يظل نادي الفتح، هذا الكيان الكبير عنواناً بارزاً لكرة القدم في محافظة الأحساء وواجهة رياضية لطموحات أبناء المحافظة، الذين يرون فيه ممثلهم الأول في دوري روشن السعودي للمحترفين، ومع بداية كل موسم تتجدد الآمال والطموحات والأحلام لدى جماهير النموذجي بأن فريقهم قادر على تقديم المستويات المميزة، التي تعكس مكانة هذا النادي العريق. الموسم الماضي كان صعبًا على كل الفتحاويين؛ فقد عاشوا لحظات قلق استمرت حتى الجولات الأخيرة، واضطروا إلى وضع أيديهم على قلوبهم؛ خوفًا من هبوط الفريق، ورغم أن البقاء تحقق في النهاية إلا أن الطموحات كانت أكبر بكثير. دخل فريق الفتح هذا الموسم بطموح جديد مدعوماً بآمال جماهيره؛ حيث انتظرت أن تعكس التعاقدات الجديدة على مستوى اللاعبين المحترفين الأجانب أو المحليين تحسنًا واضحًا على أرض الملعب، لكن الواقع جاء مختلفًا؛ حيث لم يحصد الفريق سوى نقطة واحدة من أصل تسع نقاط ممكنة؛ آخرها التعادل مع الحزم. الموسم الحالي مختلف تماماً فالمنافسة تزداد ضراوة من خلال المستويات الجيدة التي قدمتها بعض الفرق، خاصة التي في نفس مستوى الفتح، بعد انتداباتها الجيدة، ما يضع الفتح في موقف صعب إذا لم يتدارك الأخطاء. اليوم الكرة في ملعب مسيري النادي؛ فالجماهير لم تعد تحتمل تكرار سيناريو المواسم الماضية، وذلك من خلال إيجاد حلول عملية تعيد الفريق إلى مكانه الطبيعي كمنافس قوي، وليس مجرد فريق يسعى لتفادي الهبوط، والعمل بشكل أكبر في المباريات المقبلة لإعادة الفريق إلى طريق الانتصارات وحصد النقاط. فالفتح ليس مجرد ناد عادي في الدوري؛ بل هو رمز لمحافظة غنية بالمواهب والعطاء وجماهير تستحق أن ترى فريقها يحقق الطموحات، وبصفتي أحد أبناء هذه المحافظة الغالية ومحبي هذا الكيان الكبير، الذي سبق لي أن تشرفت بالعمل كمنسق إعلامي بالنادي، فإنني أتمنى من جميع رجالات الفتح سواء رجال أعمال او أعضاء ذهبيين، أو رؤساء سابقين أو لاعبين قدامى خدموا النادي أو إداريين أن يقفوا مع ناديهم وكيانهم الكبير بكل ما يستطيعون؛ سواء بالدعم المادي أو المعنوي أو بالحضور في التدريبات والمباريات وأن تقدم إدارة النادي الدعوة للجميع. فالفتح الذي صنع المجد في موسم 2012-2013، وحقق لقب الدوري في إنجاز تاريخي لا ينسى يجد نفسه اليوم مطالباً بمراجعة حساباته بشكل سريع، حتى لا يتكرر سيناريو المعاناة والبقاء في دائرة الخطر حتى الجولات الأخيرة؛ لذلك لا يليق أن يظل بعيداً عن مكانته التي اعتدنا أن نراه فيها.