قالت مصادر في أوبك + إنه من غير المرجح أن تعدل أوبك + سياستها الحالية لإنتاج النفط عندما تجتمع اللجنة يوم الجمعة، حيث يؤدي تشديد الإمدادات والطلب المرن إلى ارتفاع أسعار النفط. ويجتمع وزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، المعروفة باسم أوبك +، في 4 أغسطس. ويمكن للجنة، التي تسمى لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، أن تدعو إلى اجتماع أوبك + الكامل إذا لزم الأمر. في وقت ارتفع النفط إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر هذا الأسبوع فوق 85 دولارًا للبرميل لخام برنت، حيث يفوق تشديد العرض وزيادة الطلب المخاوف من أن ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المستعصي قد يضران بالنمو الاقتصادي. وقالت مصادر أوبك + إن اللجنة لن تجري على الأرجح أي تغييرات على السياسة الحالية خلال الاجتماع عبر الإنترنت يوم الجمعة. وأشار أحدهم إلى ارتفاع أسعار النفط كسبب لعدم اتخاذ أي إجراء. وفي أحدث التعليقات من أحد أعضاء أوبك بشأن السوق، قال وزير الطاقة لدولة الإمارات العربية المتحدة إن الإجراءات الحالية لأوبك + كافية في الوقت الحالي وأن المجموعة "ليست سوى مكالمة هاتفية" إذا كانت هناك حاجة إلى أي خطوات أخرى. وفي اجتماعها الأخير في يونيو، اتفقت أوبك + على صفقة واسعة للحد من الإمدادات حتى عام 2024، وتعهدت المملكة العربية السعودية بخفض طوعي للإنتاج لشهر يوليو تم تمديده منذ ذلك الحين ليشمل أغسطس، ويتوقع المحللون أن تمدد السعودية الخفض الطوعي لشهر آخر يشمل سبتمبر. وقال بنك أستراليا الوطني في تقرير يوم الثلاثاء إنه يتوقع أن تعلن السعودية تمديد الخفض الطوعي في اجتماع اللجنة يوم الجمعة. وكان وزراء الطاقة والنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الذين حضروا ندوة أوبك الدولية الثامنة في فيينا أوائل يوليو، اجتمعوا لمراجعة أوضاع السوق واتفقوا على مواصلة التشاور مع نظرائهم من خارج أوبك، من خلال الآليات الموضوعة بالفعل بما في ذلك اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، واجتماعات أوبك وشركائها في تحالف أوبك+، وجهودهم المستمرة لدعم سوق نفط مستقر ومتوازن. وفي الاجتماع أعرب الوزراء عن تقديرهم للمملكة العربية السعودية لتمديدها للخفض الطوعي البالغ 1 مليون برميل في اليوم لشهر أغسطس، وشكروا أيضًا الاتحاد الروسي لخفضه الطوعي الإضافي للصادرات بمقدار 500 مليون برميل، والجزائر لخفضها الطوعي الإضافي البالغ 20 ألف برميل لشهر أغسطس 2023. وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن تخفيضات إنتاج أوبك + المعمقة، التي تقودها المملكة العربية السعودية، وسط سوق متشككة لم ترفع أسعار النفط بعد، لكن التجار سيأتون قريبًا بمجرد ظهور أدلة على تشديد الأساسيات. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان في ندوة أوبك الدولية في فيينا إن الطلب العالمي على النفط في ارتفاع، ويعمل محافظو البنوك المركزية على كبح جماح التضخم، وسيؤدي ضبط الإنتاج في أوبك + إلى قلب موجة "السلبية المبالغ فيها" التي أغرقت السوق. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان أمام جمهور حاشد من مسؤولي الصناعة والمشاركين في السوق، بعد يومين من إعلان المملكة العربية السعودية أنها ستبقي إنتاجها الخام عند أدنى مستوى له في عامين عند 9 ملايين برميل يومياً حتى أغسطس على الأقل. وأعلنت المملكة العربية السعودية في 4 يونيو أنها ستخفض إنتاجها من جانب واحد بمقدار مليون برميل في اليوم في يوليو، علاوة على 3.66 مليون برميل في اليوم في التخفيضات الجماعية لحصص أوبك + التي تم تنفيذها منذ أكتوبر. وفي 3 يوليو، قالت المملكة إنها ستمدد هذا الخفض لشهر أغسطس، إلى جانب التزامات متزامنة من روسيا لخفض صادراتها من الخام بمقدار 500 ألف برميل في اليوم والجزائر لكبح 20 ألف برميل في اليوم من الإنتاج. لكن المناورات لم تسفر عن أي مكاسب في الأسعار. وتأثر السوق بضعف المؤشرات الاقتصادية العالمية، لا سيما في السوق الرئيسة للصين. كما أدى استمرار ارتفاع صادرات روسيا من النفط الخام، مع سعيها إلى تعظيم عائداتها النفطية في مواجهة العقوبات الغربية بسبب حربها في أوكرانيا، إلى إثارة الشكوك حول التزامها بتشديد السوق. لكن مسؤولي أوبك قالوا إن المضاربين يعتمدون على بيانات هبوطية مفرطة ويفشلون في رؤية الحكمة في استراتيجية المنظمة. ويرى محللو المنظمة ارتفاع الطلب على خام أوبك إلى 29.87 مليون برميل في اليوم في الربع الثالث من عام 2023 و30.59 مليون برميل في اليوم في الربع الرابع، مع تعافي السفر الجوي والنشاط الصناعي في الصين. وبالمقارنة، ضخت الدول الأعضاء في أوبك البالغ عددها 13 دولة 28.07 مليون برميل في اليوم في مايو، والتي من المقرر أن تنخفض بشكل كبير في يوليو، مع التخفيض الإضافي بمقدار مليون برميل في اليوم في السعودية. من جهته، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن التخفيضات الطوعية لأوبك + ستؤتي ثمارها قريبًا وألقى باللوم في أزمة السوق الحالية على الانفصال بين التجار الفعليين والورقيين. والتزمت الإمارات في أبريل بخفض طوعي قدره 144000 برميل في اليوم، لكنها لم تعلن عن أي قيود إضافية بالتزامن مع الإعلانات السعودية في يونيو ويوليو. وناضلت الإمارات وفازت بزيادة الحصة التي تبدأ في عام 2024 لتعكس قدرتها الإنتاجية المتزايدة من النفط الخام. وقال المزروعي ان السوق تتعامل مع الديناميكيات بين المضاربات وما نحاول القيام به والفجوة بين الجانب المادي والورقي أو المالي، ومع التخفيضات الإضافية التي أود أن أعترف بها وأشكر البلدان الأخرى المشاركة، أنا متفائل بأننا سنرى المزيد من الاستقرار في السوق". ودعا بعض وزراء أوبك + المزيد من الدول المنتجة للنفط للانضمام إليهم في محاولة لكسب حصة أكبر في السوق العالمية. وقال المزروعي "لكم أن تتخيلوا لو كنا 60 في المئة من المنتجين أو 70 في المئة من المنتجين في العالم، بلا شك سنقوم بعمل أفضل". وتشكل الدول ال 13 الأعضاء في أوبك و10 دول من خارجها في تحالف أوبك +، الذي يمثل أقل بقليل من 40 في المئة من إنتاج الخام العالمي. ومن غير الواضح أي الدول المنتجة يمكن أن يُطلب منها أو ستسعى للانضمام إلى أوبك +. ونفت أوبك رسميا في يونيو أنها دعت منتج أميركا الجنوبية الصاعد غيانا للانضمام إلى عضويتها. وقال وزير المناجم والمحروقات في غينيا الاستوائية، أنطونيو أوندو، إن أوبك هي الأفضل، وهي فقط تخلق يقينًا في السوق". وقال "لأن وجود الكثير من المنتجين يسلكون طريقة مختلفة وينفذون سياسات مختلفة، لا أرى كيف سيمنع ذلك تقلبات السوق". "وإذا كان حجمنا أكبر، فيمكننا التأثير بشكل أفضل على الشفافية وأيضًا على يقين البيانات". وذهب وزير الطاقة الأذربيجاني، بارفيز شهبازوف إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى "أننا بحاجة إلى التوسع إلى ما وراء مجال النفط وإلى قطاع الطاقة ككل لأننا في فترة انتقالية. وعلينا أن نتحرك على نطاق واسع".