أُعيد مؤخرًا اكتشاف ثعبان بربادوس الخيطي، الذي يُعد أصغر ثعبان معروف في العالم، بعد غياب استمر لما يقارب عشرين عامًا، ما أثار حماسة الباحثين في مجال البيئة والتنوع الحيوي. الثعبان شديد الصغر، حيث لا يتجاوز طوله 10 سنتيمترات، ويعيش في باطن الأرض، مما يجعل من الصعب جدًا ملاحظته في الطبيعة. هذا النوع يتميز بخصائص فريدة، منها العمى الكامل والاعتماد في التغذية على الحشرات الصغيرة مثل النمل والنمل الأبيض. كما أنه لا يضع أكثر من بيضة واحدة خلال كل دورة حياة، مما يفسر بطء انتشاره وندرته الشديدة. تمت عملية الاكتشاف على يد كونور بلايدز، المسؤول البيئي في وزارة البيئة بجزيرة بربادوس، وذلك أثناء مسح ميداني في إحدى الغابات المحلية. يقول بلايدز: «شعرت أن الأمر قد يكون مستحيلًا بعد عام كامل من البحث اليومي، لكن الطبيعة دائمًا تُفاجئنا عندما لا نتوقع». ولصعوبة تحديد النوع مباشرة بالعين المجردة، نقل بلايدز العينة إلى مختبر جامعة ويست إنديز، حيث وُضعت في جرة زجاجية صغيرة مع بعض التربة والأوراق العضوية. هناك، وبعد مراقبة حذرة باستخدام المجهر، أمكن التعرف على الثعبان من خلال خطوطه الظهرية الصفراء الباهتة، وعيناه الجانبيتان، وهي سمات تفرقه عن ثعبان براهميني الأعمى المشابه له شكليًا. وكان هذا الثعبان مدرجًا منذ عقود ضمن قائمة «ري: وايلد» للكائنات المفقودة من سجلات العلم، وهي قائمة تضم آلاف الأنواع التي يُخشى انقراضها. وأكد جاستن سبرينغر من المنظمة أن هذا الاكتشاف «يمنحنا الأمل من جديد، ويذكّرنا بأن الطبيعة ما زالت تحتفظ بأسرار ثمينة تستحق الحماية والبحث».