي ورئيس أركان الدفاع الإيطالي يبحثان علاقات التعاون الدفاعي والعسكري    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    شقة الزوجية !    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عصر الذهول والاكتئاب ! !
دوافع الانتحار واللجوء للمخدرات هناك أشخاص يعانون من أمراض نفسية- يحجمون عن مراجعة الطبيب
نشر في الندوة يوم 27 - 04 - 2008

الدكتور سهيل عبدالحميد عبدالرشيد خان أخصائي الطب النفسي والمشرف العام على أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية بمستشفى الصحة النفسية بجدة ومنسق لجنة الطوارئ بالمستشفى طبيب سعودي مشهود له بالعلم والكفاءة التقيناه في هذا الحوار للوقوف على انعكاسات عصر العولمة على الصحة النفسية بالنسبة للأفراد والأسر والمجموعات، وآخر ما توصل إليه العلم في هذا الصدد وخلصنا إلى التالي:
يقول الدكتور سهيل الطب النفسي موجود من آلاف السنين هذا ما أثبتته الآثار الفرعونية حيث ظهر لنا العلاج على لوحاتها، والقرآن الكريم وضع لنا معالم بعض الأمراض النفسية وأسس علاجها، وحيث يوجد الإنسان توجد معه مشاكل نفسية وروحانية.. الطب النفسي في القرن ال20 تطور ومر بمراحل تطورية كبيرة حيث أدخلت نظريات لمحاولة فهم السلوك الإنساني وتبرير أساليب شخصيته.. وكان العلاج ببعض الأدوية مثل مادة الأنسولين التي تسبب فقدان الوعي بخفض سكر الدم، استخدم لعلاج حالات التهيجات العدوانية، والعلاج بالصدمات الكهربائية ثم تلاها إدخال بعض الأدوية المهدئة والمخدرة لعلاج بعض المشاكل النفسية ولكن اكتشف أنها تسبب الإدمان، ثم توصل العلماء إلى مضادات حيوية لعلاج الاكتئاب والذهان والقلق وبدأوا يتعرفون على وجود أساليب عضوية للمرض النفسي من خلال فهم المستقبلات العصبية التي لها أثر في حدوث الأعراض النفسية المختلفة مثل القلق والاكتئاب والوساوس.. هذه الأعراض تزول حين يتناول المريض المضادات التي تعمل خصيصاً على تعديل نسبة هذه النواقل العصبية للمستقبلات أما الطريق الحديث الآن فقد أصبح الطب النفسي ينظر إلى مستوى الخلية ومستوى المستقبل العصبي لتعديل سلوك الإنسان وتعديل أعراضه النفسية المصاحبة لهذا السلوك. وفي الألفية الجديدة أصبح ينظر إلى مستوى الجينات لفهم مسببات بعض الأمراض وفهم أساليب حدوثها مستقبلاً.
الجينات الوراثية
| إلى أي مدى تؤثر الجينات في توارث المرض؟
|| الدراسات الحديثة أثبتت أن لها تأثيراً مباشراً وخاصة في التوائم فهم أكثر نسبة تصاب بالأمراض النفسية الذهانية والعصابية بسبب التوارث الجيني، لذلك فإن السعي الحديث الآن هو الوصول إلى الجينات المسببة لهذه الأمراض.
| وماذا عن العلاج بالمملكة والاستغناء عن السفر للخارج؟
|| لا شك أن المملكة العربية السعودية شهدت تطوراً عالمياً في المجال الطبي عامة والطب النفسي خاصة وأولته اهتماماً كبيراً بإنشاء مستشفيات للصحة النفسية بكافة المحافظات، أيضاً تطوير المستشفيات الحالية وتزويدها بأحدث الأجهزة العلاجية لتطبيق أحدث أساليب العلاج، ولكن لازلنا نسير في الطريق للوصول للمثالية.. كل هذا جعل المواطن السعودي يستغنى عن السفر للعلاج بالخارج لأنه وجد الرعاية الصحية على أعلى مستوى والأطباء السعوديين أقبلوا على التخصص في مجال الطب النفسي بعد أن كان نفقاً مظلماً لا يقربه أحد ولكن الآن فهم يتبوأون مراكز الريادة في هذا التخصص وفي باقي التخصصات.
