جميع المنافسات الدنيوية تثير في نفوس أصحابها الشيء الكثير من كوامن النفس الضعيفة التي تريد دوماً الارتقاء والنصر لها دون غيرها ، وهذه طبيعة البشر جميعاً وفي كل ميدان من ميادين التنافس سواء على المال أو الجاه أو حتى في مستوى التحصيل والتعليم ، بيد أن هناك تنافساً شريفاً دائماً يختلف عن كل المنافسات في نوع المنافسة والمسابقة وفي طبيعة المتنافسين والمتسابقين ، تجد أن كلاً من المتنافسين يُظهر ويُضمر لأخيه الخير كما يوده لنفسه لا يمنعه التنافس من أن يحظى أخوه بما يرغب فيه هو انطلاقاً من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) . أتعلمون من هؤلاء ؟ إنهم أهل القرآن الذين يحملون القرآن الكريم في صدورهم ويحملون تعاليمه في قلوبهم ، ويظهر أثره في أعمالهم وجوارحهم ، خلقهم القرآن الكريم وأدبهم أدب أهل القرآن ، حفظوا آياته وعملوا بأحكامه والتزموا هديه ، يسعدون جميعاً حين يرون حافظاً مجيداً في حفظه وتلاوته وضبطه وطلاوة صوته وحلاوته يستفيد صغيرهم من كبيرهم يتعلم منه الضبط والأحكام ، ويصغي إليه باحترام ، ويتواضع كبيرهم لصغيرهم لا يبخل عليه بعلم ولا بوقت ، تجدهم يستفيدون من أوقاتهم بتدارس القرآن الكريم ، وعرضه فيما بينهم . هذه أيها الأحبة صورة حية وواقعية لما لمسته في مسابقة القرآن الكريم عاماً بعد آخر تتغير وجوه المتسابقين ، وتبقى الأخلاق الفاضلة بين أهل القرآن الكريم صغيرهم وكبيرهم الأسود والأبيض العربي والأعجمي ، وكأنهم أبناء أسرة واحدة ، ولا عجب ، فهم أبناء أسرة واحدة ، إنهم أهل القرآن الذين تأدبوا بآدابه ومن الله عليهم بحفظ كتابه الكريم، فهنيئاً لهم بهذا الفضل وهنيئاً لنا بهم. alomari 1420 @ yahoo . com