كشفت وزارة الصحة السعودية عن إنجاز طبي وإنساني كبير يتمثل في إنقاذ حياة أكثر من 18 ألف حالة حرجة سنويًا، بفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها فرق الإنقاذ الطبي من أطباء وممرضين وفنيين في أقسام الطوارئ والعناية المركزة ومراكز الإنقاذ المتقدمة المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة. هذا الرقم اللافت يعكس، بحسب ما وصفه مسؤولو الوزارة، تطورًا ملحوظًا في سرعة التدخل الطبي ودقة التشخيص، وكذلك في فعالية الاستجابة للحالات الطارئة، وهو ما يُسلّط الضوء على أهمية الدور الذي يؤديه الكادر الطبي وسط بيئة عمل ضاغطة تستلزم الحسم والسرعة. أبطال خلف الكواليس يقول الدكتور محمد خالد، استشاري طب الطوارئ، إن «العمل في أقسام الطوارئ لا يخضع لساعات دوام محددة، ففي لحظات قليلة قد ننقذ حياة مريض، لكن هذه اللحظات تتطلب سنوات من التدريب، وسرعة استجابة وتعاون فوري بين جميع أفراد الفريق الطبي». ويضيف أن عملية إنقاذ الحياة لا تبدأ داخل غرفة العمليات فقط، بل منذ لحظة استقبال الحالة الطارئة، ثم تقييمها بسرعة، والتدخل المباشر، قبل نقلها للعناية المركزة أو إلى الجهة التخصصية المناسبة. وتُشير الدكتورة عبير كامل، استشارية الباطنية، إلى أن مئات الفرق الطبية في المستشفيات السعودية تعمل وفق بروتوكولات دقيقة لإنعاش الحالات الطارئة، ومنها بروتوكول «كود بلو» المستخدم في إنعاش القلب والتنفس. وتضيف: «في كثير من الحالات، يبدأ تدخلنا بتثبيت العلامات الحيوية، ثم تقديم العناية المتقدمة التي تمنح المريض فرصة للنجاة». وتؤكد أن إدخال تقنيات متقدمة مثل أجهزة مراقبة القلب والتنفس، إلى جانب مضاعفة عدد أسرّة العناية المركزة، أسهم في رفع كفاءة التعامل مع الحالات الحرجة. دعم حكومي وتحديث مستمر في إطار رؤية المملكة 2030، تواصل وزارة الصحة جهودها لتعزيز قدرات القطاع الصحي، خصوصًا في أقسام الطوارئ، عبر توفير أحدث الأجهزة الطبية، وتطوير البرامج التدريبية للعاملين، بالإضافة إلى إطلاق مراكز طوارئ متخصصة في المدن الكبرى، لضمان الجاهزية القصوى في مواجهة الحالات الطارئة. أرقام تتحدث عن التحول الصحي تُظهر بيانات الوزارة أن الحالات التي يتم إنقاذها تشمل توقف القلب، الجلطات الدماغية والقلبية، الحوادث المرورية، الإصابات البليغة، التسمم، الاختناق، والحروق. وتعود النجاحات المحققة إلى رفع كفاءة غرف الطوارئ، وزيادة جاهزية الفرق الطبية، والتوسع في التدريب المستمر، مما أسهم في تحسين مؤشرات إنقاذ الحياة بوضوح خلال السنوات الأخيرة. امتنان شعبي وتقدير مجتمعي من جانبه عبّر المواطن سعد الحربي عن امتنانه لما وصفه ب«الدور البطولي» الذي يقوم به الأطباء والممرضون في الخطوط الأمامية، مطالبًا بتكريم هؤلاء «الجنود المجهولين» الذين يعيدون الأمل لأسر كانت على وشك فقدان أعز أحبائها. تحديات ما تزال قائمة ورغم التقدم المحرز، يؤكد مختصون في الطوارئ، في حديثهم ل«الوطن»، أن بعض التحديات لا تزال تواجه المنظومة، أبرزها الضغط المتزايد على الكوادر الطبية، والحاجة إلى تحسين توزيع الموارد والخدمات الصحية في المناطق الطرفية والنائية، بما يضمن العدالة في الرعاية الصحية وسرعة التدخل في كل موقع. يظل هذا الإنجاز شاهدًا على التقدم الصحي المتسارع في المملكة، ورمزًا للالتزام الإنساني والمهني الذي يجسّده العاملون في القطاع الطبي يومًا بعد يوم. • تعمل مئات الفرق الطبية على مدار الساعة في مختلف المستشفيات السعودية. الفرق تشمل: • أطباء الطوارئ والباطنة. • ممرضين وفنيي تخدير وتنفس. • جميعهم مدربون على بروتوكولات الإنقاذ السريع، مثل: • «كود بلو» لإنعاش القلب والتنفس. من أبرز الخطوات التي يقومون بها: • تثبيت العلامات الحيوية. • استخدام أجهزة مراقبة القلب والتنفس. • نقل المرضى إلى أقسام العناية المركزة.