| قديماً كان يطلق على الطب النفسي دكتور المجانين.. إلى أي مدى تغيرت هذه النظرة؟
|| الحمد لله تغيرت تماماً وأصبح الناس لديهم وعي بمفهوم المرض النفسي. . كما أن كلمة مجنون كلمة خاطئة جداً، فلو تأملنا كلمة جن فهي الشيء الخفي، والطب النفسي لا يقتصر علاجه على من فقد عقله فقط، الخدمة العلاجية تقدم لشرائح عديدة كثيرة قد تصل إلى مائة شريحة تدخل ضمنها المشاكل الأسرية والمشاكل الاجتماعية والأمراض العصبية كالقلق والهلع والوسواس القهري والاكتئاب وحمى النفاس ومشاكلها، وتدخل ضمنها المشاكل الناتجة عن تعاطي المخدرات، وكذلك الأمراض العضوية المسببة للأمراض النفسية الخاصة بالدماغ، والأمراض النفسية الذهانية كالشكوك والتوهمات وسماع الأصوات...إلخ. وهناك عشرات الأمراض الأخرى لا علاقة لها بالجنون والمريض بها يكون عاقلاً وواعياً وذكياً إلى درجة أن يكون أذكى من الطبيب نفسه.
| معنى ذلك أن المريض النفسي تغيرت نظرته تماماً تجاه المسمى؟
|| ليست تغيرات جذرية.. فللأسف هناك أشخاص يعانون من أمراض نفسية منذ مدة كبيرة ولكنهم مترددون في مراجعة الطبيب بالعيادة النفسية بسبب هذه النظرة الدونية أو غير الكاملة للطب النفسي لكن المجتمع بشكل عام تجاوب كثيراً في قبول العيادات النفسية بفضل الإعلام الجيد والتوعية المستمرة والقنوات الفضائية والإنترنت والتي ساعدت على محو الأفكار السيئة القديمة عن عيادات الطب النفسي.
| حدثنا عن أحدث طرق العلاج حالياً؟
|| مع التقدم العلمي السريع والتطورات والإنجازات الطبية الكبيرة تم التوصل إلى أدوية لعلاج المشاكل الناتجة عن ناقل عصبي ومستقبل عصبي واحد الدماغ والجهاز المركزي العصبي به عشرات النواقل والمستقبلات العصبية تتواصل في مليارات الخلايا الموجودة وقد مكننا الله من التوصل لدواء يعمل على ناقل ومستقبل عصبي واحد في قفزة كبيرة للطب النفسي الحديث.
| من هو المريض النفسي؟
|| أي مريض تنطبق عليه المعايير التشخيصية للمرض النفسي.. هو أحد التفرعات التالية: أما مريض نفسي عصابي كالاكتئاب والقلق والوسواس.. أو مريض ذهاني كالفصام العقلي.. أو مريض بمرض عضوي يؤدي إلى حدوث مرض نفسي مثل أورام وإصابات الدماغ والمخ، أو اضطرابات الهرمونات أو مريض باضطراب سلوكي كاضطراب الشخصية والطباع أو مريض نفسي بسبب تعاطي المخدرات بأنواعها. أو بسبب الضغوط والصدمات (كالكوارث، والمشاكل الأسرية والاجتماعية والمشاكل المادية) فهذه كلها ضغوط تؤدي إلى حدوث الأمراض النفسية.. لذلك لا يمكن إطلاق كلمة مريض نفسياً على أي شخص حتى يستوفي معايير تشخيصية لتشخيص أي مما ذكرت، فقد يشترك المريض النفسي في أكثر من مرض مثل المتعاطي للمخدرات الذي يعاني من ضغوطات أسرية، وأيضاً مرضين مختلفين مثل الاكتئاب والوسواس القهري. وهناك شروط للمعايير التشخيصية تحتوي على مدة زمنية معينة (بمعنى أن الأعراض لابد أن تكون متواضعة ومستمرة لمدة زمنية معينة مدروسة) أيضاً شروط تتعلق بالأعراض التي ينبغي توفرها لتشخيص المرض، وكذلك شروط استثنائه ينبغي عدم وجودها (بمعنى لن يتم تشخيص مرض نفسي محدد كالاكتئاب أو الهوس إذا كان ناتجاً عن تعاطي المواد المحظورة مثلاً).
