لا يستطيع أي شخص الاقتناع بأن الاوضاع داخل الاتفاق أصبحت قريبة من الحل وإبعاد النادي عن التأزيم، وكل المشاهد التي تطل من رؤوس الاتفاقيين تدل على التصعيد بين فريقين مع وضد الإدارة ونسي هؤلاء مصلحة الكيان فباتوا يتحدثون عن شخصنة الامور وحصرها في رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري وتناسوا ماقدمه هذا الرجل طيلة الثلاثين عاماً التي ضحى فيها بكل غال ونفيس من اجل مصلحة الاتفاق وتحقيق الانجازات غير المسبوقة، لست مع الدوسري واختلف معه في العديد من الملفات التي يدار بها النادي لكن هذا لا يلغي مايقدمه للاتفاق ولا يعفي الآخرين عن نسيانهم بواجبهم تجاه ناديهم طيلة السنوات الماضية عندما كان الرئيس يصارع بمفرده، ويقدم المال لوحده، ويتحمل التكاليف بنفسه والآخرون يتفرجون وكان الاتفاق لايعنيهم وليس ناديهم!! توقعت مايحصل في الاتفاق من صدامات ومهاترات وأفلام الأكشن التي تروى وتقدم في كل يوم ضد الرئيس وكأنه الجاني، وللأسف اصبحت المصلحة العامة بعيدة عن الحسابات وأصبحت هي السمة السائدة عند الانتقادات والحديث حول مختلف امور النادي، والاهم ان الدوسري لم ينزلق وراء كل مايحاك ضده ولازال يتعامل مع موقف المتأزمين منه بحكمة وعقلانية من اجل مصلحة الكيان. بعيدا عن كل التشنجات وحساسية كل طرف من الآخر فإن حال الاتفاق لايمكن أن ينصلح إلا بوقفة صادقة من الجميع، ولعل اهم خطوات التصحيح تبدأ بنسيان كافة الخلافات التي احاطت بالنادي طيلة السنوات الماضية، وأثرت في العلاقات الوطيدة بين رموزه الدوسري والطويرقي والراشد، وأصبح كل واحد منهم في طريق مختلف عن الآخر فالموقف لايحتمل الصراعات انما بحاجة لوقف نزيف الاختلافات التي تزداد كل يوم اشتعالا، وللأسف هناك من ينفخ فيها ويؤججها بين الجماهير، حتى انها بدأت تحضر لتطالب بإقالة الادارة بدلاً من تحضر للمدرجات وتساند الفريق الذي يلعب على ارضه وكأنه بملعب المنافس لقلة الدعم الجماهيري!! الدوسري والطويرقي على رموز الاتفاق ان يعيدوا للاتفاق اسمه وشرطه الاساس، وهو الاتفاق على كافة امور النادي لا ان يختلفوا حولها، فالاتفاقيون حققوا البطولات وكانوا احد اضلاع المنافسة في الكرة السعودية عندما كانوا متفقين، وابتعدوا عنها عندما بدأت الخلافات تدب بينهم وتتسيد موقفهم، وعندما استمر نزاعهم وخلافاتهم انتكس الفريق وودع انجازاته بسقوط مذل لدوري "ركاء" والحل يكمن ان تعود رموز النادي للوفاق من اجل الاتفاق إذا كان يهمهم ناديهم، فالاتفاق بحاجة إلى التفاهم والانسجام بين كباره والالتفاف من بقية أفراده إذا حقق الاتفاقيون ذلك فلا خوف على ناديهم وسيعود بإذن الله لأنه لاينقصه المال بقدر حاجته الى رجاله ووقفتهم الصادقة، لا التجريح والتقليل ممن يعملون داخل النادي. الاتفاق يحتاج إلى الفكر والرجال، والاثنان للأسف غائبان تماما بتركهم للرئيس بمفرده يعمل وهم فقط يتصيدون الاخطاء بدل ان يمدوا ايديهم اليه ليعملوا ويساندوا الإدارة اجزم أن الجميع غاضبون للسقوط ولكن الانفعال لن يعيد النادي لسكة النجاح، إنما العمل والتخطيط بمشاركة الجميع كما كان في السابق عندما كانت جماعية الاتفاق في ادارته وأداء لاعبيه في الملعب، هذه هي الروح والمثالية التي ينتظرها الاتفاق من رجاله لا ان يسكبوا الزيت فوق النار.