من أغلى الأشياء وأعزها على القلب والمُقربة إلى النفس أن يحتفظ الإنسان في عقله ذكرى له طيبة، تحكي الماضي الجميل أو المجد الغابر التليد، سواء أكان ذلك إما على هيئة صورة أو خبر أو شهادة تقديرية أو كأس بطولة أو ميدالية ذهبية أو فضية أو برونزية أو قطعة له نفيسة أو مقتنى من المقتنيات الثمينة، فكيف لو كان الأمر يشتمل على ذكريات وطنية وثائقية مؤرشفة، وكتاباً يحكي عن رياضة وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» في كل صورها وفي جميع شرائحها ومن بدايات عهد باني كيانها وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. وحقيقة الأمر أنني كنت أتصفح محرك البحث الشهير "قوقل" يوماً، فاستوقفتني طويلاً مبادرة رائعة لأحد المؤرخين الرياضيين السعوديين تحمل اسم المملكة العربية السعودية، وقد لاقت صدى واسعاً وثناء عريضاً من الكبار في المجال الرياضي والإعلامي، فبحثتُ عن صاحب المبادرة من تَسنّمَ التميز فيها وتحدثتُ مع أحد الذين اطلعوا عليها، فأعطاني نبذة عليها وعن مغزاها وما تحتوي عليه فكرتها، فوجدتُ صاحبها رحمه الله ، شَغوفاً متيقناً بها ومتحمساً جداً لتقديمها، وألفيتها فكرة جميلة ومفيدة بل ومشروعاً سعودياً فريداً، يجدر أن يكون إزاءها وقفة توضيحية، في هذه المساحة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني ال95 على توحيد وطننا الكبير. المبادرة هي كتاب بعنوان "تاريخ الأندية السعودية.. من المؤسس إلى المجدد"، اجتهد بعزيمة وجد صاحبها وهو لم يكن كاتباً رياضياً فحسب، ولكنه كان كل الرياضة، لاعباً، وحكماً ومؤرِّخاً، ومحرِّراً رياضياً، وكان صاحب أقدمية في الانخراط في هذا المجال، فنشر إبداعاته، وهو الأخ الفاضل أمين ساعاتي رحمه الله ، اتخذ من حافز وطني وحب فطري لبلده أن يقدم للوطن سِفْراً جميلاً في عملٍ أرشيفي تأريخي توثيقي، ليجسدَ من خلاله صورة بانورامية معلوماتية وطنية رياضية مُشرقة ومُشرفة، والذي جرى ترتيبه وتدشينه قبل عامين تقريباً. وهذا العمل، ارتكز على الرصد الشامل والدقيق لتاريخ الحركة الرياضية في وطننا كي يساهم في المكتبة السعودية بما لديه مما يوثق مسيرتها الرياضية منذ البدايات، وجميلٌ في هذه المبادرة أنها وجدت التفاعل الإيجابي المبتغى من الكل. تناول فيه تاريخ الأندية الرياضية السعودية من عهد مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى العهد الحالي الزاهر، الذي نعيش فيه معطيات رؤية ولي العهد المجدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ، يقول فيه: "بفضل دعم حكومتنا الرشيدة فإن الفجوة الرياضية والمعرفية بيننا وبين الغرب أصبحت ضيقة وبدأ الحلم يتحول إلى حقائق فوق المستطيل الأخضر فقد فاز المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني بطل العالم في مونديال 2022 وفاز الهلال على فلامنجو بطل البرازيل وتقلد بكل بسالة مركز الوصيف في مونديال الأندية 2023.. حقاً نحن على طريق الكرة العالمية". وغير ذلك من الأحداث والفعاليات التي بعد صدور هذا الكتاب، والتي أسعدت نواظرنا وسرَّت خواطرنا وأبهجت نفوسنا، وخرجت لنا بُحلّتها القشيبة وبِطَلّتها الخلابة خلال العام 2024م وهذا العام 2025م. وختاماً، يسرني القول بأنني أزداد يقيناً وثقةً أن سعوديتنا الغالية لن تُعدم الأوفياء من أبنائها في كل حدث وفعالية، من جُل غايتهم رفع راية وطنهم، أينما كانوا وحيثما اتجهوا، والرياضة ليست بمنأى عن ذلك. فشكراً لكل من حفظ تاريخ وطنه، والذي يعد ذاكرة حاضرة لاستجلاء مكانة وطننا وتاريخها الرياضي، وشكراً لكل من ساند وأيد التاريخ الرياضي، والأمل بالله سبحانه وتعالى معقود أن تتكلل أعمال رؤية القيادة الرشيدة وفقها الله في مجال الرياضة عبر مسار الرؤية السعودية 2030. أرضية مثالية انطلق منها الرياضيون لتحقيق الإنجازات الرياضية رؤية السعودية 2030 أوجدت مسيرة الرياضة على ارتفاعات عالية في فضاء الإبداع فرحة الانتصار ولحظة الفخر في مونديال قطر الرياضة أحد مصادر الفخر في حياة الشعوب الرياضة التي توقظ مشاعر الانتماء والفخر