الجراحة كعلاج
| هل المريض النفسي يحتاج للجراحة كعلاج؟
|| أول من أدخل الجراحة في علاج الأمراض النفسية حصل على جائزة نوبل في الستينات.. في ذلك الوقت كانت الجراحة تستخدم للحالات المستعصية المزمنة في الأمراض النفسية التي فشلت في علاجها كل طرق العلاج الأخرى.. لكن سرعان ما تراجعت هذه العمليات حالياً.. الآن لا يوجد مركز عالمي يعالج بالجراحة النفسية لأنها تستلزم استئصال جزء من الدماغ قد ينتج عنه مشاكل نفسية أخرى أخطر من سابقتها بمعنى الجراحة قد تزيل مرض وسواس قهري مقاوم للعلاج لكن من الممكن بعدها يصاب المريض بنوبات صرعية وتغير من شخصيته والعلاج بالعقاقير أفضل بكثير.
| ما الفرق بين الأمراض التفاعلية والأمراض الذهانية؟
|| الأمراض الذهانية ربما تحدث بدون سبب فالمريض قد يشعر بهلاوس سمعية أو بصرية ويعتقد بوجودها أو قد يعاني من ضلالات فكرية وأوهام وشكوك في الناس الذين من حوله ويعتقد في صحة أفكاره وهو بذلك يكون فاقداً للبصيرة تجاه مرضه ولا يعتبر نفسه مريضاً وربما بسبب ذلك يرفض العلاج وربما يصبح عدوانياً.. لكن الأمراض التفاعلية غالباً ما تكون بسبب خارجي أدى لحدوث مشكلة نفسية مثل المشاكل الأسرية والاعتداء الواقع على النفس، المال، الجسد التي تحدث صدمات عميقة في شخصية الإنسان فتحدث آثاراً نفسية سلبية تحتاج لعلاج نفسي بالعقاقير.
نشأة الطفل
| هل ترتبط الأمراض النفسية بنشأة الطفل في أسرته؟
|| أكيد لأن شخصيته هي ناتج جيناته الوراثية فالطفل يرث صفات والده والبنت ترث صفات والدتها حتى وإن لم تتربَّ تحت إشرافها، أيضاً شخصية الطفل نتاج البيئة التي ينشأ فيها داخل بيت الأسرة، فإذا كانت البيئة هادئة وملتزمة تكون شخصية الطفل كذلك، وإذا كانت البيئة عنيقة وانفعالية وغير ملتزمة بالقوانين والأعراف ينشأ الطفل كذلك ويميل للإجرام وعدم احترام الآخرين. هذا إلى جانب القهر الأسري في تربية الأطفال كل هذا يؤثر على شخصية الطفل ويجعله إما سوياً أو طفلاً معقداً نفسياً.
| العالم أصبح مفتوحاً بثقافاته المختلفة فازدادت نسبة المصابين بالأمراض النفسية صغاراً وكباراً فهل هناك علاقة بينهما؟
|| العلاقة وطيدة بينهما فالعصر الآن عصر العولمة عصر الثقافات المندمجة والقيم الذائبة في بعضها البعض عصر السرعة مما أدى إلى انتشار الفتن والفحشاء وطمس الحقائق، والإعلام المغلوط...إلخ. كل هذا أثر كثيراً على القيم والفطرة الراسخة التي فطر الله عز وجل عليها الناس، وهي أيضاً أثرت سلباً على محاولة المجتمع والأسرة الحفاظ عليها في ظل هذه العولمة وذوبان القيم والأخلاقيات حيث سهل على شبابنا وفتياتنا التواصل بصرياً وسمعياً مع كافة الثقافات المختلفة عن ثقافاتنا في دول العالم بواسطة الميديا المتاحة الآن من الجوالات والفضائيات والنت وغرف الشات وما يعرض فيها من بذاءات تثير الإنسان وتدمر النفوس كل هذا يجعل الإنسان عرضة للقلق والكبت ومشاكل النوم، واللجوء لتعاطي المخدرات مما ينتج عنه الإصابة بالاكتئاب واضطرابات سلوكية من العنف والإيذاء للآخرين والانحراف والفجور والله المستعان. بالطبع أنا أتحدث عن النواحي السلبية لهذا العصر لكن الإيجابيات كثيرة لا تحصى.
| ما هي الأمراض النفسية التي يصعب علاجها؟
الأمراض التي فيها فقدان البصيرة بمعنى أن المريض يرفض العلاج الطبي لعدم اعترافه بمرضه ويلجأ لتعاطي المخدرات كعلاج منه. ويلجأ إلى الدجالين والمشعوذين وتتدهور حالته أكثر فأكثر ويصعب علاجه.
