وجهت 47 منظمة إنسانية دولية ومحلية نداء عاجلاً إلى المجتمع الدولي للتحرك الفوري لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن ومنع ملايين الأشخاص من الانزلاق إلى المجاعة. وجاء هذا التحذير بالتزامن مع انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكدت المنظمات، التي تضم أسماء بارزة مثل أوكسفام وإنقاذ الطفولة والمجلس النرويجي للاجئين وكير وإنترسوس، أن الوضع في اليمن وصل إلى مرحلة حرجة وأن أي تأخير في اتخاذ إجراءات عاجلة سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر. وأشارت المنظمات إلى أن أكثر من سبعة عشر مليون شخص يواجهون خطر الجوع، بينهم ما لا يقل عن واحد وأربعون ألفاً في مستويات كارثية، كما يعاني ما لا يقل عن 2.4 مليون طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد، بينهم مئات الآلاف في حالة تهدد حياتهم إذا لم يتم التدخل العاجل. وحذرت المنظمات من أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع خلال الأشهر المقبلة مع استمرار خفض التمويل الدولي وانتشار الأمراض وتدهور الأوضاع الاقتصادية التي تقلص قدرة الأسر على الصمود. وأكد البيان أن آثار الفيضانات الأخيرة والتوترات الإقليمية المستمرة والاعتقالات التعسفية للعاملين في الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية تزيد من تعقيد الأزمة وتعيق وصول المساعدات إلى المحتاجين، مما يرفع مخاطر تفاقم الجوع في البلاد. ودعت المنظمات الجهات المانحة إلى توفير تمويلات كافية وسريعة لضمان استمرار تقديم الغذاء والمياه والرعاية الصحية والحماية والمأوى والمساعدات النقدية لأكبر عدد ممكن من المتضررين، وحثت الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على الضغط للإفراج عن العاملين الإنسانيين المعتقلين وضمان حرية حركة الموظفين والإمدادات الإنسانية ودعم الجهود الدبلوماسية لإحياء عملية السلام في اليمن ومنع تهميش الأزمة في ظل الأجندات الإقليمية والدولية المتزاحمة، مؤكدة أن الوقت الحالي هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأرواح ومنح الشعب اليمني فرصة للتعافي وإعادة بناء حياته.