استبعد قيادي في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية حضور أعضاء في الائتلاف مؤتمر موسكو، الذي تحضّر له إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال القيادي الذي رفض الإفصاح عن اسمه في حديث ل «الشرق»: إنه لا توجد دعوات رسمية من قبل موسكو إلى الائتلاف كمؤسسة سياسية لحضور اللقاء، الذي يحضّر له للجمع بين قوى المعارضة السورية ونظام الاسد، وأكد القيادي أن عدداً من الذين جرى تداول أسمائهم في الوفد المفترض لإجراء مباحثات في موسكو لن يذهبوا إلى موسكو، لأن الحضور يفتقد المعنى الحقيقي للمراد في موسكو، فالنظام يتقدم كجهة منظمة ومؤسسة رسمية، بينما يجمع في الطرف الآخر من الطاولة المفترضة أفراداً لا رابط بينهم، ويمكن استبدالهم عند الضرورة، كما أنهم يحملون مواقف متناقضة تجاه النظام وتجاه الثورة. وأشار القيادي إلى أن الكلام يجري حتى الآن عن أن لقاء موسكو يستند على قاعدة جنيف 1، وهذا لا يكفي، فقاعدة جنيف1 لم تقدم شيئاً، مشيراً إلى مؤتمر جنيف 2، الذي انعقد بحضور دولي وبتمثيل على مستوى عالٍ، إضافة للأمم المتحدة لم يقدم النظام فيه أي انطباع إيجابي، وفشل المؤتمر فشلاً ذريعاً، وتساءل القيادي: كيف سيكون الحال عليه في موسكو، خاصة أن النظام مستمر في القتل والتدمير؟. وقال القيادي إن الشارع السوري السياسي والعسكري لن يقبل بأي حل لا ينص على رحيل بشار الأسد عن السلطة، ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها في حق البلاد والعباد، وأوضح أن ما تقدمه موسكو ليس فيه أي كلمة عن مصير بشار الأسد. وقال إن ما يحضر له في موسكو يتماشى مع أفكار المبعوث الأممي ديسمتورا وإنما يتم بدلالة تهلهل وضع نظام الأسد، وأضاف أن الجهد الروسي والإيراني يحاول الخروج بحل يضمن استمرار هذا النظام على الخريطة السياسية في مستقبل سوريا، وأشار إلى أن الجهد الروسي يسعى إلى تعويم السياسة الروسية في مأزقها الأوكراني والاقتصادي والنفطي والعلاقة مع أوروبا. وأكد أن موسكو دعت أطرافاً لا صلة لها بالمعارضة السورية، وتحاول وضع شخصيات هي جزء من النظام كانت وما زالت كالوزير السابق قدري جميل والوزير علي حيدر، وكذلك تحاول موسكو دعوة أشخاص آخرين ما زالت أدوارهم غير واضحة من النظام والثورة لتكون ضمن وفد المعارضة إلى موسكو. وحول الحوار، الذي يجري في القاهرة بين أطراف المعارضة السورية وعلاقته في الدعوة إلى موسكو، أكد القيادي أن ما يجري من حوار بين أطراف المعارضة السورية ليس له علاقة بالذهاب إلى موسكو، وقرار الحوار اتخذه الائتلاف باجتماع لهيئته السياسية بمعزل عن دعوة موسكو، وأكد أن الحوار في القاهرة لا يفترض حضور الائتلاف إلى موسكو. وختم القيادي السوري أن الشمس لن تشرق من موسكو ولا من أي مكان آخر، إلا من إرادة السوريين، الذين يواصوان تصميمهم على استعادة وطنهم.