المخدرات
| وماذا عن علاقة المخدرات بالأمراض النفسية؟
|| علاقة وطيدة لأن أغلبها من المواد الكيماوية بما فيها الكحوليات التي تؤثر بشكل مباشر على خلايا ومستقبلات الدماغ، لأنها تشعر المتعاطي بنوع من المتعة، وبالتالي يدخل في حلقة متزايدة بحيث كلما تعاطى أكثر يشعر بالسعادة أكثر مما يؤثر على خلايا المخ وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية كالقلق والاضطراب الذهاني حيث يسمع المتعاطي أصواتاً سمعية وبصرية تجعله عنيف الطباع يدمر كل ما حوله ولا يشعر بالراحة ومن ثم يعود إلى التعاطي.
| متى يقبل الإنسان على الانتحار؟
|| الانتحار مشكلة نفسية كبيرة وليس مرض بحد ذاته وهو ناتج عن أمراض مختلفة، أحياناً هو رغبة مؤكدة لدى المريض النفسي المصاب بالاكتئاب ومن أمراض مزمنة عجز عن علاجها، أو تعرضه لمشاكل عجز أيضاً عن حلها من وجهة نظره فيلجأ إلى الانتحار للخلاص من كل هذه الهموم. وقد وجد أن مؤشر الانتحار أعلى لدى الذكور من الإناث، ولدى كبار السن أكبر من الصغار، ولدى من يعيش تفككاً أسرياً أو من كان عازباً لم يتزوج أو مطلقاً أو أرمل وهو أعلى لدى أصحاب الشهادات الدراسية الدنيا.. كل هذه العوامل تزيد من حدة التفكير لدى المنتحر، وهنا لا بد أن نشير إلى أن المحاولات الانتحارية تكون أكثر من الانتحار بحد ذاته، قد نجد أن 80% من الذين انتحروا قد حاولوا الانتحار عدة مرات مسبقاً.
الانتحار
| ما هي أنواع الانتحار؟
|| الانتحار نوعان انتحار اندفاعي بمعنى حدوث ضغوط معينة مفاجأة على الإنسان لا يستطيع تحملها فيقدم على الانتحار دون سابق إنذار، الانتحار المخطط له وهذا النوع هو الأخطر.
| ما علاقة السمنة والنحافة بالأمراض النفسية؟
|| العلاقة بينهما أخذ وعطاء بمعنى أن السمنة والنحافة تؤديان إلى حدوث أمراض نفسية، كثير ما تحدث السمنة نتيجة اكتئاب لا نمطي وهو نوع من أنواع الاكتئاب تحدث فيه زيادة من الشراهة للطعام وزيادة للنوم مما يسبب الشعور بالخمول وتبلد في الحركة وبمرور الوقت يزداد الشخص، فنرى بعض الأشخاص الذين زادت أوزانهم قد تعرضوا لضغوط معينة أصابتهم بالاكتئاب. أما النحافة فقد تكون بسبب الميل الشديد إلى الرشاقة، فقد تشعر المرأة بخوف شديد من زيادة وزنها فتصاب باضطرابات عصبية وتلجأ إلى الرياضة العنيفة للتخلص من زيادة وزنها.
| عرف الاكتئاب وأنواعه وأسبابه؟
|| أنواعه كثيرة الاكتئاب المشهور هو الاكتئاب النفسي الشديد ويشعر فيه الإنسان بالحزن وفقدان الرغبة والقدرة على الاستمتاع والابتهاج. نظرته للحياة سوداوية وتشاؤمية للمستقبل والمجتمع. يشعر الإنسان باحتقار وازدراء وفقدان الثقة في نفسه، ينتج عنه اضطرابات شديدة في السلوك والأكل والمتعة الجنسية والنوم، وهناك نوع يدعى اكتئاب ثنائي القطب وفيه يحدث اضطراب وجداني وتقلب في المزاج وهناك نوع يسمى اكتئاب تفاعلي بسبب الضغوطات والمصائب مثل فقدان شخص عزيز أو ضياع أموال مثلما حدث في سوق الأسهم. كما أن بعض الأدوية تسبب الاكتئاب مثل بعض مضادات البكتريا وأدوية الضغط وموانع الحمل. وأخيراً الاكتئاب العضوي بسبب تلف أنسجة المخ نتيجة تعاطي المخدرات الفتاكة. أو الإصابة الدماغية.
