تدخل بعض المطارات والمستشفيات والدوائر الحكومية وكثير من شركات القطاع الخاص وتستقبلك الروائح الكريهة، واجهات المباني توحي بأنها تراثية ومن عصر آخر، مستوى النظافة متدن جدا، والإضاءة في المكاتب والممرات ضعيفة، ودورات المياه معطلة او غير نظيفة، وبعضها مقفل لاستخدام الموظفين الكبار فقط. الحدائق والتشجير إما متهالكة أو معدومة. أحد الشباب المهتمين في موضوع إدارة المرافق وهو إماراتي يقول أتحسر عندما أدخل المطار وأستخدم دورات المياه أو أجد بعض العيوب في المبنى الذي يعتبر تحفة معمارية والسبب عدم الاهتمام بإدارة المرفق! هذه المقدمة تحكي المعاناة التي تعيشها المشاريع المليونية وحتى المليارية الحكومية والخاصة مع مشاريع التشغيل والصيانة بعد تنفيذ المشروع والتي دائما تقابل بالإهمال وعدم المبالاة. معيار السعر الأقل لعقود التشغيل والصيانة وإدارة المرافق لمشاريعنا الحكومية والخاصة وحتى الفردية عند طرح أي مناقصة لمشروع تتسبب في تدهور الكثير من هذه المشاريع بسبب رداءة الخدمة المقدمة. تخيلوا مشروعاً ينفذ بمئات الملايين وفي بعض الحالات يتجاوز المليار ثم تطرح مناقصة إدارته وتشغيله لأعمال الصيانة والنظافة والزراعة والحراسة ويتم التضييق وإلغاء الكثير من الخدمات بهدف توفير مليون او اثنين في السنة مقابل تقديم خدمة سيئة لا تتناسب مع حجم المشروع ومكانته. ما لا يعرفه أو يريده بعض مسئولي هذه القطاعات ممن يهمهم السعر على حساب الجودة أن الاهتمام بإدارة المرفق له الكثير من الايجابيات على المدى القصير والطويل فهو يطيل عمر العقار الافتراضي، ويوفر بيئة صحية نظيفة ويساهم في تقليل تكاليف الصيانة على المدى البعيد، والحفاظ على قيمة المبنى المادية والمعنوية، وعكس صورة ايجابية لدى المستفيدين من خدمات هذا المبنى، وغيرها من الميزات الايجابية. مثل هذه الامتيازات لن تتوفر إلا باختيار المشغل المتمكن والمواصفات الجيدة والإدارة المحترفة التي ستقدم الخدمة بشكل مهني بعيدا عن التفكير بالأرخص الذي كثيرا ما تسبب في تدهور العقارات والإساءة للقطاع الذي يعمل فيه. إذا وجب إعطاء هذا الموضوع أهمية توازي أهمية إنشاء المبنى نفسه، يكفينا ما نعانيه عند مراجعة بعض القطاعات الحكومية والعيش لساعات داخل مبنى لا تتوافر فيه أدنى درجات النظافة والصيانة ناهيك عن عدم نظافة مرافق الخدمات إن لم تكن مقفلة لعطلها او لعدم نظافتها حتى ولو كانت مستأجرة. أفضل مثال لإدارة المرافق يمكن أن تجده حتى على مستوى العالم ما نراه في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في المدينتين المقدستين فهما المعيار الأفضل عطفا على المساحة الكبيرة وتعدد الخدمات وعدد المرتادين. فهل نستفيد من هذه التجربة ونعممها على مرافقنا الحكومية والخاصة. أتمنى ذلك..