أثار أداء الهلال بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي في الجولات الماضية الكثير من علامات الاستفهام بعدما ظهر الفريق بمستويات متذبذبة لم ترتقِ لتوقعات جماهيره، سواء على صعيد الانسجام الهجومي أو التماسك الدفاعي. رغم القيمة الفنية للمدرب وتجربته الأوروبية، إلا أن الهلال لم يقدم الصورة المقنعة حتى الآن. إنزاغي اعتمد على أسلوب لعب مرن بين 4-3-3 و3-5-2، غير أن كثرة التغييرات التكتيكية أفقدت اللاعبين انسجامهم داخل الملعب، ما انعكس على شكل الفريق الذي بدا تائهًا في بعض فترات المباريات. كما أن الخط الخلفي يُعاني من سوء التمركز، وهو ما تسبب في استقبال أهداف كان بالإمكان تفاديها، على الصعيد الهجومي، رغم امتلاك الهلال أسماء بارزة، إلا أن الفريق افتقد للفاعلية الهجومية أمام المرمى فغابت الحلول الفردية والجماعية. الحقيقة أن إنزاغي لم ينجح حتى الآن في استثمار قدرات بعض النجوم، إذ ظهر التباين في أداء خط الوسط بين مباراة وأخرى، فيما فقد بعض اللاعبين حيويتهم بسبب أدوار تكتيكية لم تتناسب مع إمكاناتهم. هذا الأمر انعكس على الانسجام العام وأضعف من هوية الفريق داخل الملعب. أجزم أن الحاجة ملحة أمام المدرب الإيطالي لإيجاد حلول عملية، سواء بتثبيت طريقة لعب واضحة أو بتعزيز العمل الهجومي المنظم، إلى جانب ضرورة معالجة الأخطاء الدفاعية المتكررة. فالجماهير الزرقاء تنتظر منه بصمة فنية حقيقية تُعيد للهلال هيبته وتضعه في موقعه الطبيعي بالمقدمة. الكثير يؤكد على أن إنزاغي بدأ موسمه مع الهلال بسمعة قوية وتوقعات كبيرة، وبالفعل هناك إشارات إيجابية على الأداء والروح القتالية، وقدرة الفريق على المبادرة وتحمل الضغط، لكن ما بين البداية الجيدة والتطلعات العالية، هناك فجوة يجب تضييقها سريعًا وهي الاستمرارية في التركيز كليًا طوال اللقاء، وتحويل الفرص إلى أهداف، والحفاظ على التركيز الدفاعي. رغم أن التجربة ما زالت في بدايتها، إلا أن المؤشرات الأولية تكشف عن ضرورة مراجعة إنزاغي لخياراته الفنية سريعًا؛ فالهلال نادٍ لا يقبل أنصاف الحلول، والنجاح فيه مرهون بالقدرة على تجاوز العثرات وتقديم كرة قدم مقنعة توازي طموحات جماهيره وتاريخه العريق. إذا نجح في معالجة هذه التفاصيل بسرعة، فالهلال تحت قيادة إنزاغي قادر على المنافسة بقوة على الألقاب وإن لم يفعل فقد تعكس النتائج المتوسطة المبكرّة حجم التحديات التي سيواجهها في المباريات المقبلة خاصة الفرق المنافسة على دوري هذا العام، ودمتم سالمين.