| ما هو الفطام العقلي.. أنواعه وأسبابه؟
|| هو أحد الاضطرابات الذهانية في الطب النفسي، ولكي يطلق على الإنسان بأنه مريض بالفصام العقلي لا بد من شعوره بالاعتراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر مثل سماعه أصواتاً تتكلم عنه أو إليه أو توبيخه أو تعلق عليه، وقد يكون المريض لديه شكوك وضلالات اضطهاديه مثل أن الغير يكرهه أو يراقبه أو يتآمر عليه فينتج عنه اضطرابات سلوكية غريبة وفي هذه الحالة يكون فاقد البصيرة تجاه مرضه، ولكنه مدرك للزمان والمكان والأشخاص ولديه القدرة على التركيز والانتباه وذاكرته طيبة. مشكلته أنه لا يستطيع أن يربط أو يفصل ما بين المنطق والمواقع لأنه فاقد للبصيرة، وينتج عن ذلك فقدانه لمهاراته الشخصية ومهاراته العلمية والاجتماعية والزوجية والدينية وكذلك اهتمامه بنظافته وأناقته.
| ماذا عن طرق علاجه؟
|| هذا المرض من الأمراض المزمنة يعالج بالأدوية المضادة للاضرابات الذهانية والعلاج بالصدمات الكهربائية والعلاج السلوكي والمعرفي.
| ما هو الوسواس القهري.. أسبابه.. علاجه؟
|| مرض نفسي وهو أحد أنواع أمراض القلق، والوسواس كلمة تحوى أموراً كثيرة نفسية وسلوكية فهناك طيف وسواس مثلاِ بعض الناس يتملكهم سلوكيات سيئة لا يستطيعون التخلص منها كلعب القمار، وحمى الشراء، نتف الشعر من الجسم بتكرار، أما الوسواس القهري فهو يسيطر على عقل المريض وتردد الفكر لديه غصباً عنه وهو يعرف أنها أفكار خاطئة ويجد نفسه لا يستطيع أن يمنع دخولها إلى عقله مثل الشك في النظافة والتأكيد على قفل الأبواب وأنبوبة الغاز. أما علاجه فهناك طريقتان لابد من اتباعهما معاً الأولى العلاج بالعقاقير ومضادات القلق والثاني العلاج السلوكي والمعرفي.
| حدثنا عن اضطرابات النوم وهل الكلام والمشي أثناءه من الأمراض النفسية؟
|| اضطرابات النوم عرضي مثل عارض مؤلم تعرض له الشخص أو أعراض مصاحبة لبعض اضطرابات نفسية كالاكتئاب أو القلق، أو تعاطي المخدرات التي تؤدي إلى كثرة النوم أو قلته لدخول الجسم منشطات قد تجعل المتعاطي يواصل الليل بالنهار. واضطرابات سلوكية مثل المشي أو الكلام أثناء النوم أو الأحلام المزعجة. كل هذا يحدث في مراحل النوم المختلفة التي اكتشفت عن طريق تخطيط كهرباء للدماغ أثناء النوم حيث وجدوا أن هناك مراحل سطحية، ومراحل عميقة، ومراحل يتم فيها تغيرات جسمانية في درجة الحرارة وسرعة التنفس، وضغط الدم وهناك مراحل يحصل فيها شد لعضلات الجسم أو استرخائها وتحدث فيها فورة في بعض الاضطرابات السلوكية مثل المشي والكلام.
| ما المقصود بالنوم القهري.. أسبابه.. علاجه؟
|| هو اضطراب عصبي وخلل في كهرباء الدماغ في الفترة الانتقالية ما بين اليقظة والمنام بين النوم السطحي والعميق، هذه الفترة تصبح قصيرة جداً تصل إلى ثوان نتيجة الخلل الذي حدث بها، فالإنسان ربما يدخل في نوم عميق في ثوان.. أما علاجه بالأدوية المنشطة والأدوية التي تساعد على عدم حدوث اختصار فترة النوم السطحي.
