قالت السلطات الصحية في الكوت بجنوب العراق ومصدران بالشرطة لرويترز اليوم الخميس إن حريقا هائلا اندلع في مركز تجاري بالمدينة أودى بحياة ما لا يقل عن 69 شخصا على الأقل وفقدان 11 آخرين. وأظهرت لقطات رويترز لآثار الحريق الذي اندلع ليلا الواجهة الخارجية لمبنى "هايبر ماركت الكورنيش" وقد تفحمت بينما كانت فرق الإنقاذ وقوات الأمن لا تزال في الموقع. وأظهرت مقاطع مصورة تحققت رويترز من صحتها رجال الإطفاء وهم يرشون المياه على المبنى المشتعل في أثناء الليل وأشخاصا يخرجون من السطح بمساعدة فرق الإنقاذ. ولم يعرف بعد سبب الحريق، لكن تقريرا أوليا للشرطة أشار إلى أن الحريق اندلع أولا في الطابق الذي تباع فيه العطور ومستحضرات التجميل. قال علي الزركاني الذي يقطن أحد المنازل المجاورة للمركز التجاري، والذي دخل المبنى بعد انحسار الحريق، "حاصرت النيران المستعرة العديد من الأشخاص داخل المركز التجاري، وكان الجميع يحاول يائسا إيجاد مخرج". وأضاف "رأيت جثث الأطفال والنساء المتفحمة ملقاة على الأرض، كان مشهدا مروعا". وبينما كانت بعض الجثث تجهز للدفن، قال شاهد من رويترز إن رفات أكثر من 15 ضحية مصابة بحروق بالغة تطلبت فحص الحمض النووي لتحديد هوياتها. وبينما كان رجال الإنقاذ يمشطون المبنى المتفحم بحثا عن المزيد من الجثث، أمر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإجراء تحقيق فوري "للكشف عن أي تقصير". وأعلن بيان صادر عن مكتبه الحداد الوطني. وقال المسؤول المحلي في بلدية الكوت علي المياحي لرويترز "لا تزال هناك جثث لم تنتشل بعد، تحت أنقاض الحريق". ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) الرسمية عن محافظ واسط محمد جميل المياحي قوله "الجهات المعنية تواصل التحقيق في أسباب الحريق، وسيتم الإعلان عن النتائج الأولية خلال 48 ساعة، للرأي العام بكل شفافية". وأضاف "السلطات المحلية باشرت بإقامة دعاوى قضائية ضد صاحب البناية والمول، على خلفية الحادث". ويتسبب الافتقار إلى إجراءات السلامة في العراق في وفيات كثيرة نتيجة الحرائق. ففي عام 2023، لقي أكثر من مئة شخص حتفهم بعد اندلاع حريق في قاعة زفاف مزدحمة في بلدة شمال العراق. وتفقد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اليوم الخميس، المول التجاري "هايبر ماركت" في محافظة واسط الذي التهمته النيران الليلة الماضية . وأظهرت مقاطع مصورة وزعها المكتب الإعلامي للحكومة العراقية تفقد السوداني لأقسام المول وحجم الدمار الذي تعرض له جراء التهام النيران لأقسامه حيث يضم خمسة طوابق. وقال رئيس الحكومة، إن " حادث الحريق المؤسف حصل بسبب الأخطاء ذاتها التي تسببت بحادثة قضاء الحمدانية في محافظة نينوى، والإهمال ذاته والتساهل في شروط الصحة والسلامة المهنية"، وذلك بحسب بيان للحكومة العراقية. وأضاف السوداني خلال جلسة طارئة للحكومة العراقية " حادثة الحريق في الكوت تؤكد وجود خلل رغم الإجراءات والتوجيهات، ما يستدعي اتخاذ خطوات رادعة وعقابية تتناسب وحجم الخسارة بالأرواح". ووصف السوداني الحادث بأنه شكل من أشكال القتل، والفساد الذي لا يقتصر على اختلاس الأموال فقط، وإنما في التساهل والتغاضي عن الإجراءات الفنية والإدارية المطلوبة بشأن إجراءات السلامة لهكذا مراكز تسوق". وحسب البيان أقرّت الحكومة "مشروع قانون تنظيم حقوق ضحايا مستشفى ابن الخطيب في بغداد ومركز النقاء في ذي قار وحادثة الحمدانية في نينوى وهايبر ماركت الكورنيش في واسط، وإحالته إلى مجلس النواب استناداً إلى أحكام الدستور، ليكون بديلاً عن مشروع قانون تنظيم حقوق ضحايا مستشفى ابن الخطيب وضحايا مركز النقاء وضحايا حادثة الحمدانية". كما أقر تأليف لجنة تحقيقية مختصة تتولى إجراء التحقيق في حادث حريق هايبر ماركت في واسط وتحديد المقصرين ومحاسبتهم، على أن تنجز مهمات أعمالها خلال خمس أيام كحد أقصى، وتقدم توصياتها إلى مجلس الوزراء، وتعويض ذوي الضحايا المتوفين نتيجة الحادث بمبلغ 10 ملايين دينار وتتولى وزارة الصحة معالجة الجرحى داخل العراق أو خارجه ممن تستوجب حالاتهم السفر إلى الخارج وعلى نفقة الحكومة.