وفق منهجية متصاعدة وشاملة، تبذل المملكة جهوداً كبيرة ومستمرة، لحماية الطفل من مختلف أنواع الإيذاء والإهمال والتمييز والاستغلال، وشكلت هذه الجهود - مجتمعة - سجلاً سعودياً، حافلاً بالمواقف المشرفة والمبادرات النوعية، التي تعكس اهتمام ولاة الأمر، على مر العصور، بالطفل، وذلك من أجل توفير بيئة آمنة وسليمة له، تمكنه من تنمية مهاراته وقدراته وحمايته نفسياً وبدنياً، ومن هنا جاء نظام حماية الطفل في المملكة، وفق أهداف محددة، أبرزها حماية الطفل من جميع أشكال العنف. ومع مستجدات العصر، وتطور التقنيات، واكبت المملكة آليات حماية الطفل، من خلال التزامها ودعمها لجميع البرامج والمبادرات الدولية التي تسعى لحماية الطفل، وانطلقت الجهود السعودية بقيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، ضمن رؤية المملكة 2030، وتركز جهود سموه على تحقيق التوازن بين التحول الرقمي وحماية الفئات الضعيفة، خصوصًا الأطفال، ومن أبرز الجهود السعودية في هذا السياق، إطلاق المبادرة العالمية «حماية الطفل في الفضاء السيبراني» في العام 2024، بقيادة سموه، وتهدف إلى بناء إطار عالمي شامل، لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، وتمكين الدول من تطوير سياسات وتشريعات خاصة بالأمن السيبراني للأطفال، وتعزيز الوعي الأسري والتربوي حول الاستخدام الآمن للإنترنت. الدعم السعودي الاستثنائي لمبادرة حماية الطفل في الفضاء السيبراني، يؤكد حقيقة راسخة، وهي أن جهود المملكة لحماية حقوق الطفل، لا تقتصر على الطفل السعودي فحسب، وإنما تستهدف أيضاً أطفال العالم، من خلال طبيعة الأهداف الدولية للمبادرة، بضرورة التنسيق بين الدول، وتعزيز التكامل بينها، في البحث عن أفكار وبرامج جديدة مشتركة، تعزز حماية الأطفال من أخطار الإنترنت، ويعكس هذا المشهد، إيمان المملكة العميق بأن مثل هذه الموضوعات لا تؤتي ثمارها إذا كان الاهتمام بها محلياً، إذ تتطلب تكاتف الدول وتعاونها، للوصول إلى حلول علمية موحدة، تحمي الأطفال من سلبيات التقنيات الحديثة. دعم مبادرة حماية الطفل في الفضاء السيبراني، يأتي امتداداً لدعم إنساني، لطالما قدمته المملكة لأطفال الدول الشقيقة المنكوبة، إذ حرصت المملكة على تسخير جهودها وإمكاناتها لاحتواء الأطفال اليمنيين والسوريين من خلال تقديم الخدمات التعليمية المجانية، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة، وتقديم المساهمات والدعم في العمليات التي ترتبط بالعمل الإغاثي للأطفال، وكانت المملكة أيضاً من أوائل المساهمين الداعمين لكل من منظمة اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية لمكافحة تفشي الوباء، حيث استفاد أكثر من مليون طفل يمني في جميع أنحاء اليمن من التدابير التي تتخذ للتصدي لوباء الكوليرا.