| ماذا يعني الكابوس القهري؟ أسبابه وعلاجه؟
|| هذا ليس مرضاً.. هذا عارض نتيجة لأمراض نفسية كالاكتئاب وأحياناً عن ضغوط حياتية فهو انعكاس لهذه الأسباب، كما يحدث أيضاً أثناء النوم العميق نتيجة حدوث اختلافات كثيرة في الضغط والتنفس وحرارة الجسم والنبض، ولأن هذه الفترة تكون فترة الإنسان أضعف ما يكون فأي تأثيرات سواء في حياته اليومية أو النفسية أو الجسمانية قد تظهر أحياناً على شكل كابوس.
| من المعروف أن علاج الأمراض النفسية مكلف جداً فماذا عن المرضى غير القادرين على النفقة؟
|| أكيد العلاج مكلف ولكن الدولة رعاها الله لم تدخر وسعاً في توفير جميع الإمكانات لعلاج المرض.. وفرت الأدوية الحديثة في جميع مستشفياتها وصيدليات مستشفيات وزارة الصحة، قد يصل تكلفة علاج المريض بدواء معين إلى 1000 ريال في الشهر، لكن هذه القيمة لا تساوي شيئاً حين يصبح المريض إنساناً سوياً ويرجع إلى أسرته والموظف لعمله والطالب لدراسته والزوج لزوجته وأولاده ليباشر حياته الطبيعية.
ما المقصود بالمريض العنيف.. وكيف التعامل معه؟ وعلاجه؟
|| المريض العنيف له دلالات وعلامات من خلال نظرات عينيه الحادة الجاحظة، وصك الأسنان وحركات عضلات الفكين والكتفين واستعدادهما للقتال، أيضاً قبضة اليدين المشدودتين وسرعة التنفس وحدة الصوت هذه علامات جسمانية يجب أخذ الحيطة والحذر منها وعدم الاقتراب من أي شخص يتصف بهذه الصفات إلا بمهارة علمية. ويجب على أقارب المريض إبعاد الشخص المثير له، وتقريب الشخص الذي يرتاح إليه، كما يجب أن يتم التعامل مع هذا المريض بواسطة الأشخاص المؤهلين، كما يجب ألا يتفاعلوا مع ألفاظه وسلوكه العنيف، وينبغي نقله إلى مستشفيات الصحة النفسية، أما علاجه فإن المستشفيات لديها أطباء على قدر كبير من الخبرة والمهارة وجهاز تمريض متمرس في التعامل مع هذه الحالات، فيبدأ التعامل مع المريض نفسياً بالعقاقير المهدئة اللازمة فإن لم تؤدِ الغرض منها فبالحجز والتربيط في غرفة الحجز لحين سريان مفعول الدواء ومن ثم التنويم إذا كان يحتاج للتنويم.
| الرضا عن الذات بات صعباً.. لماذا؟ ومتى يصل الإنسان إلى الرضا عن نفسه؟
|| بات الرضا عن الذات صعب المنال لكثرة مطامع النفس في الحياة وكثرة تزاحم الناس على ملذاتها، ولعدم وجود الخبرة لدى كثير من الناس في طرق الوصول إلى سعادة أنفسهم.. السعادة والرضا باب واسع كبير ولكنه يضيق مع الأسف عند الجشع والطمع والأنانية والحسد والحقد والكراهية ولن يصل الإنسان إلى الرضا عن الذات وإلى صحة نفسية سليمة في ظل وجود هذه الصفات لديه.
| كثير من الناس يخوضون عدة تجارب في حياتهم يكون نتيجتها الفشل فيعلق ذلك على حظه العسر وأنه خلق ليكون تعيساً.. فما تعليقك على هذا؟
|| هذا هو التشاؤم بعينه والمتشائم يهزم نفسه قبل خوض المعركة.. والشخص إذا كان التشاؤم ديدنه فهو عدو نفسه. أما إذا كان التشاؤم عارضاً أحياناً بسبب اكتئاب نفسي فهذا وضع مؤقت يزول بزوال المرض بالعلاج بإذن الله.. والحياة علمتنا بأن الله قد يبتلي شخصاً مرة تلو مرة وفي النهاية يعطيه ما يتمنى ويطلب.
| ماذا تعني كلمة التصالح مع النفس؟
|| هو عدم التخاصم وكما ذكرت سابقاً فإن هناك أناساً هم أعداء لأنفسهم.. فالإنسان إذا سمح لأحزانه الناتجة عن مصائبه بالتأثير على حياته النفسية والاجتماعية والدينية والصحية وغيرها فإنه غير متصالح مع نفسه. وسمح بقيام معركة مدمرة بين أركانه وداخل جدرانه. ولكن حين يفصل بين تأثير مشكلة ما في العمل مثلاً وبين بيته وأسرته وحياته الدينية والصحية بعدم اللجوء للتدخين أو تعاطي التعاطي فهو متصالح مع نفسه.
