في اليوم الوطني السعودي ال95، يتجدّد الفخر بمسيرة وطن حوّل التحديات إلى فرص، ورسّخ حضوره بين مصاف الدول برؤية طموحة تقودها قيادة ملهمة، ممثَّلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وفي قلب هذه المسيرة، تأتي السياحة كأحد أسرع القطاعات نموًا وأكثرها تأثيرًا، ليس بوصفها نشاطًا اقتصاديًا وحسب، بل كجسر يربط بين الإنسان والمكان، ويكشف للعالم ثراء المملكة وتنوّعها. وقد عزّزت المملكة مكانتها عالميًا كإحدى أبرز الوجهات السياحية الأسرع نموًا والأكثر جذبا للزوّار والاستثمارات؛ حيث ارتفعت السياحة الوافدة بنسبة 69% مقارنة 2019، فيما نمت عائدات السياحة بنسبة 148% في الفترة ذاتها. وفي عام 2024، احتلّت المملكة المرتبة الثانية عالميًا في نمو أعداد السياح، وتصدّرت المرتبة الأولى عالميًا في نمو عائدات السياحة خلال الأشهر التسعة إلى الأحد عشر الأولى من العام. كما حققت المملكة مستهدف 100 مليون زائر قبل الموعد المحدد في رؤية السعودية 2030 بخمس سنوات، ما يعكس تسارع الخطى نحو مستقبل واعد قائم على الابتكار والاستدامة. انطلق صندوق التنمية السياحي من قناعة راسخة بأنّ دوره يتجاوز التمويل ليكون مُمكّنًا أساسيًا للقطاع السياحي. ومنذ تأسيسه، أسهم الصندوق في قبول أكثر من 2.500 مشروع في قطاع السياحة والضيافة عبر حلول التمويل المباشرة والتمويل غير المباشر من خلال «برامج تمكين السياحة»، مما سيثمر عن إضافة أكثر من 10 آلاف غرفة وشقة فندقية جديدة في مختلف الوجهات، بقيمة استثمارية إجمالية تتجاوز 42 مليار ريال سعودي، بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات التمويلية. تُعزّز هذه المشاريع مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، وفي الوقت ذاته تدعم الاقتصاد المحلي عبر توفير الفرص للمواطنين، وتمكين المنشآت الناشئة والمتوسطة من النمو والتوسُّع في الأسواق المحلية والعالمية. أما على صعيد التمكين غير التمويلي، الذي يُعد ركيزة أساسية لتنمية القطاع، فقد تجاوز عدد المستفيدين من برامج ومبادرات «مركز نمو السياحة» – الذراع المُمكّن غير التمويلي للصندوق – 9.000 مستفيد، يُشكّلون اليوم نواة لمستقبل ريادة الأعمال السياحية في المملكة، بما ينسجم مع تطلُّعات رؤية السعودية 2030. إننا في صندوق التنمية السياحي نُؤمن أنّ كل مشروع ندعمه، وكل تجربة نُمكّنها، تحمل بعدًا اقتصاديًا وإستراتيجيًا يُعزّز الاقتصاد الوطني، ويبرز مكانة المملكة الدولية كوجهة عالمية تستقطب الاستثمارات والزوّار على حد سواء. وفي اليوم الوطني، نُؤكّد التزامنا بمواصلة هذه الرحلة، لتمكين قطاع يُجسّد طموح وطن، ويُترجم رؤية قيادة، ويُلهم العالم بقصتنا.