مسفر الغامدي - السعودية تصوير: وفاء يريمي لسنا من أخطاء الظلام … نحن من حسناته ! ولدنا على هذه الأرض، وأمامنا طبقات من الحجب، وعلى أعيننا أكثر من غشاء. لا نرى إلا ما يُرى لنا، ولا نمشي إلا كما يمشي النمل: مهتدياً بطريق الأسلاف. كثيرةٌ هي المكائد التي تحاك لنا، العقبات والجبال التي علينا أن نصعدها، الحفر التي نتحاشى الوقوع فيها، الدسائس التي يجب أن نحذر منها… كثيرة هي الآثام «الجميلة» التي تحيك في صدورنا. مع كل ذلك، وجدنا في الظلام شيئاً آخر: القدرة على صناعة الأحلام، واختراع الحيل التي تجعل من اليد عيناً، ومن القلب دليلاً، ومن الرائحة طريقاً. وحده الظلام القادر على تنظيف المشهد من القاذورات البصرية، والوجوه التي لا معنى لها. في الظلام يمكن لنا أن نخترع ضوءنا الخاص… معنى الوجود الذي نريده، وقافلة الأحلام التي تقلنا إلى السماء البعيدة. كنا مخيرين بين الجنون والطفولة، لكي يرفعوا عنا القلم. تركنا للطغاة جنونهم… جثثهم التي يتقاذفونها من بلد إلى بلد، وانحزنا إلى جانب الطفولة.. اخترنا أن تكون الحياة ملعباً للهو، لا ساحة للقتال. نحن «خواطر الظلام» … لسنا كوابيسه ولا حكاياته المرعبة، بل أحلامه السهلة الممتنعة… قمره الذي يضبط العشاق ساعاتهم على استدارته. نجومه التي تلهو وتلعب وتكذب أحياناً: ألم يقولوا أن كثيراً منها انقرض منذ ملايين السنين، ومع ذلك لا تزال تشع إلى الآن! كيف لشعر مهما بدا خارقاً، أن يكون مخاتلاً وساحراً على هذا النحو؟! إذا لم تستطع أن تنزع الظلام، فخذه إلى الرسم… اجعله إطارا، وكن لوحة! لا تحترق لتضئ للآخرين «تلك من وصايا طريق النمل» ولكن لتضئ المعنى في داخلك، وليكنْ شغفُك دليلَك… في الظلام يمكن لك أن تخترع ما تراه: السماءَ التي تؤلف الغمام على طريقة الشعراء، الغمامَ الذي يحط على كتف شجرة، الشجرةَ التي تظلل عاشقين، العاشقين اللذين يتبادلان القبلات ، القبلاتِ التي تتطاير فراشاتٍ وزهوراً … إلى فريق ( خواطر الظلام ) الفائز في مسابقة «arabs got talent»