من يتابع انطلاقة دوري روشن هذا الموسم ويشاهد مباريات الهلال ونتائجه يلحظ أن "الزعيم" لم يعد كما عهدناه الفريق الذي اعتادت جماهيره أن تراه متوهجًا ممتلئًا بالحلول وقويًّا داخل المستطيل الأخضر يظهر اليوم بصورة ليست باهتة ولا ضعيفة لكنها تثير علامات الاستفهام. الهلال كان على الدوام مدرسة في العمق الفني ويملك فريقًا أساسيًا وآخر احتياطيًا لا يقل عنه جاهزية وقوة "دكة الهلال" لطالما كانت حديث المنافسين وورقة الرعب التي تميّز النادي عن بقية الأندية حيث يستطيع المدرب أن يغيّر مجرى المباراة بلاعبٍ بديل يعادل نجمًا أساسيًا؛ لكن الحال هذا الموسم مختلف، فالدكة تفتقد الأسماء المؤثرة والخيارات أمام المدرب الإيطالي إنزاغي محدودة وشحيحة مما جعل الفريق يظهر وكأنه فقد أهم أسلحته، وخصوصا حينما تلعب مباريات متتالية أو أجواء وطقس مختلف، أو عندما تكون بثلاث دول مختلفة في أسبوع. الجماهير الهلالية وهي الأكثر شغفًا وحبًا لناديها تنظر بقلق إلى ما يحدث، الجميع يدرك أن الهلال لا ينقصه التاريخ ولا البطولات ولا الحماس؛ لكن النقص الواضح في الصفوف الحالية يحتاج إلى إصلاح عاجل، ومع أن الصفقات الكبرى تهاطلت على الأندية المنافسة خصوصًا أندية الصندوق إلا أن الهلال ظهر وكأنه الأقل حظًا في هذا السباق وهو أمر لا يتناسب مع مكانة "الزعيم الآسيوي العالمي" ولا مع طموحاته. خاصة إذا ما علمنا أن المشروع الرياضي السعودي تشرف عليه القيادة بشكل مباشر ويحظى بمتابعة دقيقة من القيادة، والمساواة في الدعم والفرص هو ما دعا له المشروع منذ انطلاقه. إنزاغي القادم بسمعة تكتيكية وخبرة كبيرة وجد نفسه في موقف صعب، فالحلول التي يملكها لا تكفي، والتوليفة الحالية لا تعكس هوية الهلال التي اعتدنا عليها، فالهلال الذي اعتاد أن يحسم المباريات بالأسماء وبالخيارات المتعددة لم يعد كذلك، الجمهور يرى وينتقد ويتألم لأن الهلال ببساطة "ليس الهلال الذي يعرفونه"، أهذا حظ الهلال وقدره ألا يبدع إلا عندما يكون القرش جريحاً، تراه في كل المنافسات التي شرّف بها الوطن والقارة وامام انظار العالم ينزف، حقق لقب وصيف العالم بنقص وتخلي ووقف تسجيل، وأبهر أمريكا بكأس العالم وهو ليس بأحلى حالاته، من حق الجمهور أن يغضب ومن واجب الإدارة أن تتحرك وتتطالب بحقها فالمشوار لا يزال طويلا هذا الموسم، الهلال نادٍ تعوّد على الصدارة وعلى البطولات وعلى الهيبة داخل وخارج الملعب. وأي تراجع -ولو مؤقتا- لا يليق به ولا بتاريخ عشقه الممتد. إن رسالتي اليوم: أعيدوا هيبة الهلال، وأعيدوا بريق الدكة، وأعيدوا وفرة الحلول، وأعيدوا الفريق الذي يجعل الخصوم يفكرون ألف مرة قبل مواجهته، الهلال يستحق أن يبقى في القمة وجماهيره لا ترضى بأقل من ذلك.