بقي حارس الهلال حسن العتيبي منذ أعوام يصارع اكثر من جبهة، الاصرار على تثبيت اقدامه وتحقيق اعلى معدلات النجاح في العرين الازرق، والتعامل مع صيحات الجماهير اثناء وبعد ارتكابه لأي خطأ، ومواجهة الانتقادات الحادة من الاعلام الرياضي الذي تسوقه العاطفة تارة والغضب تارة اخرى والحرص على تنبيه العتيبي بالأخطاء المؤثرة تارة ثالثة، ومع هذا صبر وكافح وواجه جميع ما يؤثر على المعنويات بالحكمة والهدوء الى ان اصبح حارسا اساسيا لايمكن الاستغناء عنه، وقد اثمر كفاحه الكبير والمثير للانتباه الى تنصيبه افضل حارس سعودي للعام الرياضي الحالي، وزودا على ذلك نيله للقب نجم الموسم بلا منازع، على ماذا يدل ذلك؟ .. يدل على ان الصبر أساس النجاح في كل شيء، وان العتيبي بأخلاقه ومثابرته انموذجا رائعا لابد من الاقتداء به بالنسبة لمن يستعجل النجومية ويغضب اذا طارت الخانة ويغيب اذا لم يهتم به المدرب ويتحطم اذا سمع صيحات واستهجان الجماهير وأطروحات الاعلام ضده وليس مثل العتيبي الذي لم يهزم اليأس طوال أعوام قضاها على دكة الاحتياط في عهد زميله العملاق محمد الدعيع ولكنه هزمنا نحن معشر الصحفيين بالضربة القاضية، لم يبادلنا العنف اللفظي بأسلوب أشد منه، ولم نسمع منه اي كلام يعكس تضجره مما كنا نطرح عنه، ولم يذكر لنا في يوم من الايام انه حاول التطاول على أحد على الرغم من اننا كنا ننتقده ونقسو عليه وننسى ايجابياته، ويصل بنا الامر الى المطالبة بإبعاده عن القائمة، انما واجه عبارات النقد القاسية بابتسامة الواثق من القدرة على التربع في القمة والنظر الى من حوله بتواضع الكبار واريحية النجوم. العتيبي لم يعد ظاهرة الحراسة السعودية عطفا على تألقه الحالي وصبره الذي يحسد عليه ومن تتويجه بجائزة القناة الرياضية، ولكنه كان ظاهرة في الكفاح وأنموذجاً في الصبر وقدوة في الاخلاق ونجما يتحمل كل الارهاصات بوعي وعقل كبير، كان الاعلام ضده والجماهير لاتقف بجواره والمدربون يفضلون غيره عليه، ومع هذا لم يدع ركاب الاحباط تنوخ في دياره وتلغي بصيص الأمل لديه، انما استعان بالله قبل كل شيء واهتم بنفسه وطور مستواه واقنع مدربه وترك الحكم للمنصفين الذين لم يبخسوه حقه من الاطراء والاشادة عندما اصبح يستحقهما فوضعوه في القمة التي لاتليق إلا ب"الكبار" ونحسب ان حسن العتيبي هو احد هؤلاء الكبار، ليس فقط بلعبه وتألقه وقيادته لفريقه الى بطولات مهمة وألقاب متنوعة، انما بأخلاقه العالية وروح السمو لديه وقدرته على تجاوز العثرات الى مكانة تمكنه من الاستحواذ على إعجاب الآخرين وهاهو قد فعل في حفل جوائز القناة الرياضية، هذه الجوائز التي ستكون خير عون لنجوم الوطن الذين يستحقون كل التقدير على مابذلوه طوال عام رياضي كامل، تخللته معسكرات طويلة وتحضيرات قوية ومنافسات شرسة مباريات تشتت الذهن قبل ان تستنزف القوى، فنهنئ حسن ليس على الجائزة فقط انما على كسبه للرهان وتحرير شهادة تفوق جديدة ووسام تقدير توشح به عن جدارة.