التقى وزراء الطاقة والنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الذين يحضرون ندوة أوبك الدولية الثامنة في فيينا خلال الفترة 5-6 يوليو، على هامش الحدث. وانتهز الوزراء الفرصة لمراجعة أوضاع السوق واتفقوا على مواصلة التشاور مع نظرائهم من خارج أوبك، من خلال الآليات الموضوعة بالفعل بما في ذلك اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، واجتماعات أوبك وشركائها في تحالف أوبك+، وجهودهم المستمرة لدعم سوق نفط مستقر ومتوازن. كما أعرب الوزراء عن تقديرهم للمملكة العربية السعودية لتمديدها للخفض الطوعي البالغ 1 مليون برميل في اليوم لشهر أغسطس. وشكروا أيضًا الاتحاد الروسي لخفضه الطوعي الإضافي للصادرات بمقدار 500 مليون برميل، والجزائر لخفضها الطوعي الإضافي البالغ 20 ألف برميل لشهر أغسطس 2023. وقال وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن تخفيضات إنتاج أوبك + المعمقة، التي تقودها المملكة العربية السعودية، وسط سوق متشككة لم ترفع أسعار النفط بعد، لكن التجار سيأتون قريبًا بمجرد ظهور أدلة على تشديد الأساسيات. وأكد في ندوة أوبك الدولية في فيينا أن الطلب العالمي على النفط في ارتفاع، ويعمل محافظو البنوك المركزية على كبح جماح التضخم، وسيؤدي ضبط الإنتاج في أوبك + إلى قلب موجة "السلبية المبالغ فيها" التي أغرقت السوق. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان أمام جمهور حاشد من مسؤولي الصناعة والمشاركين في السوق، بعد يومين من إعلان السعودية أنها ستبقي إنتاجها الخام عند أدنى مستوى له في عامين عند 9 ملايين برميل يومياً حتى أغسطس على الأقل: "لا يمكنك تغيير السلبية الناشئة عن 10 ملايين متداول على سبيل المثال". لكن الأمير عبدالعزيز بن سلمان أضاف "أن السلبية لا يمكن أن تدوم، وأنا متفائل للغاية". "ويجب أن يكون الناس في منطقة الراحة الخاصة بهم حتى لا يترك هذا السوق دون رقابة". وأعلنت المملكة العربية السعودية في 4 يونيو أنها ستخفض إنتاجها من جانب واحد بمقدار مليون برميل في اليوم في يوليو، علاوة على 3.66 ملايين برميل في اليوم في التخفيضات الجماعية لحصص أوبك + التي تم تنفيذها منذ أكتوبر. وفي 3 يوليو، قالت المملكة إنها ستمدد هذا الخفض لشهر أغسطس، إلى جانب التزامات متزامنة من روسيا لخفض صادراتها من الخام بمقدار 500 ألف برميل في اليوم والجزائر لكبح 20 ألف برميل في اليوم من الإنتاج. لكن المناورات لم تسفر عن أي مكاسب في الأسعار. وقيمت وكالة بلاتس، وهي جزء من ستاندرد آند بورز جلوبال كوموليوميتي إنسايتس، السعر الفوري لخام برنت الخام عند 76 دولارًا للبرميل في 4 يوليو، ولا يزال أقل من 77.31 دولارًا للبرميل الذي وصل إليه المؤشر القياسي في 5 يونيو بعد الإعلان السعودي الأول عن الخفض. وتأثر السوق بضعف المؤشرات الاقتصادية العالمية، لا سيما في السوق الرئيسة للصين. كما أدى استمرار ارتفاع صادرات روسيا من النفط الخام، مع سعيها إلى تعظيم عائداتها النفطية في مواجهة العقوبات الغربية بسبب حربها في أوكرانيا، إلى إثارة الشكوك حول التزامها بتشديد السوق. المضاربين يعتمدون على بيانات هبوطية وقال مسؤولو أوبك إن المضاربين يعتمدون على بيانات هبوطية مفرطة ويفشلون في رؤية الحكمة في استراتيجية المنظمة. ويرى محللو المنظمة ارتفاع الطلب على خام أوبك إلى 29.87 مليون برميل في اليوم في الربع الثالث من عام 2023 و30.59 مليون برميل في اليوم في الربع الرابع، مع تعافي السفر الجوي والنشاط الصناعي في الصين. وبالمقارنة، ضخت الدول الأعضاء في أوبك البالغ عددها 13 دولة 28.07 مليون برميل في اليوم في مايو، والتي من المقرر أن تنخفض بشكل كبير في يوليو، مع التخفيض الإضافي بمقدار مليون برميل في اليوم في السعودية. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان "الأدوات الموجودة في مجموعتنا [أوبك +] تعمل". "وسنفعل كل ما هو ضروري". أما بالنسبة للإمدادات الروسية، فقد قال سموه إن إعلان موسكو عن نيتها خفض 500 ألف برميل في اليوم من صادراتها الخام سيكون قابلاً للتتبع من قبل مراقبي تدفق التجارة، كمقياس "أكثر جدوى" للسوق من تخفيضات الإنتاج، والتي يمكن حجبها عن طريق تشغيل المصافي أو المدخلات في التخزين. وأعرب الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن أسفه لاستجابة السوق الفاترة للقرارات المتخذة في أحدث اجتماع لأوبك + في يونيو، قائلا إن "ما قدمناه في نهاية الأسبوع كان أكبر من أن يفهمه الناس". وشدد على الخطوات التي اتخذتها أوبك + فيما يتعلق بتبني مزيد من الشفافية لمحاولة إدارة تقلبات السوق المتزايدة وقال إن المجموعة ستفعل "ما هو ضروري" للحفاظ على استقرار السوق. من جهته، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن التخفيضات الطوعية لأوبك + ستؤتي ثمارها قريبًا وألقى باللوم في أزمة السوق الحالية على الانفصال بين التجار الفعليين والورقيين. والتزمت الإمارات في أبريل بخفض طوعي قدره 144000 برميل في اليوم، لكنها لم تعلن عن أي قيود إضافية بالتزامن مع الإعلانات السعودية في يونيو ويوليو. وناضلت الامارات وفازت بزيادة الحصة التي تبدأ في عام 2024 لتعكس قدرتها الإنتاجية المتزايدة من النفط الخام، وقال المزروعي "السوق تتعامل مع الديناميكيات بين المضاربات وما نحاول القيام به والفجوة بين الجانب المادي والورقي أو المالي." "ومع التخفيضات الإضافية التي أود أن أعترف بها وأشكر البلدان الأخرى المشاركة، أنا متفائل بأننا سنرى المزيد من الاستقرار في السوق." ودعا بعض وزراء أوبك + المزيد من الدول المنتجة للنفط للانضمام إليهم في محاولة لكسب حصة أكبر في السوق العالمية. وقال المزروعي "لكم ان تتخيلوا لو كنا 60 في المئة من المنتجين أو 70 في المئة من المنتجين في العالم، بلا شك سنقوم بعمل أفضل". وتشكل الدول ال 13 الأعضاء في أوبك و10 دول من خارجها في تحالف أوبك +، الذي يمثل أقل بقليل من 40 في المئة من إنتاج الخام العالمي. ومن غير الواضح أي الدول المنتجة يمكن أن يُطلب منها أو ستسعى للانضمام إلى أوبك +. ونفت أوبك رسميا في يونيو أنها دعت منتج أميركا الجنوبية الصاعد غيانا للانضمام إلى عضويتها. وقال وزير المناجم والمحروقات في غينيا الاستوائية، أنطونيو أوندو، إن أوبك هي الأفضل، وهي فقط تخلق يقينًا في السوق". وقال "لأن وجود الكثير من المنتجين يسلكون طريقة مختلفة وينفذون سياسات مختلفة، لا أرى كيف سيمنع ذلك تقلبات السوق". "وإذا كان حجمنا أكبر، فيمكننا التأثير بشكل أفضل على الشفافية وأيضًا على يقين البيانات".