في خضمّ الحديث السياسي المتصاعد حول التقارب السعودي السوري، قلما نلتفت إلى سؤال جوهري: ما مستقبل التعليم في سورية؟،وهل يمكن لهذا التقارب أن يكون أكثر من مجرد تفاهم سياسي، ليصبح شراكة إنسانية تُعنى ببناء الإنسان قبل المؤسسات؟. سورية كانت - ولا تزال - منبعًا للحضارة، والعلم، والنهضة الفكرية في العالم العربي، ولم تكن الظروف الصعبة التي مرت بها سوى مرحلة قاسية في تاريخ طويل من التأثير العلمي والثقافي، لكن العودة ليست مجرد انتظار.. بل تحتاج إلى شركاء يؤمنون أن النهوض بالتعليم هو مفتاح كل بناء قادم. تمتلك المملكة العربية السعودية خبرة متقدمة في تطوير التعليم، والتحول الرقمي، وبناء المناهج الحديثة، كجزء من رؤيتها الشاملة 2030 التي يقودها سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، والتي تضع بناء الإنسان وتمكين المجتمعات في صميم أهدافها، وإذا ما تم توجيه هذا التقارب ليشمل شراكة تعليمية، فإن أثره لن يتوقف عند السياسة، بل سيمتد لجيل كامل من السوريين يستحقون تعليمًا يليق بهم. وقد أكّد الرئيس، أحمد الشرع، في أكثر من مناسبة أهمية إعادة بناء الإنسان السوري، وتوفير بيئة تعليمية حديثة تُعيد إنتاج العقل السوري المبدع، بما يليق بتاريخ سورية وحضارتها، وهذا ما يجعل من التقارب مع المملكة فرصة ذهبية للتكامل التعليمي والإنساني. التقارب لا يجب أن يكون فقط في الصورة الدبلوماسية، بل في المشروعات التي تُبنى على الأرض، في الأفكار التي تُزرع في المناهج، وفي المساحات التي تُفتح للحوار العلمي والتربوي. حين تمتد يد السعودية نحو الإنسان السوري، لا يعود التقارب سياسيًا فقط.. بل إنسانيًا، وتنمويًا، وتاريخيًا.