| ما هو التأثير النفسي على المغتصبين من الفتيات والأطفال؟
|| هو جرح عميق أليم.. لا يزول بسهولة.. فالإنسان الضحية يلقي باللائمة على نفسه ويفقد ثقته بها.. ويظن أنه استحق ذلك لسوء طويته.. فيكتئب.. ويضرب عن الطعام.. ويهمل دراسته ونفسه وأسرته.. وينطوي ويذبل.. وقد يتمنى الموت.. أو يقدم على الانتحار.. وقد ينتج عن ذلك انحراف في الشخصية والانطباع مستقبلاً.
| ارتفعت نسبة الضعف الجنسي بسبب تزايد الأمراض النفسية، فهل تجعل فحولة الرجل في خطر؟
|| ضعف انتصاب القضيب الذكري قبل أو أثناء الجماع ظاهرة موجودة ولكنها ليست في تزايد على ما أعلم.. إنما هي في وضع واقع تحت تسليط الأضواء فقط. ولا أرى فحولة الرجل في خطر بتاتاً.. ولكن توجد عوامل نفسية وسلوكية تهيىء الرجل لوقوع المشكلة لديه.. وهي السبب الغالب في مثل هذه الحالات.. أما الأسباب العضوية فهي السبب الثاني.
| يحرص كثير من الناس على قراءة (حظك هذا اليوم) وقد يتأثرون بما قرأوا.. فما هو تعليقك على ذلك؟
|| الإنسان كائن ضعيف كما قال الله تعالى (وخلق الإنسان ضعيفاً) وهو أيضاً (كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه) وفي رأيي الشخصي فإن من يقرأ (حظك هذا اليوم) هو إنسان غلبان بسيط معتمد على الآخرين قليل الحيلة وبالتالي فهو يتأثر بشكل كبير بالإيحاء وهذا ضعف قد يظهر بشكل أكبر لدى بعض الناس ممن يعانون من اضطرابات الشخصية المعتمدة على الآخرين.
| تعرف أن مرض الزهايمر يصيب كبار السن (فوق 65 سنة) فما هي أعراضه؟
|| مرض الزهايمر هو أحد أكثر أنواع أمراض الشيخوخة ذيوعاً وهو يصيب الإناث أكثر من الذكور وتظهر أعراض المرض بسبب ضمور في خلايا قشرة الدماغ من منطقة الصدع ومنطقة الهامة. وتكون أعراضه بالنسيان وتغيرات في القدرات العقلية واللغوية والاجتماعية والسلوكية. وقد يظهر المرض عند من هم دون الخامسة والستين ويدعى الزهايمر المبكر.
| هل يصاب الطفل في بطن أمه بالاكتئاب المبكر؟
|| نعم فالجنين إنسان في مرحلة مبكرة من العمر يتأثر سلباً وإيجاباً بما يدور حوله وكما تقول عن الإنسان البالغ بأنه يصاب بالاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية والطفل الحديث الولادة معرض للإصابة بهذه الأمراض ولكن بصورة قد تختلف عن البالغين لذلك نطالب الآباء والأمهات بضرورة الالتفات لهذه الفئة العمرية من أبنائهم والعناية بهم.
| كلمة أخيرة توجهها للقراء؟
|| الطب النفسي الحديث يجمع بين العلم العضوي الذي وصل إلى مستوى الخلية وبين عاداتنا وتقاليدنا والالتزام بقواعد ديننا الحنيف وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وأن الطب الحديث بالذات في بلادنا العربية المسلمة لا يمنع الأخذ بالعقاقير الطبية والأساليب العلاجية السلوكية والرقية الشرعية بشكل متوافق غير متعارض. كما أود أن أوكد على ضرورة نشر الوعي الكامل لدى المواطنين بالخدمات الصحية الحديثة التي تقدمها مستشفياتنا. أيضاً بالرسالة العظيمة التي تؤديها وزارة الصحة في المملكة بتقديم أفضل الخدمات الصحية على أسس ومعايير متقدمة ومتوفرة من أطباء مسلمين متفهمين لنفسيات مجتمعنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.