المظاهر اليوم أصبحت تشكل جزءاً مهماً في نمط حياة الكثيرين منا ناهيك عما يحدث من عواقب وتبعات أياً كانت. لقد تسببنا نحن في جعل حياتنا في شتى الميادين المختلفة معقدة ومُكلفة وتبذير واسراف ومباهاةٍ.. إلخ " ما خُيّر خير من مشى على الأرض من البشر عليه الصلاة والسلام بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً". إن حب المظاهر والسعي ورائها آفة اجتماعية تدفع أصحابها للعيش في توتر وقلق وحياةٍ مزيفة خادعة وقد تخفي نوايا سيئة، وغالب من يسعون وراء المظاهر لديهم نقص في ذواتهم ويحاولون تعويض ذلك كله بالبريستيج الزائف وكما قيل" لا تنخدع باللباس أو المظهر فمن أراد البحث عن لؤلؤ فليغص إلى الأعماق". الجمال الحقيقي هو جمالُ نفسك من الداخل وتكمن في الأخلاق والأعمال الطيبة والنوايا الحسنة والروح الطبية عالية الهمة في معالي الأمور ولا تلتفت للجمال الخارجي المزيف لأنه سيزول مع الوقت فما قيمة الجمال الخارجي إن كان وهمي ومزيف بلا شك لا قيمة له أساساً. إن جمال الداخل هو بناء نحو حياةٍ ترضيك وتغنيك بعيداً عن التملق للآخرين، وقد قيل إن الجميلون لا يدهشهم رونق الأشياء من الخارج فقط، بل قلوبهم شغوفة بإدراك ذلك الجمال الكامن في كُنه الأشياء ومعانيها الجوهرية. وكما قيل إن صاحب الروح الواعية السامية لا يلتقط أي فكره ولا يستجيب لأي تيار ولا يتأثر بأي مظهر خارجي، بل يدرك ويقيس الأشياء بإحساس عميق ويفطن بفكر رفيع. وختاماً.. في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".