من النادي الأكثر شعبية؟

الشيء الذي يوجد فيه اتفاق كامل في الوسط الرياضي هو في أندية تملك قاعدة جماهيرية لا حدود ولا عدد لها، وهذا ظاهر للعيان عندما نراهم في مباريات الدربي والكلاسيكو واللقاءات الكبرى في كثافة حضورهم بالمدرجات، ولكن يبقى السؤال غير الدقيق في الوسط الرياضي الذي يصعب إجابته بنفس الدقة وقوة الملاحظة، وهو في ظل الأندية الجماهيرية ولكن من الأكثر شعبية بينهم؟
أعتقد لو أحصى شخص إحصائية من كل حدب وصوب حول النادي الأكثر شعبية لَوجد نفسه في حيرة من أمره.
توجد أشياء من السهل إحصائها مثل الفريق الأكثر حصولاً على البطولات، واللاعب الأكثر نجومية بحكم لغة الأرقام المنصفة، والمدرب الأكثر نجاحاً في الملاعب، جميع هذه الأمور مقدور عليها، ولكن مسألة اختيار الفريق الأكثر شعبية وجماهيرية صعبة جداً حصرها في فريق معين وفي وجود أندية تتشابه وتتقارب ربما بنفس المستوى.
لو ضربنا مَثلا بنجوم وأساطير كروية، لا زالوا على قيد الملاعب إلى الآن، نتكلم عن ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، ممكن من السهل وضع إحصائية بطولاتهم مع إنجازاتهم الشخصية كحجة على إثبات أفضليتهم في عالم كرة القدم، ولكن لو أتيت في مسألة من الأكثر شعبية بينهما بحيث تختار واحدا دون الآخر، أعتقد سوف تكون في حيرة؛ لأنهما الإثنان محبوبان جماهيرياً ومعروفان إعلامياً، وليس مقياس الأرقام في حساباته الشخصية على شعبيته الفريدة، لأن هناك قد يضيفك خصمك ومحبك بنفس العدد. ومفهوم الشعبية أساساً ليست لها علاقة بكثرة البطولات، ولا بوجود جمهورك الكثيف المتشابه في المدرجات مع جماهير المنافسين، ولا في الأرقام المليونية بحسابات الأندية الخاصة التي تضم المحبين والخصوم، بل المفهوم الحقيقي لها هو أن تكون النادي الأكثر محبة من بين أقرانك من الأندية الأخرى.
الحل الوحيد في هذه القضية، أن كل مشجع يفتخر بمحبة وتشجيع ناديه وهذا في اعتقادي كاف للإقناع والقناعة، ولكن عليك بمن يتعصب لرأيه من بعض الإعلاميين الذين يحاولون فرض رأيهم بما يتناسب مع ميولهم لأنديتهم، وتبقى مسألة النادي الأكثر شعبية أخذ وعطى ووجهات نظر مختلفة وغير ثابتة.
ختاماً:
تتواجد أندية محبوبة إعلامياً ومحترمة جماهيرياً، ولكنهم بعيدين عن حدود المنافسة، وإدارتهم لا تدخل في دهاليز التصريحات الجدلية مع الأندية الأخرى، ونعود ونقول الشعبية كحضور جماهيرك في المدرجات لا يعني أن ناديك الأكثر محبة.
حسين البراهيم - الدمام