انتقل إلى رحمة الله معالي الفريق ركن سلطان بن عادي المطيري، نائب رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق، أحد القادة الذين تركوا بصمة بارزة في تطوير قدرات القوات المسلحة السعودية وقيادة عملياتها المشتركة. ونعت أوساط عسكرية وإعلامية الفقيد الذي ترجل بعد أكثر من أربعة عقود في خدمة الدين والملك والوطن.   ولد الفقيد عام 1939، وتخرج في كلية الملك عبدالعزيز الحربية برتبة ملازم عام 1958، وواصل مساره التأهيلي عبر دورات قيادية وعليا داخل المملكة وخارجها، شملت كلية القيادة والأركان السعودية، وكلية القيادة والأركان في فورت ليفنوورث بالولايات المتحدة، وزمالة كلية الحرب الأمريكية، وزمالة أكاديمية ناصر العسكرية. هذا التراكم العلمي والعسكري انعكس في أدائه الميداني والإداري لاحقًا.  تدرج الفريق ركن المطيري في مواقع القيادة والتخطيط والأمن العسكري، فتولى إدارة الأمن العسكري بهيئة استخبارات وأمن القوات المسلحة (1979–1986)، ثم قيادة اللواء الحادي عشر وقوة شرورة (1986–1990)، وقاد مركز القيادة والتقدم لقيادة القوات المشتركة إبان أزمة الخليج (1990–1991). وعين لاحقًا قائدًا للمنطقة الشرقية (1992–1997)، ثم قائدًا للقوات البرية الملكية السعودية (1997–2002)، قبل أن يصدر الأمر بتعيينه نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة عام 2002.   كان للفريق ركن المطيري دور قيادي في حرب الخليج الثانية عام 1991 ضمن قيادة القوات المشتركة العربية، وأسهم في تنظيم وإدارة العمليات في مسرح العمليات الشرقي. احتفت قيادة القوات البرية بتعيينه نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة في حفل رسمي عام 2002، وهو المنصب الذي تولاه حتى عام 2007، ليختتم مسيرته العسكرية بأمرٍ ملكي بإحالته إلى التقاعد بعد سجل زاخر من التكليفات والمهام القيادية.   برحيل الفريق ركن سلطان بن عادي المطيري، تطوي المملكة صفحة قائدٍ شهد مراحل مفصلية من تاريخها العسكري، وأسهم في حماية أمنها ودعم أشقائها، وبقي اسمه حاضرًا في سجل قادة التحرير وبناة القوة. رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.