ارتفعت أسعار النفط أمس الاثنين، متعافية من انخفاضات حادة الأسبوع الماضي، بعد أن تعهدت واشنطن بشن المزيد من الضربات على الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط وفي الوقت الذي ضربت فيه طائرات مسيرة أوكرانية أكبر مصفاة في جنوبروسيا. وبحلول الساعة 0709 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 26 سنتا، بما يعادل 0.3 بالمئة، إلى 77.59 دولارا للبرميل، في حين بلغت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 72.41 دولارا للبرميل، مرتفعة 13 سنتا، أو 0.2 بالمئة. وأنهى الخامان القياسيان الأسبوع الماضي منخفضين نحو 7 %. ونزل المؤشر اثنين بالمئة يوم الجمعة بعد أن أشارت بيانات الوظائف الأميركية التي جاءت أقوى من المتوقع إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة قد تكون أبعد من المتوقع، وبفعل التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقال محللو مجموعة آي إن جي المالية، في مذكرة "أدت آمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إلى بعض هذا الضعف". "لكن في الوقت الحالي لا يبدو أن وقف إطلاق النار وشيك". وظل المستثمرون حذرين من أي تصعيد في الصراع في الشرق الأوسط، بعد أن أشارت الولاياتالمتحدة إلى مزيد من الضربات على الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط ردًا على هجوم مميت على القوات الأميركية في الأردن. وواصلت الولاياتالمتحدة أيضًا حملتها ضد الحوثيين في اليمن، حيث شنت 36 ضربة يوم السبت ضد الجماعات التي أدت هجماتها على سفن الشحن إلى تعطيل طرق تجارة النفط العالمية، على الرغم من أن الإمدادات لم تتأثر إلى حد كبير. وقال في مذكرة للعملاء يوم الاثنين "من المرجح أن تستجيب أسواق النفط من خلال الاستمرار في استبعاد مخاطر تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط"، مضيفا أن ذلك سيبقي على الأرجح العقود الآجلة لخام برنت دون 80 دولارا للبرميل. وتستهدف ميزانية إيران مبيعات نفطية قدرها 1.35 مليون برميل يوميا للعام الإيراني الذي يبدأ في مارس 2024، أي نحو 1.3 % من الإمدادات العالمية البالغة 103.5 مليون برميل يوميا التي توقعتها وكالة الطاقة الدولية. وفي روسيا، قصفت طائرتان بدون طيار أوكرانيتان أكبر مصفاة لتكرير النفط في جنوب البلاد يوم السبت، حسبما قال مصدر في كييف، في أحدث حلقة في سلسلة من الهجمات طويلة المدى على منشآت النفط الروسية مما أدى إلى خفض صادرات روسيا من النافثا، وهي مادة خام لإنتاج البتروكيميائيات. وقالت شركة لوك أويل، التي تمتلك مصفاة فولجوجراد البالغة طاقتها 300 ألف برميل يوميا، في وقت لاحق إن المصفاة تعمل كالمعتاد. وفي الولاياتالمتحدة، تم استئناف الطاقة في مصفاة نفط بريتش بتروليوم، التي تبلغ طاقتها 435 ألف برميل يوميًا في وايتينج بولاية إنديانا، بحلول منتصف نهار الجمعة، لكن المصادر قالت إن الشركة لم تحدد بعد موعدًا لاستئناف تشغيل المصفاة. وقال محللو النفط لدى انفيستنق دوت كوم، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف في التعاملات الآسيوية يوم الاثنين، بعد أن تكبدت خسائر حادة من الأسبوع السابق وسط تلاشي الآمال في تخفيض مبكر لأسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة، في حين ظل التركيز على أي حديث عن وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس. وأدت الشائعات عن وقف محتمل لإطلاق النار في الحرب إلى انخفاض أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي، بالنظر إلى أن الانقطاعات المحتملة للإمدادات، الناجمة عن الصراع، كانت نقطة دعم رئيسية لأسعار النفط الخام. وتعرضت أسعار النفط لضغوط بسبب قوة الدولار الذي ارتفع يوم الاثنين بعد ارتداد قوي يوم الجمعة. وأظهرت بيانات الوظائف غير الزراعية أن سوق العمل الأميركي كان أكثر سخونة من المتوقع، وهو ما يمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي مساحة أكبر للحفاظ على أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول. وإضافة إلى هذه الفكرة، كرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في مقابلة مع شبكة سي بي إس، رسالته بأن البنك المركزي لن يخفض أسعار الفائدة على المدى القريب. وقال باول إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيسعى للحصول على إشارات أوضح لتخفيف التضخم وتهدئة سوق العمل قبل تفكيك السياسة، على الرغم من أن صناع السياسات سيخفضون أسعار الفائدة في نهاية المطاف هذا العام. وفي مكان آخر، أظهر مسح خاص من الصين أن نشاط قطاع الخدمات نما بأقل من المتوقع في يناير. وأثارت القراءة، التي تأتي بعد بيانات رسمية ضعيفة لمؤشر مديري المشتريات الأسبوع الماضي، مزيدا من المخاوف بشأن تباطؤ التعافي الاقتصادي في أكبر مستورد للنفط في العالم. واستهدفت روسيا وأوكرانيا البنية التحتية للطاقة في كل منهما في ضربات تهدف إلى تعطيل خطوط الإمداد والخدمات اللوجستية وإحباط معنويات كل منهما في سعيهما للحصول على الأفضلية في حرب مستمرة منذ عامين تقريبا ولا تظهر أي علامة على نهايتها. وقالت صحيفة كومسومولسكايا برافدا نقلا عن خدمات الطوارئ إن حريقا اندلع في مصفاة ريازان لتكرير النفط، ثالث أكبر مصفاة في روسيا، يوم 19 يناير، واضطرت شركة الطاقة الروسية العملاقة، نوفاتيك، في 21 يناير إلى تعليق بعض العمليات في محطة تصدير الوقود الضخمة على بحر البلطيق في أوست لوغا وكذلك "العمليات التكنولوجية" في مجمع قريب لإنتاج الوقود بسبب حريق بدأ بسبب ما قالت وسائل الإعلام الأوكرانية إنه هجوم بطائرة بدون طيار. من المرجح أن تخفض روسيا صادراتها من النافثا بنحو 127.500 إلى 136.000 برميل يوميًا، أو نحو ثلث إجمالي صادراتها، بعد أن عطلت الحرائق العمليات في مصافي التكرير على بحر البلطيق والبحر الأسود، وفقًا للتجار وبيانات تتبع السفن.